العدد : ١٧١٧٤ - الاثنين ٣١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٤ - الاثنين ٣١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ شوّال ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

السفارات.. ومكافحة الاتجار بالأشخاص

أول‭ ‬السطر‭:‬

بعض‭ ‬المبادرات‭ ‬والأعمال‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬وصف‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬عنها‭ ‬والمشاعر‭ ‬معها‭.. ‬لأنها‭ ‬مرتبطة‭ ‬بغيرنا‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أثرها‭ ‬المجتمعي‭ ‬كبير‭ ‬وعظيم‭.. ‬مبادرة‭ ‬‮«‬فاعل‭ ‬خير‮»‬‭ ‬لدعم‭ ‬المعسرين‭ ‬والمتعثرين،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬تستحق‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لأنها‭ ‬أدخلت‭ ‬الفرحة‭ ‬والسرور‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬أسرة‭ ‬بحرينية‭.. ‬والشكر‭ ‬واجب‭ ‬وموصول‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬المتبرعين‭ ‬والمساهمين‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬دعمهم‭ ‬السخي‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬البحرينية‭ ‬الإنسانية‭.‬

 

السفارات‭.. ‬ومكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص‭:‬

كثيرا‭ ‬ما‭ ‬نقرأ‭ ‬خبر‭ ‬قيام‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬آسيوية‭ ‬باستقدام‭ ‬عاملة‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬بلادهم،‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬توفير‭ ‬الوظيفة‭ ‬والعمل،‭ ‬ثم‭ ‬تجد‭ ‬تلك‭ ‬العاملة‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬دعارة،‭ ‬وتتبدد‭ ‬أحلامها‭ ‬وتنهار‭ ‬حياتها،‭ ‬وتظل‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬تلك‭ ‬الشبكة‭ ‬الإجرامية‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬ولا‭ ‬تتخلص‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تفر‭ ‬هاربة‭ ‬وتتوجه‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬للإبلاغ‭ ‬عما‭ ‬حصل‭ ‬لها،‭ ‬أو‭ ‬تلقي‭ ‬بنفسها‭ ‬من‭ ‬البلكونة‭..!!  ‬

هذه‭ ‬حوادث‭ ‬متكررة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.. ‬نفس‭ ‬السيناريو،‭ ‬ونفس‭ ‬الجريمة،‭ ‬ونفس‭ ‬الطريقة‭.. ‬وربما‭ ‬نفس‭ ‬البلد‭ ‬الآسيوي‭..!! ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬مطالبة‭ ‬السفارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وخاصة‭ ‬التي‭ ‬تكثر‭ ‬منها‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم،‭ ‬بأن‭ ‬تضع‭ ‬آلية‭ ‬واضحة‭ ‬ومحددة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬قدوم‭ ‬أي‭ ‬عامل‭ ‬أو‭ ‬عاملة‭ ‬إلى‭ ‬البلاد،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬سفارة‭ ‬مكتب‭ ‬للتواصل‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬رعايا‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬السفارة‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬يعلم‭ ‬بالجريمة‭.. ‬وتتحمل‭ ‬بلادنا‭ ‬تبعات‭ ‬وتداعيات‭ ‬الأمور،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص‭.‬

لدى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة،‭ ‬ورؤية‭ ‬متطورة،‭ ‬ولجان‭ ‬رسمية،‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص،‭ ‬وهي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬رئيسي،‭ ‬وهو‭ ‬حماية‭ ‬وصون‭ ‬حقوق‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمملكة،‭ ‬وعلى‭ ‬سمعتها‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا‭. ‬

لقد‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬جدا‭ -‬ويؤسفنا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬هذا‭ - ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬السفارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية،‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬برعاياها،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وقوع‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬أو‭ ‬جريمة‭ ‬يكون‭ ‬سببها‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الجنسية،‭ ‬ولكن‭ ‬تلك‭ ‬السفارات‭ ‬لا‭ ‬تتوانى‭ ‬في‭ ‬التحرك‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وقوع‭ ‬جريمة‭ ‬أو‭ ‬ضرر‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬رعاياها،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المخطئ‭ ‬مواطنا‭ ‬خليجيا‭..!! ‬

دور‭ ‬السفارات‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬تخريب‭ ‬الثروة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الخليجية،‭ ‬وتهديد‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والسمكي،‭ ‬وهذه‭ ‬مسألة‭ ‬نشهد‭ ‬فيها‭ ‬الغياب‭ ‬التام‭ ‬للسفارات‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬رعاياها،‭ ‬الذين‭ ‬باتوا‭ ‬يشكلون‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬وتخريب‭ ‬على‭ ‬الثروة‭ ‬البحرية‭ ‬الخليجية‭ ‬ومستقبلها‭. ‬

فإذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬السفارات‭ ‬لا‭ ‬تتحرك‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تتحرك،‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬وتمنع‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬قبل‭ ‬وقوعها،‭ ‬عبر‭ ‬سن‭ ‬إجراءات‭ ‬واشتراطات‭ ‬تلزم‭ ‬السفارات‭ ‬والرعايا‭ ‬الأجانب‭ ‬على‭ ‬بيان‭ ‬مكان‭ ‬التواجد‭ ‬لحظة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬البلاد،‭ ‬والتواصل‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬السفارة،‭ ‬بجانب‭ ‬تحمل‭ ‬السفارات‭ ‬أي‭ ‬تبعات‭ ‬مالية‭ ‬يتسبب‭ ‬بها‭ ‬رعاياها‭.. ‬فدولنا‭ ‬الخليجية‭ ‬ليست‭ ‬مكانا‭ ‬للاتجار‭ ‬بالأشخاص،‭ ‬ولا‭ ‬فندقا‭ ‬لرعاية‭ ‬وعلاج‭ ‬الضحايا،‭ ‬وكذلك‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬بتخريب‭ ‬ثرواتها‭ ‬وتهديد‭ ‬أمنها‭ ‬والإساءة‭ ‬لسمعتها‭. ‬

 

آخر‭ ‬السطر‭:‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬الأخ‭ ‬الفاضل‭ ‬يوسف‭ ‬إبراهيم‭ ‬الجودر‭.. ‬الوكيل‭ ‬المساعد‭ ‬السابق،‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للشؤون‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭.. ‬كان‭ ‬نعم‭ ‬الرجل‭ ‬الوطني‭.. ‬كريم‭ ‬الطباع،‭ ‬دمث‭ ‬الأخلاق،‭ ‬حسن‭ ‬السيرة‭.. ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬واللهم‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا