الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الرسالة البحرينية في الكلية العسكرية
في الرابع عشر من شهر يناير في كل عام تحتفل مملكة البحرين بيوم الدبلوماسية البحرينية.. وفي الخامس من شهر فبراير تحتفل البحرين بذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين.. وفي الرابع عشر من ديسمبر يكون الاحتفال بيوم الشرطة البحرينية.. وبين العقيدة العسكرية والدبلوماسية الرسمية.. ثمة علاقة وطيدة، وتكامل واضح، يعود بالخير والنفع على الشعوب والمجتمعات، لأنها تهدف في المقام الأول إلى الأمن والسلام والتنمية.
سعادة الدكتور عبداللطيف الزياني وزير الخارجية.. جمع بين خبرة العقيدة العسكرية ومهام الدبلوماسية الرسمية، البحرينية والخليجية.. وكان أول ضابط بحريني يتخرج في كلية القيادة والأركان العامة الأمريكية.. ومسيرته المهنية حافلة بمحطات وتحديات، استطاع من خلالها تقديم أبرز صورة للمسؤول البحريني المخلص، الذي كرس جهوده لحماية مصالح بلاده، وفي دعم جهود الأمن والسلام والتنمية، إقليميا ودوليا.
لذلك فإن التكريم المستحق، الذي ناله د.عبداللطيف الزياني من كلية القيادة والأركان العامة الأمريكية بمناسبة انضمامه إلى قاعة المشاهير في الكلية، ممن تقلدوا مناصب رفيعة المستوى في دولهم.. تؤكد فاعلية وتأثير الشخصيات البحرينية في المواقع الرسمية، وأثر ذلك على العمل الإقليمي والدولي، في كافة المسارات والمجالات، في ظل المسيرة التنموية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، ومتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله.
وقد لخص د. عبداللطيف الزياني في كلمة هناك، سيرة ومسيرة وطن.. وكيف تنعكس الثقة والتكليف والمسؤولية، على تحقيق الإنجازات في خدمة البلاد ومصالحها، وفي صناعة النجاحات، وخلق الفرص والاستثمارات.
دائما ما يعتز ويفتخر أي مسؤول «قائد وإداري متميز»، ومن منطلق الوفاء الجميل، بالشخصيات التي أسهمت في دعمه، وفي تطور مسيرته وأعماله.. وكذلك فعل د. عبداللطيف الزياني حينما أعرب بكل التقدير والامتنان لمعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين، ومعالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية، لدورهما المحوري في تطوره الشخصي والمهني.
كما كانت وقفة حصيفة وذكية، حينما أشار إلى أثر وانعكاس كل ما ناله من علوم وخبرات اكتسبها في الكلية، على مشوار عمله ونشاطه، وبأنه أدرك من خلالها أن القيادة الحقيقية تتجاوز حدود السلطة الممنوحة.. وأن من واجب القيادة أن تُوائم بين الأفعال برؤية واضحة، مع الحفاظ على القدرة على التكيف مع ظروف عدم اليقين والتحديات المتغيرة.
ولعل أبلغ رسالة جاءت في كلمة د. عبداللطيف الزياني.. وهي ذات الرسالة البحرينية الحضارية، وتحقيقا للرؤى الملكية السامية، بأن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة يسودها السلام والاستقرار والازدهار والترابط بين شعوبها.. وبأن تطبيق المبادئ والقيم التي يتعلمها القادة في الكليات العسكرية، تكمن نتائجها في تعزيز السلام والأمن الإقليمي والدولي، خاصةً في ظل الحاجة الملحة إلى التعاون والشراكات الدولية لمواجهة القضايا الحرجة.
وأحسب أن د. عبداللطيف الزياني كان لديه الكثير من الرسائل التي يود أن يوصلها في هذا المحور تحديدا.. ولكنه يدرك بعقيدته العسكرية ودبلوماسيته الحكيمة، أن كل من في حفل الكلية سيعرف مغزى ومعنى ما قيل.. وما لم يقال في هذا الصدد كذلك.
فشكرا للدكتور عبداللطيف الزياني.. صاحب العقيدة العسكرية والدبلوماسية الرسمية.. وألف مبروك على التكريم المستحق، والكلمة البحرينية الرائعة.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك