العدد : ١٦٨٦٠ - الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٦٠ - الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

معنى المسؤولية والأخلاق في تطور المجتمع

بقلم: محيي الدين بهلول

السبت ١١ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

إن‭ ‬تحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬والحلم‭ ‬هو‭ ‬الواقع‭ ‬الملموس‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يتأتى‭ ‬إلا‭ ‬بسواعد‭ ‬بحرينية‭ ‬قوية،‭ ‬ولاسيما‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬بحريني‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬مسعاه‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬فهم‭ ‬أهل‭ ‬الكرم‭ ‬والطيبة‭ ‬وأن‭ ‬جموع‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬جذوره‭ ‬الراسخة‭ ‬مستمدة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬والتاريخ‭ ‬والمستقبل‭ ‬والحلم‭ ‬وأن‭ ‬نراه‭ ‬منهجا‭ ‬متكاملا‭ ‬ومصنوعا‭ ‬بسواعد‭ ‬بحرينية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬آخر،‭ ‬بهذا‭ ‬سنكون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الحلم‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬عبر‭ ‬إظهار‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬ومقدرة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصعاب‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬أولوياتها،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬أو‭ ‬البناء‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬فكل‭ ‬هذا‭ ‬يحتاج‭ ‬منا‭ ‬إلى‭ ‬العزيمة‭.‬

‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬معاني‭ ‬المسؤولية،‭ ‬كيف‭ ‬تكون؟‭ ‬ومتى‭ ‬يحين‭ ‬الوفاء‭ ‬بها،‭ ‬إذن‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬وبكل‭ ‬شجاعة‭ ‬إن‭ ‬المسؤولية‭ ‬تبدأ‭ ‬بخطوة‭ ‬أو‭ ‬كلمة‭ ‬فهي‭ ‬تمثل‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬ينتظره‭ ‬كل‭ ‬مواطن،‭ ‬أما‭ ‬الكلمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬فلها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المعاني،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬استغناء‭ ‬عن‭ ‬الخبرات‭ ‬الوطنية‭ ‬أي‭ ‬البحرينية؛‭ ‬لأننا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الوجود‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭ ‬ونقل‭ ‬الخبرات‭ ‬والكفاءات‭ ‬في‭ ‬تولي‭ ‬شؤون‭ ‬الإدارة‭ ‬حتى‭ ‬ننهض‭ ‬بدور‭ ‬الجانب‭ ‬الوطني‭ ‬وهو‭ ‬الجانب‭ ‬الجدير‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬عوائد‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭.‬

إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬القلب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استئذان‭ ‬تعني‭ ‬الأخلاق‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا،‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬معناه‭ ‬الخلق‭ ‬الطيب‭ ‬الذي‭ ‬يحوي‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭ ‬كالأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬الاخلاق‭ ‬تعد‭ ‬سمة‭ ‬حسنة‭ ‬تتماشى‭ ‬والمسؤولية‭ ‬ودونها‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬عطاء،‭ ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭: ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬شيء؟‭ ‬الجواب‭ ‬لا،‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬آخر،‭ ‬الاهتمام‭ ‬بحياة‭ ‬المواطن‭ ‬سواء‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالصحة‭ ‬والعمل‭ ‬فمثل‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬ذو‭ ‬المؤهلات‭ ‬العلمية‭ ‬والشهادة‭ ‬العليا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقبع‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إليه‭.‬

فالأمور‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التأمل‭ ‬كثيرا‭ ‬فالمواطن‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬توفرت‭ ‬له‭ ‬الوظيفة‭ ‬والعيش‭ ‬الطيب‭ ‬فإنه‭ ‬يعطي‭ ‬الكثير‭ ‬أولا‭ ‬لأسرته‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لوطنه،‭ ‬إن‭ ‬المعالجة‭ ‬الشاملة‭ ‬لموضوع‭ ‬البطالة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬مجراها‭ ‬الصحيح‭ ‬وفي‭ ‬اعتقادنا‭ ‬جميعا‭ ‬إن‭ ‬الحلول‭ ‬لها‭ ‬ممكنة‭.‬

وإلا‭ ‬تصبح‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬هدف،‭ ‬فالحياة‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬بمثابة‭ ‬حديقة‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ينبت‭ ‬من‭ ‬حولها‭ ‬مزهرا‭ ‬كأنه‭ ‬زهر‭ ‬الياسمين‭ ‬والفل‭ ‬والنرجس‭ ‬تبهج‭ ‬الناظرين‭ ‬إلى‭ ‬الأغصان‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬العيون‭ ‬تتأمل‭ ‬جيدا‭ ‬حين‭ ‬رؤيتها،‭ ‬هكذا‭ ‬تتحقق‭ ‬المسؤولية،‭ ‬فعندما‭ ‬يجد‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬قلبه‭ ‬وعواطفه‭ ‬تتحرك‭ ‬بكل‭ ‬بهجة‭ ‬وحماس،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬تحركت‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬نحو‭ ‬اكتساب‭ ‬الأرزاق،‭ ‬فلتكن‭ ‬عزيمة‭ ‬المسؤول‭ ‬دائما‭ ‬عنوانا‭ ‬لتحقيق‭ ‬أماني‭ ‬مواطنيه‭ ‬وهي‭ ‬رسالته‭ ‬تجاه‭ ‬وطنه‭.‬

‭ ‬هكذا‭ ‬يكون‭ ‬النهوض‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الحياة‭ ‬بكل‭ ‬واجب‭ ‬والتزام‭. ‬ومسك‭ ‬الختام‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكلل‭ ‬مجهودات‭ ‬كل‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬بكل‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬يليق‭ ‬بأبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬هي‭ ‬هدف‭ ‬كل‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا