العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

المرأة البحرينية في قلب المسيرة

بقلم: إجلال عيسى بوبشيت

الأربعاء ٠٨ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

بدأ‭ ‬الاهتمام‭ ‬بدور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬تاريخية‭ ‬مُبكرة‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬الذين‭ ‬حملوا‭ ‬ثقافة‭ ‬عربية‭ ‬أصيلة‭ ‬ترتكن‭ ‬إلى‭ ‬قناعات‭ ‬دينية‭ ‬نقية‭ ‬ووطيدة‭ ‬بأهمية‭ ‬المرأة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬ومازالت‭ ‬البحرين‭ ‬تمضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭ ‬التنموية‭ ‬بمشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬مع‭ ‬الرجل‭ ‬خلافاً‭ ‬لوجود‭ ‬نصف‭ ‬معطل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات‭.‬

مع‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬8‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬لا‭ ‬تستشعر‭ ‬البحرينيات‭ ‬المظلومية‭ ‬التي‭ ‬تحاصر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬العالم،

وخاصة‭ ‬أن‭ ‬عهد‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬شهد‭ ‬منجزات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وتعزيز‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬وما‭ ‬عادت‭ ‬حالة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬تراوح‭ ‬فكرة‭ ‬تعزيز‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬والشأن‭ ‬المجتمعي،‭ ‬ولكنها‭ ‬تجاوزتها‭ ‬نتيجة‭ ‬لتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المواقع‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وفي‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭.‬

إن‭ ‬الدعم‭ ‬الملكي‭ ‬اللامحدود‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬حقوقها‭ ‬السياسية‭ ‬وتعزيز‭ ‬تواجدها‭ ‬عضوة‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مساندة‭ ‬للمرأة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مشاركة‭ ‬كمية‭ ‬ونوعية‭ ‬مشهودة،‭ ‬قدمت‭ ‬وجهاً‭ ‬مشرقاً‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المسيرة‭ ‬تحظى‭ ‬بكامل‭ ‬الحقوق‭ ‬وتتقن‭ ‬مختلف‭ ‬الواجبات‭.‬

واسترشادًا‭ ‬بهذا‭ ‬النهج‭ ‬الملكي‭ ‬كان‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001م‭ ‬محطة‭ ‬وطنية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬جهود‭ ‬التمكين‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬النسوي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬الساعية‭ ‬لذلك،‭ ‬الرسمية‭ ‬منها‭ ‬والأهلية،‭ ‬ويُمكِّن‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬المؤشرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأداء‭ ‬المهني‭ ‬وإعمال‭ ‬الرؤية‭ ‬الطموحة‭ ‬والعمل‭ ‬المخلص‭ ‬والاجتهاد،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬انعكس‭ ‬بصورة‭ ‬جلية‭ ‬وواضحة‭ ‬على‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأنشطة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي‭.‬

بجانب‭ ‬تمثيل‭ ‬المرأة‭ ‬المشهود‭ ‬في‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى،‭ ‬كان‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬التشكيلات‭ ‬الحكومية‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬يقدم‭ ‬النموذج‭ ‬والقدوة‭ ‬اللذان‭ ‬يحتذى‭ ‬بهما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬قواعد‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

إن‭ ‬تحقيق‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬للإنجازات‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭ ‬بكل‭ ‬إخلاص‭ ‬واقتدار،‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬مازالت‭ ‬حكراً‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬مثل‭ ‬السلك‭ ‬القضائي‭ ‬والدبلوماسي،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تمثيلها‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬سفيرة‭ ‬للنساء‭ ‬العربيات‭. ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬وقاطع‭ ‬على‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬المرأة‭ ‬العربية،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعّالة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬لمسته‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬منحصراً‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬القيادية‭ ‬فحسب،‭ ‬فالإحصائيات‭ ‬تثبت‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬بصورة‭ ‬جوهرية‭ ‬جعلتها‭ ‬جزءاً‭ ‬مؤثراً‭ ‬وبنيوياً‭ ‬في‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ومهدت‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬المرأة‭ ‬المبدعة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الارتقاء‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭ ‬الشخصية‭ ‬والمهنية‭.‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬أتى‭ ‬ثمرة‭ ‬لرؤية‭ ‬ملكية‭ ‬سامية،‭ ‬ترجمتها‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬مكتسبات‭ ‬واضحة،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬المستمر‭ ‬والإيجابي‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬دوراً‭ ‬مشهوداً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬المشرقة‭ ‬التي‭ ‬جعلتنا‭ ‬نفاخر‭ ‬بها‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭.‬

 

عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا