يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
التستر على الجريمة الأصلية
تحدثت أمس عن سيل دماء الشهداء الفلسطينيين الذي لا يتوقف، والجرائم الشنيعة التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق شعب فلسطين، وآخرها إبادة المستوطنين لقرية فلسطينية بكاملها، وكيف يجسد كل هذا جريمة يرتكبها المجتمع الدولي.
المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أساسية عن استمرار هذه الجرائم الإسرائيلية وهذه الدماء الفلسطينية التي تسيل. ذكرت امس أن العالم يساوي بين الضحية والمجرم في تعامله مع التطورات في فلسطين. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد.
من أكبر جرائم العالم انه يقف عاجزا عجزا مطلقا عن اتخاذ أي إجراء عقابي بحق الاحتلال الاسرائيلي يكون من شأنه ردع الاحتلال عن مواصلة ارتكاب هذه الجرائم. العالم عاجز عجزا مطلقا عن ان يفعل أي شيء ينصف شعب فلسطين الجريح، حتى لو كان هذا الإنصاف مجرد ان تتوقف المذابح والجرائم التي ترتكب بحقه وبحق مقدساته.
هذا العجز هو في حد ذاته أكبر دعم للاحتلال وجرائمه.
يكفي أن نتأمل مثلا ما حدث في الفترة القليلة الماضية.
مجلس الأمن الدولي اجتمع لبحث قضية التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وكان من المفروض أن يصدر عن المجلس قرار يدين التوسع الاستيطاني ويطالب الاحتلال بوقفه. لكن المجلس لم يستطع إصدار هذا القرار لأن أمريكا هددت صراحة بأنها سوف تستخدم الفيتو. وبدلا من ذلك صدر عن المجلس بيان عام. صحيح ان البيان يدين التوسع الاستيطاني ويطالب بوقفه لكنه بالطبع ليس بقوة القرار وليس ملزما.
ويبقى أن أكبر جريمة يرتكبها العالم هي الهروب من الجريمة الأصلية في فلسطين.. جريمة الاحتلال والتستر على هذه الجريمة.
هناك حقائق أساسية يعرفها العالم كله وصدرت بشأنها عشرات القرارات الدولية.
اول هذه الحقائق ان الاحتلال الإسرائيلي جريمة دولية ولا شرعية له بالطبع ويجب ان ينتهي ويزول.
وثاني هذه الحقائق ان كل المستوطنات الإسرائيلية التي تم بناؤها على الأراضي الفلسطينية هي أيضا جريمة دولية ولا بد من إزالة هذه المستوطنات.
وثالث هذه الحقائق ان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف حق أساسي للشعب الفلسطيني.
هذه هي الجريمة الأصلية التي يعلم العالم أركانها.. جريمة الاحتلال وكل ما يترتب عليه من استيطان وأي اجراء عدواني مرتبط بذل، وجريمة حرمان الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة.
العالم يتستر على هذه الجريمة.
مع ان الاحتلال الإسرائيلي هو آخر احتلال استيطاني في العالم، فإن المجتمع الدولي كله لا يفعل شيئا من أجل إنهائه وتحرير الشعب الفلسطيني وتمكينه من أرضه ومصيره.
طالما استمر الوضع هكذا وبقي الاحتلال فلن تتوقف الجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ولن يقف سيل دماء الشهداء تحت سمع وبصر الكل.
وينبغي ألا يستغرب العالم ان تتصاعد المقاومة الفلسطينية للاحتلال يوما بعد يوم حتى يتم تحرير الأراضي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وينبغي ألا ينسى العالم ان القانون الدولي كفل حق المقاومة للاحتلال بكل الأساليب والسبل بما في ذلك المقاومة المسلحة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك