يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
عن مبادرة البحرين لإنهاء حرب أوكرانيا
قبل يومين، أعلن وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني مبادرة بحرينية لإنهاء الحرب الأوكرانية الروسية.
هذه المبادرة لها اهمية كبيرة في الوقت الحاضر بالذات لأسباب كثيرة.
بداية، كما نعلم هذه المبادرة تستند الى موقف جلالة الملك الذي اعلنه في اعقاب اندلاع الحرب بفترة قصيرة. كان لجلالة الملك موقف واضح ومحدد يتمثل في الدعوة لإنهاء الحرب عن طريق الحوار والوسائل السلمية وفقا للقانون الدولي وبما يحفظ مصالح كل الأطراف المعنية ويضمن أمنها وسلامتها.
من منطلق هذا الموقف جاءت المبادرة التي اعلن ملامحها وزير الخارجية.
المبادرة تنطلق من قراءة صحيحة دقيقة للوضع الراهن ولاحتمالات تطور الحرب في المستقبل. وكما ذكر وزير الخارجية عن حق فإن متابعة الوضع اليوم بعد مرور عام على الحرب يشير الى ان «الساحة الدولية تشهد تجاذبات وتهديدات وتصعيدا سياسيا وعسكريا بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب في أوكرانيا، وسط مخاوف من استمرار المعارك واتساع رقعتها، وما يترتب عليها من خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، وتأثيرات خطيرة إنسانيا وسياسيا واقتصاديا على البلدين الجارين، فضلاً عن تهديداتها للسلام العالمي وإمدادات الطاقة والغذاء».
على ضوء هذا التقدير للموقف اليوم جاءت المبادرة البحرينية والتي تتلخص في دعوة القوى الفاعلة الأكثر تأثيرا في العالم وخصوصا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الى عقد اجتماع دولي بهدف البحث عن حل سلمي وانهاء الحرب.
البحرين انطلقت في دعوتها من اعتبار ان هذه القوى العالمية الكبرى تتحمل مسئولية سياسية وإنسانية واخلاقية في حل الصراعات وفي ضمان الأمن والسلم في العالم. وهذا صحيح تماما. هذه القوى الكبرى هي التي تحكم العالم بمعان كثيرة ومسئوليتها حاسمة. ويجب الآن ان تتحمل المسئولية إزاء هذا الوضع الخطير.
الملفت ان البحرين وضعت شرطين لنجاح مثل هذا الاجتماع المقترح حال عقده في الوصول فعلا الى تسوية للحرب هما:
1 – ان يعقد الاجتماع من دون شروط مسبقة.
2 - أن يكون الحل توافقيا ومتوازنا ومستداما ينهي الحرب ويعالج أسبابها ومسبباتها.
ويعني هذا ان أي حل يجب ان يأخذ مصالح جميع الأطراف بعين الاعتبار وان يحقق أمن الجميع. ومن دون هذا لن يقدر لأي تسوية الصمود والاستمرار.
كما نرى، الرؤية التي تطرحها البحرين لإنهاء الحرب والتوصل الى تسوية سلمية دائمة هي رؤية متوازنة تأخذ في الاعتبار مصالح كل الأطراف ومصلحة الأمن الدولي.
قد يقول البعض ان كل المؤشرات في الوقت الحاضر والحرب تدخل عامها الثاني تؤكد انه لا تلوح في الأفق امكانية اطلاق مفاوضات والتوصل لتسوية سياسية، بل على العكس تتجه الحرب الى مزيد من التصعيد، وبالتالي ما الجدوى من تقديم مثل هذه المبادرات.
صحيح ان الحرب تتجه الى التصعيد وهناك تصلب في المواقف وخصوصا من جانب أمريكا والدول الأوروبية التي تريد استمرار الحرب حتى الحاق الهزيمة الكاملة بروسيا كما تتصور.
ومع هذا، بل لهذا السبب بالذات فإن لمثل هذه المبادرات التي تقدمها البحرين او الصين او مختلف دول العالم أهمية كبرى.
هذه المبادرات والإصرار على ضرورة انهاء الحرب والتوصل الى تسوية سلمية على أسس مقبولة وعادلة يمثل في حد ذاته عامل ضغط على القوى والأطراف المتورطة في الحرب من شأنه ان يعجل بهذا القدر او ذاك بالتفاوض وبحث حل سياسي.
من المفروض ان تكون المبادرة بما تضمنته من رؤية ومقترحات قد تم توزيعها على أعضاء مجلس الأمن. ومن المفروض ان تحظى بدعم عربي عام مما يعطيها قوة أكبر.
في كل الأحوال، البحرين بإعلانها هذه المبادرة تقوم بدور عالمي مسئول ومبادر من اجل الأمن والسلم العالميين ومصلحة كل الدول والشعوب التي تتأذى من استمرار الحرب وبقاء الصراع مفتوحا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك