جائزة نوبل هي مجموعة من الجوائز الدولية السنوية الممنوحة في عدة فئات من قبل مؤسسات سويدية ونرويجية تقديرًا للإنجازات الأكاديمية أو الثقافية أو العلمية، والأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي ومخترع الديناميت. هذا تعريف موجز للجائزة التي يحرص الكثير من العلماء والمفكرين والأدباء على الحصول عليها، وهذه الجائزة تمنح في المجالات الآتية: الفيزياء، والكيمياء، وعلم وظائف الأعضاء، أو الطب، والأدب والسلام. وفي عام 1968 بادر البنك المركزي السويدي للعلوم إنشاء جائزة العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل من خلال تبرع لمؤسسة نوبل، ومنذ ذلك الحين تتولى الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح هذه الجائزة وفق المبادئ ذاتها التي تقوم عليها جوائز نوبل الأخرى. وتعلن في مطلع شهر أكتوبر بداية من عام 1901، ويبدو والله أعلم أن هذه الجوائز التي يتم منحها للعلماء والمفكرين والأدباء الذين قدموا للبشرية منفعة، وفكرة الجائزة جاءت بعد وفاة لودفيج شقيق ألفريد نوبل في أثناء زيارة لمدينة كان، وقامت صحيفة فرنسية بنشر نعي ألفرد نوبل عن طريق الخطأ، وتم التنديد به لاختراعه الديناميت وقيل إنه نجم عن ذلك اتخاذه قرار أفضل ميراث بعد وفاته، وتمت كتابة النعي بجملة «تاجر الموت يموت»، وأضافت الصحيفة الفرنسية: الدكتور ألفريد نوبل الذي أصبح غنيًا من إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أي وقت مضى بالأمس شعر بخيبة أمل مما قرأه وارتابه القلق بشأن ذكراه بعد موته بنظر الناس. توقفت طويلًا عند هذا الخبر، والسبب الذي دفع العالم ألفريد نوبل إلى رصد هذه الجائزة لشعوره بالذنب لاختراعات شك أنه حين يساء استعمالها سوف تجلب للبشرية دمارًا شاملًا، وتسهم في تأجيج الحروب، والزيادة في اشتعالها واستمرارها، وتوقفت عند قوله سبحانه وتعالى: «لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز» الحديد: 25.
إن الحق سبحانه وتعالى لا يهضم العباد والمكتشفين حقوقهم من منافع، وما قدموه إلى البشرية، لكنه سبحانه يذكرهم بالمساوئ التي قد تنتج من مخترعاتهم، وربما من دون قصد منهم. لهذا من وصايا الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) تشديده في وصاياه في طلب العلم النافع الذي لا يسيء إلى البشر ولا يقف حجر عثرة في طريق التقدم العلمي، بل هي ترشده، وتحميه من انفلات أمره وانحرافه عن جادة الطريق، وحماية للعلم من أن يستغله من يقصد به الإضرار بمصالح العباد، يقول (صلوات ربي وسلامه عليه) قبل أن يولد ألفريد نوبل ويخترع الديناميت ليطغى به الطغاة، وليزدادوا به طغيانًا على طغيانهم والمستبدون على استبدادهم، ويعيثوا في الأرض فسادًا، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.
واشتراط الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يكون العلم نافعًا هو كبح لجماح العلم، وضبط لحركته، وأيضًا فإن في استحضار هذه الشروط التي تسدد للعلم وسائله وغاياته، والعلم لا يطلب لمجرد كسب المعرفة بل يطلب لغايات سامية ولمقاصد شريفة حتى يكون حصاده الخير العميم.
إذًا، فحتى تحصد البشرية ثمار ما تزرع، وتأمن شر ما تصنع وتكتشف، وهي في الطريق إلى مزيد من الاكتشافات، يجب أن يكون كل ذلك في حراسة الإسلام ورعايته، وبغير هذا فإن البشرية سوف تعاني طويلًا من انفلات سيطرة الإنسان على ما مكنه الله تعالى في الأرض من الإنجازات والقدرة على التطور.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك