العدد : ١٧٤٤٦ - الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٤٦ - الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ رجب ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

قمة البحرين 2025.. نحو فلسفة جديدة للعمل الخليجي المشترك

بقلم: د. جاسم بونوفل

السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬السادسة‭ ‬والأربعين‭ ‬التي‭ ‬احتضنتها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬الحالي،‭ ‬جاء‭ ‬بيانها‭ ‬المكون‭ ‬من‭ (‬162‭) ‬بنداً‭ ‬جامعاً‭ ‬وشاملاً‭ ‬لكل‭ ‬الملفات‭ ‬الخليجية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وهذا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يضطلع‭ ‬به‭ ‬المجلس،‭ ‬وسعيه‭ ‬المستمر‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرسومة‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬إنشائه‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعاظم‭ ‬دوره‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي؛‭ ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬تمثل‭ ‬قوة‭ ‬لها‭ ‬وزن‭ ‬اقتصادي‭ ‬وسياسي‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬الساحتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تراكم‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نضج‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬والدفع‭ ‬به‭ ‬نحو‭ ‬تطوير‭ ‬آلياته‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬الخليجي‭. ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬إيمان‭ ‬البحرين‭ ‬بدور‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬أعضائه‭ ‬فهي‭ ‬تسعى‭ ‬باستمرار‭ ‬إلى‭ ‬تعميق‭ ‬الرابطة‭ ‬الخليجية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللجان‭ ‬الوزارية‭ ‬للمجلس‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمرات‭ ‬القمة،‭ ‬وقد‭ ‬لمسنا‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬في‭ ‬بنود‭ ‬بيان‭ ‬وقرارات‭ ‬قمة‭ ‬المنامة‭ ‬بصورة‭ ‬جلية‭ ‬وواضحة،‭ ‬وتبين‭ ‬لنا‭ ‬التغيير‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬عباراته،‭ ‬وابتعادها‭ ‬عن‭ ‬التمنيات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬احتوائها‭ ‬على‭ ‬آليات‭ ‬عملية‭ ‬لإدارة‭ ‬الملفات‭ ‬الخليجية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬البيان‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭.  ‬

وحول‭ ‬مضامين‭ ‬البيان،‭ ‬فقد‭ ‬تضمن‭ ‬الملف‭ ‬الأمني‭ ‬تأكيد‭ ‬القادة‭ ‬الخليجيين‭ ‬مبدأ‭ ‬وحدة‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي‭ ‬وقد‭ ‬ظهر‭ ‬ذلك‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬عبارة‭: ‬‮«‬أمن‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬كل‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬التأكيد‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قناعات‭ ‬القادة‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬لدولة‭ ‬خليجية‭ ‬يُعد‭ ‬تهديداً‭ ‬لبقية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وهذه‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬اعتقادي؛‭ ‬لأنها‭ ‬تؤكد‭ ‬وحدة‭ ‬المصير‭ ‬المشترك،‭ ‬ولذلك‭ ‬أكد‭ ‬البيان‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الدفاع‭ ‬المشترك،‭ ‬والمواقف‭ ‬السياسية‭ ‬الواضحة‭ ‬إزاء‭ ‬إيران‭. ‬

في‭ ‬الملف‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬جاء‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬متناغماً‭ ‬مع‭ ‬متغيرات‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬عصر‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النفط‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬‮«‬سياسة‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطريق،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬بيان‭ ‬المنامة‭ ‬أكد‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬يشهد‭ ‬فيها‭ ‬العالم‭ ‬توجهاً‭ ‬نحو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬مصادر‭ ‬بديلة‭ ‬للطاقة‭.  ‬

إن‭ ‬تأكيد‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬المنامة،‭ ‬يعكس‭ ‬مدى‭ ‬إدراك‭ ‬القادة‭ ‬الخليجيين‭ ‬لأهمية‭ ‬التخطيط‭ ‬لاقتصاد‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النفط‭ ‬بقصد‭ ‬حماية‭ ‬دولهم‭ ‬وتحصينها‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يفرح‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الملف‭ ‬الاقتصادي‭ ‬دائماً‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬اهتمامات‭ ‬القادة،‭ ‬وأن‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بهذا‭ ‬الملف‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬وعيهم‭ ‬العميق‭ ‬بأهميته‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك،‭ ‬وقد‭ ‬عكس‭ ‬البيان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬قمة‭ ‬المنامة‭ ‬توجهات‭ ‬القادة‭ ‬وحرصهم‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬المشروعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬وأكد‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬المشروعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المشتركة‭ ‬كمشروع‭ ‬السكة‭ ‬الحديد،‭ ‬واعتماد‭ ‬تشغيل‭ ‬منصة‭ ‬تبادل‭ ‬البيانات‭ ‬الجمركية،‭ ‬ووضع‭ ‬آليات‭ ‬لمتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬تنظيم‭ ‬توريد‭ ‬تجارة‭ ‬الخدمات‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭. ‬واعتماد‭ ‬هيئة‭ ‬الطيران‭ ‬المدني‭ ‬‮«‬وتنظيم‭ ‬منتدى‭ ‬صنع‭ ‬في‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يعقد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2026‭. ‬

في‭ ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المشاريع‭ ‬الآنفة‭ ‬الذكر،‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الاندماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وأنها‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬جدول‭ ‬زمني،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬تسعى‭ ‬نحو‭ ‬توفير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتلك‭ ‬المشاريع،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬الأرضية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬نجاحها‭ ‬حسب‭ ‬الجدول‭ ‬الزمني‭ ‬المقرر‭ ‬لها‭.  ‬

على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي،‭ ‬كان‭ ‬ملف‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حاضراً‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للقمة‭ ‬حيث‭ ‬تضمن‭ ‬إدانة‭ ‬صريحة‭ ‬للعدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وأكد‭ ‬دعمه‭ ‬ومساندته‭ ‬لكل‭ ‬المسارات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬جميع‭ ‬البنود‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬كان‭ ‬البيان‭ ‬واضحاً‭ ‬وصريحاً‭ ‬إزاء‭ ‬إيران؛‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬ومراعاة‭ ‬حسن‭ ‬الجوار،‭ ‬ورفض‭ ‬التدخل،‭ ‬مع‭ ‬إدانة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإيراني‭ ‬للجزر‭ ‬الإمارتية،‭ ‬ولكل‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الجزر‭ ‬كالمناورات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وتغيير‭ ‬البنية‭ ‬السكانية‭ ‬في‭ ‬الجزر‭ ‬المحتلة‭. ‬اللافت‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬تأكيد‭ ‬الثوابت‭ ‬التي‭ ‬تطالب‭ ‬بحل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الحلول‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬التمسك‭ ‬بالحقوق‭ ‬السيادية‭ ‬وعدم‭ ‬التهاون‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭ ‬عنها‭. ‬وهذا‭ ‬موقف‭ ‬ثابت‭ ‬ولم‭ ‬تحد‭ ‬عنه‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭. ‬

ولما‭ ‬كانت‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬محيطها‭ ‬العربي‭ ‬واستقراره،‭ ‬فإن‭ ‬الملفات‭ ‬العربية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬بياناتها‭ ‬الختامية؛‭ ‬لذلك‭ ‬تحدث‭ ‬البيان‭ ‬عن‭ ‬ملف‭ ‬السودان‭ ‬وأكد‭ ‬دور‭ ‬الوساطة‭ ‬السعودية،‭ ‬والدعم‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬حكم‭ ‬مدني‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬لسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬نصيب‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬القمة‭ ‬حيث‭ ‬نص‭ ‬بوضوح‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬دعم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لسوريا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬دمجها‭ ‬عربياً،‭ ‬ورفع‭ ‬العقوبات‭ ‬عنها،‭ ‬ودعم‭ ‬الاستثمار‭ ‬والطاقة‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭. ‬وحول‭ ‬موقف‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬البيان‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الحكومة‭ ‬اللبنانية‭ ‬في‭ ‬قرارها‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬بشأن‭ ‬حصر‭ ‬السلاح‭ ‬بيد‭ ‬الدولة،‭ ‬وتمسكها‭ ‬بالإصلاح‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ورفض‭ ‬تحويل‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬صراعات‭ ‬إقليمية‭. ‬

أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬لقمة‭ ‬المنامة‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬وأذربيجان‭ ‬وأرمينيا،‭ ‬وباكستان‭ ‬والهند‭. ‬ويأتي‭ ‬اهتمام‭ ‬المجلس‭ ‬بتلك‭ ‬القضايا‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الفعال‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬دوله‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭. ‬وهذا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬لها‭ ‬حضور‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬فهي‭ ‬تتأثر‭ ‬بتلك‭ ‬الأحداث‭ ‬وتؤثر‭ ‬فيها‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعطيها‭ ‬وزناً‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية‭. ‬

اللافت‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬المنامة،‭ ‬احتواؤه‭ ‬على‭ ‬مسألة‭ ‬كانت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬لا‭ ‬تعيرها‭ ‬اهتماماً‭ ‬كملف‭ ‬الحوكمة‭ ‬وهو‭ ‬ملف‭ ‬جداً‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬متقدمة‭ ‬وضرورية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬تعكس‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬النزاهة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬أدلة‭ ‬موحدة‭ ‬للمسؤولية‭ ‬القانونية‭ ‬والتحقيقات‭ ‬المالية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬الأمنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭.  ‬

كما‭ ‬احتوى‭ ‬البيان‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬بند‭ ‬يتعلق‭ ‬‮«‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تواكب‭ ‬متغيرات‭ ‬العصر،‭ ‬وأن‭ ‬اهتمام‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بموضوع‭ ‬‮«‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‮»‬‭ ‬يعكس‭ ‬وعي‭ ‬القادة‭ ‬بأهمية‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة،‭ ‬وأن‭ ‬التنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬توطين‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬أصبحت‭ ‬مسألة‭ ‬ضرورية‭ ‬وليس‭ ‬ترفاً،‭ ‬وأن‭ ‬الاستعداد‭ ‬للولوج‭ ‬في‭ ‬عالمها‭ ‬أمراً‭ ‬حتمياً؛‭ ‬لأنها‭ ‬سترسم‭ ‬ملامح‭ ‬صورة‭ ‬العالم‭ ‬الجديد،‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬حضور‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭.  ‬

ختاماً،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭: ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية،‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬البيت‭ ‬الخليجي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬فلسفة‭ ‬جديدة‭ ‬للعمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬تواكب‭ ‬متغيرات‭ ‬العصر،‭ ‬وترسم‭ ‬ملامح‭ ‬صورة‭ ‬المستقبل‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا