الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«غزة».. نداء عالمي لشيخ الأزهر
بالصوت والصورة، تابع العالم أجمع، يوم الخميس الماضي، قيام جندي إسرائيلي يقود مركبة رباعية الدفع بدهس مواطن فلسطيني كان يصلي على جانب الطريق في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.. والمؤسف والمؤلم معا أن ذات الجندي الإسرائيلي قام في ذات اليوم بإطلاق النار، بحسب ما أفادت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.
تلك الحادثة مجرد مثال لانتهاكات يومية ومستمرة يقوم بها أفراد من جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني الشقيق، وسط صمت عالمي مطبق، ولنا أن نتصور «التحرك العالمي» لو أن الحادثة كانت بالعكس، وتسبب فيها مواطن فلسطيني ضد جنود إسرائيليين..!!
ومع دخول فصل الشتاء القارس، وفي ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية، تتضاعف مأساة الشعب الفلسطيني، الذي لم يفقد أمله وحقوقه المشروعة في قيام دولته المستقلة، وحقه في العيش بسلام وأمان.
وبالأمس وجّه فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، نداءً عالميًا باللغتين العربية والإنجليزية، دعا فيه إلى التضامن العاجل مع أبرياء غزة، الذين يواجهون ظروفًا مناخية بالغة القسوة، تتزامن مع استمرار العدوان والانتهاكات الصهيونية المتكررة.
وقال شيخ الأزهر: «إن ما تشهده غزَّة من ظروفٍ مناخية قاسية هو اختبار حقيقي لضمير الإنسانية؛ فأبرياء نجَوا من عدوانٍ وإبادةٍ لا يحتملها بشر، يواجهون اليوم أمطارًا وعواصفَ وبردًا شديدًا، بينهم أطفال لا يجدون ما يقيهم قسوة الشتاء».
وأكد شيخ الأزهر أن هذا المشهد الإنساني الأليم يضع العالم بأسره أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية عاجلة، فإمّا تضامنا حقيقيا لإنقاذهم، وإمّا مشاركة في تعميق آلامهم وجراحهم.
هذا النداء العالمي لشيخ الأزهر الشريف، من الواجب أن يجد التفاعل الدبلوماسي العربي والإسلامي، والتحرك الدولي الإنساني، تماما حينما يوجه بابا الفاتيكان وأي زعيم ديني رفيع من أجل إنقاذ الإنسانية من وحشية الجرائم الإسرائيلية.
أذكر في يوليو الماضي، أن شيخ الأزهر الشريف أطلق نداء عالميا من أجل تحرك عاجل وفوري لإنقاذ أهل غزة من المجاعة القاتلة التي تفرضها إسرائيل في قُوَّةٍ ووحشيةٍ ولا مبالاة لم يعرف التاريخُ لها مثيلا من قَبل.. مؤكدا أن الضمير الإنساني يقف على المحك وهو يرى آلاف الأطفال والأبرياء يُقتَلون بدمٍ باردٍ، وأنَّ مَن ينجو منهم من القتلِ يَلْقَى حتفه بسببِ الجوع والعطش والجفاف، ونفاد الدواء، وتوقف المراكز الطبية عن إنقاذهم من موت محقق.. وأن ما تمارسه إسرائيل من تجويع قاتل ومتعمد لأهل غزة المسالمين.. وهم يبحثون عن كسرة من الخبز والفتات، أو كوب من الماء، ويستهدف بالرصاص الحي مواقع إيواء النازحين، ومراكز توزيع المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة.. لهو جريمةُ إبادةٍ جماعيةٍ مُكتملة الأركان.
النداء العالمي لشيخ الأزهر الشريف.. صرخة إنسانية للمجتمع الدولي.. لا ندري لماذا لا يسمع صداها..؟؟ ورحم الله الشاعر العربي «بشار بن برد» حين قال: «لقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي».

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك