الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«هوى المنامة».. كيف أهل المنامة؟
حينما تغنى الفنان الكويتي بأغنية عن «المنامة» قال: ((بسألك عن البحرين.. كيف أهل المنامة؟؟)) وكأن لسان الحال يقول إن من أراد أن يعرف حال البحرين فعليه أن يعرف أحوال أهل المنامة أولا.. فهي العاصمة العريقة وهي قلب الوطن النابض.. وأهلها هم «ترمومتر» الحالة العامة للبلاد.
بالأمس انطلقت فعالية «هوى المنامة» والتي تستمر حتى 15 يناير المقبل، بجهود من هيئة البحرين للسياحة والمعارض، وشراكة متميزة وتعاون بارز مع عديد من الجهات والمؤسسات.
والجميل في «هوى المنامة» أنه يدمج البرامج والأنشطة بتجارب جميلة مستوحاة من الفترة الزمنية الممتدة بين الستينيات والتسعينيات، مع الحفاظ على هوية المنامة وأصالة البحرين.
هذا الإقبال الكبير على كل فعالية ومهرجان يقام في المنامة، وفي أسواقها التجارية، وعند رمزية باب البحرين، وبين أزقة ودواعيس الفرجان هناك، يؤكد التاريخ العريق للمنامة، والحاضر المزدهر والمستقبل المشرق.
تنظيم فعالية «هوى المنامة» كما تقول السيدة سارة أحمد بوحجي الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض، وإقامتها في السوق القديم يحمل دلالات خاصة ترتبط بالمكانة التاريخية للعاصمة المنامة ودورها المحوري في تشكيل الهوية الاقتصادية والاجتماعية لمملكة البحرين.
ذلك أن السوق تُعد إحدى أهم الشواهد الحضرية في تاريخ مملكة البحرين، وتتميز بعمقها الإنساني وذكريات الحياة اليومية للبحرينيين والأشقاء الخليجيين، نظرًا للارتباط التاريخي والهوية الثقافية التي تجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وخاصة خلال الحقبة التي تتم محاكاتها من خلال الفعالية، التي تسهم في إبراز المقومات الثقافية والعمرانية التي يزخر بها قلب العاصمة، وتنويع التجارب السياحية بما يتماشى مع أهداف استراتيجية قطاع السياحة 2022–2026.
كان قد سألني أحد الزملاء: لماذا لا تقام فعالية «هوى المنامة» بعد الانتهاء من مهرجان «ليالي المحرق» كي يسمح للناس زيارة المكان كل على حدة في وقت مناسب؟ فقلت له: بالعكس إن تزامن «هوى المنامة» مع «ليالي المحرق»، وكذلك «القرية التراثية»، والعديد من البرامج في مختلف محافظات البلاد، وخاصة في هذه الأشهر، حيث الأجواء الباردة والجميلة، تتيح للزوار تعدد الخيارات، وتنوع الفعاليات، ومشاهدة أكبر قدر من الأنشطة، والتعرف على البحرين ووجهها الحضاري والتاريخي والتنموي.
في معظم الدول التي تقيم فعاليات سياحية، لا تعتمد على برنامج واحد وموقع واحد ومدينة واحدة.. فهي تستغل الفعالية الكبرى، وتنظم فعاليات أخرى، وبرامج مصاحبة، وتعمل للترويج والتسويق عن أنشطة كثيرة، تعود فائدتها على الوطن والاقتصاد والسياحة، وانعكاسات العوائد المالية على المواطن بعد ذلك.
فعالية «هوى المنامة» ليست برنامجا سياحيا فحسب، ولكنها ذات طابع عميق في وجدان تاريخ البحرين واقتصادها، وفي ثقافتها الأصيلة وفرجان المنامة.. وإذ كان نجاح «ليالي المحرق» باهر ومتميز.. فإن «هوى المنامة» ناجح ومتميز كذلك.. فهي العاصمة وهي قلب الوطن النابض بالحياة والتاريخ والتجارة والتنوع والتعايش والتسامح، والتعددية التي هي ركائز المجتمع البحريني.
«هوى المنامة» مناسبة عظيمة لتأكيد أهمية مواصلة تطوير العاصمة، والاهتمام بعمقها التاريخي، وإحياء طابعها الاجتماعي الذي صنعه الأهالي والأسر والعائلات في الفرجان.. فمن أراد أن يعرف حال البحرين فعليه أن يعرف أحوال أهل المنامة.. كما تغنى بذلك الفنان الكويتي ذات يوم.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك