تشتهر بعض المباني القديمة في بريطانيا بنوافذ مبنية بالطوب، اي من دون زجاج يسمح بنفاذ الضوء.السبب ببساطة هو «ضريبة النوافذ» التي فُرضت عام 1696. حيث يقال أن الحكومة اتجهت في ذلك الوقت الى فرض ضرائب عقارية بناءً على عدد النوافذ في المنزل باعتبارها دليلاً على الثراء.
وهذا ما دفع أصحاب العقارات الى سد نوافذهم بالطوب لتقليل الضريبة، ما أدى إلى حرمان السكان من الضوء والهواء، ومن هنا نشأت العبارة الإنجليزية الشهيرة «Daylight Robbery» أو (سرقة ضوء النهار) التي تستخدم لوصف الأسعار الباهظة جداً. وتعتبر ضريبة النوافذ واحدة من أغرب الضرائب في التاريخ، حيث اعتبرتها وسيلة لوضع عبء الضريبة على كاهل الطبقة العليا من المجتمع دون غيرها، لأن الأغنياء عادةً كانوا يملكون منازل فارهةً مع عدد نوافذ كبير. فيما كان الفقراء آنذاك يعيشون في بيوت أصغر ذات نوافذ أقل وبالتالي كان عليهم دفع مبلغ أقل من المال، ولجعل هذا النظام الضريبي أكثر فعالية، ومن أجل إعفاء الفقراء منه، تم إعفاء المنازل التي تحتوي على 10 نوافذ أو أقل. ولكن سرعان ما بدأت المشاكل في الظهور، ففي المدن الكبيرة كانت تعيش العديد من العائلات الفقيرة في بنايات كبيرة بنوافذ عديدة مما أوجب عليهم دفع هذه الضريبة. وخاصة انه كان يفرض على المستأجرين دفع الضريبة بحجة أنهم هم من يستفيد من ضوء الشمس، ما أضعف من فعالية الضريبة. ولم تكن انجلترا وحدها من فرض مثل هذه الضريبة. فقد فرضت ضريبة مشابهة في اسكتلندا عام 1748. وأُلغيت في انجلترا واسكتلندا عام 1851. أما في فرنسا، فقد فُرضت عام 1798 وأُلغيت عام 1926.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك