يمثل اختيار اللون المناسب في أي جزء من حياتنا أهمية كبيرة تنعكس حتى على الحالة المزاجية والنفسية للشخص. وإذا كان اختيار الألوان المناسب في الملبس والأثاث والسيارة مهما، فإن الأهمية تتعاظم في اختيار الألوان المناسبة والمتناسقة في العقار والتصميم المعماري.
منصة رافدة العقارية طرحت تقريرا مهما حول هذا الجانب، حيث أكد أن الألوان باتت تعد من أهم عناصر التصميم المعماري، وتلعب دوراً مهما في التعبير عن المشاعر والأفكار، وخلق التأثيرات البصرية والنفسية المرغوبة. كما أن لها تأثيرا كبيرا على المباني، حيث يمكن أن تجعلها تبدو أكبر أو أصغر، أقرب أو أبعد، أو أكثر دفئاً أو برودة.
وفي العصر الحديث، أصبحت الألوان أكثر أهمية في التصميم المعماري. حيث يتم استخدامها لإنشاء تصاميم أكثر جاذبية وكفاءة. كما أن هناك العديد من الاتجاهات الحديثة في استخدام الألوان في المباني، مثل استخدام الألوان الزاهية لخلق شعور بالطاقة والحيوية، أو استخدام الألوان المحايدة لخلق شعور بالهدوء والراحة.
ولفت التقرير إلى أن الألوان ترتبط بعدة أبعاد أهمها:
*درجة الحرارة: حيث تقسم الألوان إلى ألوان دافئة مثل الأحمر والأصفر والبرتقالي، وألوان باردة مثل الأزرق والأخضر والبنفسجي.
*القيمة: تشير القيمة إلى درجة سطوع اللون أو عتمته. فالألوان الفاتحة هي الألوان ذات القيمة العالية، مثل الأبيض والأصفر والأخضر الفاتح. أما الألوان الداكنة فهي الألوان ذات القيمة المنخفضة، مثل الأسود والأزرق الداكن والبنفسجي الداكن.
*التشبع: وهو درجة نقاوة اللون. فالألوان المشبعة هي الألوان ذات التشبع العالي، مثل الأحمر القرمزي والأصفر الليموني والأخضر العشبي. أما الألوان غير المشبعة فهي الألوان ذات التشبع المنخفض، مثل الأحمر الباهت والأصفر الشاحب والأخضر المصفر.
وهنا فإن الألوان تؤثر في المباني بطرق عديدة، منها:
*الحجم والشكل: حيث يمكن استخدام الألوان لجعل المباني تبدو أكبر أو أصغر، أو أقرب أو أبعد. فمثلا يمكن استخدام الألوان الفاتحة لجعل المباني تبدو أكبر، بينما يمكن استخدام الألوان الداكنة لجعلها تبدو أصغر. كما يمكن استخدام الألوان الباردة لجعل المباني تبدو أقرب، بينما يمكن استخدام الألوان الدافئة لجعلها تبدو أبعد.
*الاتجاه والحركة: يمكن استخدام الألوان لإنشاء الوهم بالحركة أو الاتجاه. فيمكن مثلا استخدام الألوان المتباينة لإنشاء الوهم بالحركة، بينما يمكن استخدام الألوان المتشابهة لإنشاء الوهم بالاتجاه.
*الحالة المزاجية والعاطفة: يمكن للألوان أن تؤثر في الحالة المزاجية والعاطفة للناس. فعلى سبيل المثال، الألوان الدافئة يمكن أن تخلق شعوراً بالدفء والراحة، بينما الألوان الباردة يمكن أن تخلق شعوراً بالهدوء والسكينة.
من هنا تبرز أهمية اختيار الألوان بعناية عند تصميم المباني، حيث يمكن أن تؤثر في المظهر والشعور والاستخدام. وأصبحت الألوان فنا وعلما وذوقا وهندسة. وبرز العديد من المعماريين الذين اهتموا بالألوان في تصميم مبانيهم، ومن أبرزهم:
*فرانك لويد رايت: وهو من أوائل المعماريين الذين استخدموا الألوان بشكل بارز في تصميماته. حيث اشتهر باستخدامه للألوان الزاهية والجريئة، مثل الأزرق والأصفر والبرتقالي، لخلق مبانٍ نابضة بالحياة ومليئة بالطاقة. ومن أشهر أعماله التي استخدم فيها الألوان بشكل لافت للنظر، منزل Fallingwater في بنسلفانيا، وبرج Price Tower في أوكلاهوما.
*لو كوربوزييه: اشتهر بتركيزه على الألوان في التعبير عن الحداثة. واستخدم مجموعة متنوعة من الألوان لخلق مبانٍ بسيطة ووظيفية. ومن أشهر أعماله التي استخدم فيها الألوان بشكل بارز، مبنى اليونسكو في باريس، وكنيسة Notre Dame du Haut في Ronchamp، فرنسا.
*زها حديد: من المعماريين الذين استخدموا الألوان بشكل جريء وغير تقليدي. وقد استخدمت مجموعة متنوعة من الألوان، بما في ذلك الألوان الزاهية والألوان المحايدة، لخلق مبانٍ مميزة وذات شخصية. ومن أشهر أعمالها التي استخدمت فيها الألوان بشكل لافت للنظر، مركز Heydar Aliyev في باكو، أذربيجان، ومركز Barbican في لندن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك