الكثير منا يتفاوض عند رغبته في شراء سلعة لو بسيطة. فكيف إذا كانت هذه السلعة عقارا يستنزف جميع مدخرات وامكانيات الفرد المادية؟
بالتأكيد يحتل التفاوض العقاري أهمية كبرى في اي معاملة عقارية، وهو ليس مجرد قدرة على المساومة على المبالغ او الشروط والبنود، بل هو فن ومهارات تبدأ ببناء العلاقات وجمع المعلومات والقدرة على اغتنام الفرص وتقديم العروض بذكاء.
تقارير عديدة، ومنها تقرير لشبكة عقار، تسلط الضوء على ابرز النصائح التي يمكن اتباعها لتحسين مهاراتك التفاوضية وضمان حصولك على أفضل الصفقات في السوق العقاري، بما يمكن أن يحقق النجاح في عالم العقارات. ويؤكد المختصون أن الفرق بين صفقة عادية وصفقة مربحة يتوقف الى حد كبير على مهارة التفاوض الفعّال للحصول على أفضل الشروط والقيمة الممكنة للعقار. وهذه النصائح هي:
- افهم أهمية التفاوض في العقارات. فالتفاوض هو جزء أساسي من عملية شراء أو بيع العقارات. حيث يسمح للطرفين بالوصول إلى اتفاق يحقق فوائد متبادلة. من خلال التفاوض الجيد، يمكن للمشتري أن يحصل على سعر أفضل، بينما يمكن للبائع تحقيق أعلى قيمة ممكنة.
- اجمع المعلومات الأساسية وافهم اتجاهات السوق. فأول خطوة نحو التفاوض العقاري الفعال هي فهم السوق وتحليله. من خلال متابعة التقارير الاقتصادية، ودراسة العرض والطلب، والتنبؤ بالتطورات المستقبلية، يمكنك بناء استراتيجيات تفاوضية تعتمد على معلومات دقيقة. ويعتبر هذا الفهم العميق للسوق عاملاً حاسمًا في تحديد قيمة العقار المناسب والتفاوض بفعالية.
لذلك قبل البدء في التفاوض، تأكد من أنك على دراية كاملة بالسوق. ابحث عن العقارات المماثلة التي تم بيعها في الآونة الأخيرة لتحصل على فهم للأسعار السوقية. كما يُفضل تقييم حالة العقار والمزايا الموجودة فيه مقابل العقارات الأخرى.
- حدد أهدافك وأولوياتك. فمن الضروري قبل التفاوض أن تحدد أهدافك. هل ترغب في الحصول على أفضل سعر؟ أم هل تفضل الحصول على شروط أفضل مثل تمديد فترة الدفع أو ان العقار يقبل الشراء عبر البنوك؟ يجب أن تعرف ما هو غير قابل للتفاوض وما الذي يمكنك تقديمه للطرف الآخر.
- بناء العلاقة مع الطرف الآخر. فالتفاوض لا يتعلق بالضغط فقط، بل ببناء علاقة جيدة مع الطرف الآخر. والتواصل الفعّال والاستماع بصدق يمكن أن يجعل الطرف الآخر يشعر بالارتياح والثقة، ما يساعدك على تحقيق صفقة أفضل. واذا كنت بائعا، احرص على تقديم القيمة المضافة. فالعميل يبحث دائمًا عن القيمة المضافة، وليس مجرد منتج أو خدمة عادية. تقديم شيء إضافي يميز العرض عن باقي العروض في السوق هو عنصر حاسم لجذب العملاء. والقيمة المضافة قد تكون في شكل خدمة مميزة، أو ضمانات إضافية، أو حتى متابعة مخصصة بعد البيع، وكل ذلك يسهم في تعزيز ثقة العميل في المنتج.
- التعامل مع الاعتراضات بحكمة. أثناء التفاوض، قد تواجه اعتراضات من الطرف الآخر. بدلاً من النظر إليها كعقبة، اعتبرها فرصة لتحسين الصفقة. الاستماع الفعّال والرد على هذه الاعتراضات بوضوح واحترافية يمكن أن يحوّل الاعتراض إلى اتفاق.
- الإقناع والتأثير. ففن الإقناع والتأثير على الطرف الآخر هو مهارة جوهرية في التفاوض العقاري. ويتطلب الإقناع استخدام الحجج المنطقية التي تستند إلى البيانات والتحليلات، بالإضافة إلى بناء علاقة شخصية مع الطرف الآخر تمكنك من الوصول إلى أهدافك. يمكنك أيضًا استخدام تقنيات مثل سرد القصص لإقناع الطرف الآخر بمزايا صفقتك.
-المرونة والإبداع في الحلول. حيث تعتبر المرونة والإبداع من المهارات التي تميز المفاوضين الناجحين. التمسك بوجهة نظر واحدة قد يؤدي إلى تعطيل الصفقة، لكن من خلال تقديم حلول بديلة وإبداء استعداد لتقديم تنازلات، يمكنك تحقيق تقدم في المفاوضات. على سبيل المثال، إذا كان الطرف الآخر يعارض السعر، يمكنك تقديم حلول إضافية مثل تحسين شروط الدفع أو تقديم ضمانات إضافية.
-إدارة العواطف والتحكم في النفس. فالتفاوض يمكن أن يكون عملية مرهقة عاطفيًا، وخاصة في صفقات كبيرة. لكن الحفاظ على هدوئك والسيطرة على انفعالاتك يعد أمرًا ضروريًا لتحقيق نتائج إيجابية. يجب أن تتعلم كيفية إدارة العواطف في المواقف الصعبة والتعامل مع الطرف الآخر بمهنية وهدوء حتى في الأوقات التي تبدو فيها الأمور متوترة.
- استخدام العروض المضادة لتسريع الصفقة. عند تلقي عرض من الطرف الآخر، من المهم أن تكون مرنًا في تقديم العروض المضادة. حاول أن تقترح تحسينات صغيرة قد تؤدي إلى توازن المصالح بين الطرفين من دون الإضرار بأهدافك.
- تقييم النجاح والتعلم من التجربة. بعد انتهاء المفاوضات، من المفيد أن تأخذ وقتًا لتقييم ما حدث. اسأل نفسك: ما الذي سار بشكل جيد؟ وما الذي يمكن تحسينه في المستقبل؟ هذا التأمل يمكن أن يساعدك على تحسين مهاراتك في التفاوض مستقبلاً.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك