العدد : ١٧٤٤٢ - الأربعاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٤٢ - الأربعاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رجب ١٤٤٧هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

البحرين.. صوت العروبة

عندما‭ ‬استقبل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬أكد‭ ‬جلالته‭ ‬أمرين‭ ‬لهما‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬كبرى‭:‬

1-‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬وتوحيد‭ ‬الكلمة‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭.‬

2-‭ ‬دعم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومساندتها‭ ‬لكل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬العادلة‭ ‬للأمة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسباتها‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬شعوبها‭.‬

هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ليس‭ ‬جديدا،‭ ‬هو‭ ‬نهج‭ ‬ثابت‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬جلالته‭ ‬لطالما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تصريحات‭ ‬وخطابات‭ ‬جلالته‭. ‬وهو‭ ‬نهج‭ ‬ثابت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مواقف‭ ‬وسياسات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬العروبي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬مجرد‭ ‬موقف‭ ‬نظري،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬سياسات‭ ‬عملية‭ ‬ثابتة‭ ‬ودائمة‭. ‬وقد‭ ‬تجسد‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬العملي‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬السادسة‭ ‬والثلاثين‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وانجح‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬وخصوصا‭ ‬بالمبادرات‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مطروحة‭ ‬بإلحاح‭ ‬اليوم‭ ‬والحاجة‭ ‬العربية‭ ‬إليها‭ ‬مازالت‭ ‬حاسمة‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬استقبل‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بمناسبة‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬حدثين‭ ‬مهمين‭ ‬ينظمهما‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬،‭ ‬وهما‭ ‬تدشين‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬وانعقاد‭ ‬منتدى‭ ‬المركز‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬مجمع‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬العربية‭ ‬للاستدامة‭ ‬والتنمية‮»‬‭.‬

الكتاب‭ ‬يوثق‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬مواقف‭ ‬البحرين‭ ‬العروبية‭ ‬ودعمها‭ ‬للجامعة‭ ‬والتضامن‭ ‬العربي‭ ‬ووحدة‭ ‬الصف‭ ‬موقف‭ ‬استراتيجي‭ ‬ثابت‭ ‬دائم‭. ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬الكتاب‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬شهادة‭ ‬فكرية‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬المؤسسية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الإيمان‭ ‬بوحدة‭ ‬الصف‭ ‬والهدف‭ ‬والمصير،‭ ‬وتجسيدا‭ ‬للرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تصف‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬بأنها‭ ‬روح‭ ‬العرب‭ ‬الكبرى‭ ‬ومظلة‭ ‬جامعة‭ ‬للتكامل‭ ‬العربي‭ ‬وإطار‭ ‬مؤسسي‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭ ‬بلغة‭ ‬موحدة‭ ‬وإرادة‭ ‬واحدة‮»‬‭.‬

الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬جانبه‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬ما‭ ‬يوثقه‭ ‬الكتاب‭ ‬ويبرزه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬حاضنة‭ ‬الفكر‭ ‬المستنير‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬الهادئة‭ ‬والرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬ازدهار‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬يرتبط‭ ‬بتحقيق‭ ‬التضامن‭ ‬والتكامل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‮»‬‭.‬

الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نؤكده‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬استضافة‭ ‬البحرين‭ ‬لهذا‭ ‬الحدث‭ ‬الفكري‭ ‬والسياسي،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬الصوت‭ ‬العروبي‭ ‬للبحرين،‭ ‬وتأكيد‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الحاسمة‭ ‬للتضامن‭ ‬والتوحيد‭ ‬العربي،‭ ‬هو‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬إدراك‭ ‬عروبي‭ ‬لطبيعة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬اليوم‭ ‬ومستقبلا،‭ ‬وما‭ ‬تفرضه‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬وسياسات‭.‬

الوطن‭ ‬العربي‭ ‬يمر‭ ‬بأصعب‭ ‬المراحل‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬ويواجه‭ ‬تحديات‭ ‬جسيمة‭ ‬لها‭ ‬طابع‭ ‬وجودي‭ ‬وتهديدات‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬والتحديات‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬خلاص‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬إلا‭ ‬بالتضامن‭ ‬العربي‭ ‬وتوحيد‭ ‬الصفوف‭. ‬ولهذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬صوت‭ ‬العروبة‭ ‬عاليا‭ ‬وأن‭ ‬يظل‭ ‬الإيمان‭ ‬بالانتماء‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬وبضرورة‭ ‬التوحيد‭ ‬العربي‭ ‬حاضرا‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭.‬

هذا‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬تحققه‭ ‬استضافة‭ ‬البحرين‭ ‬لهذين‭ ‬الحدثين‭ ‬الكبيرين،‭ ‬تدشين‭ ‬الكتاب،‭ ‬وعقد‭ ‬منتدى‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬العربية‭ ‬ودورها‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬ترشيد‭ ‬صناعة‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬العربي‭ ‬وصياغة‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬للمستقبل‭ ‬العربي‭.‬

الدور‭ ‬العروبي‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬والذي‭ ‬تبرزه‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬لمركز‭ ‬دراسات،‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬تنويري‭ ‬سياسي‭ ‬فكري‭ ‬عربي،‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬احوج‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬اليه‭ ‬اليوم‭.‬

لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعبر‭ ‬عن‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬الكبير‭ ‬للشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬‭ ‬لرعايته‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬المهم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬البحرين‭. ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬يعلي‭ ‬صوت‭ ‬البحرين‭ ‬كصوت‭ ‬للعروبة‭ ‬حي‭ ‬ونابض،‭ ‬ويقود‭ ‬تحركا‭ ‬فكريا‭ ‬وسياسيا‭ ‬عربيا‭ ‬أصبحت‭ ‬أهميته‭ ‬حاسمة‭. ‬

يبقى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أثير‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬ونقاشات‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬العربية‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬أخرى‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬أهميته‭ ‬البالغة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا