يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
كلمة في حب البحرين الغالية
هذه كلمة في حب البحرين وأهلها، ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
نعني الكلمة السامية التي تفضل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإلقائها بمناسبة احتفال مملكة البحرين بالأعياد الوطنية.
جلالة الملك خصص الكلمة بالكامل للتعبير عن حب البحرين والفخر بتاريخها وحضارتها، وبأهلها وبقيمهم الحضارية وما يبذلونه من جهد وعمل من اجل تقدمها، وأيضا لتجديد العهد بالمضي قدما في مسيرة النهضة والتحديث.
الاحتفال بالأعياد الوطنية للبحرين الغالية هي بالنسبة إلى جلالة الملك «مناسبة للزهو بالوطن وانجازاته، وبعطاء أبنائه وبناته».
وحرص جلالة الملك على ان يعبر عن الفخر والاعتزاز «بالإسهامات الوطنية التي يقدمها كل أبناء البحرين في كل حقل من حقول الخدمة والإنتاج، سواء في مجالات الخدمة الحكومية والعسكرية أو على صعيد النشاط الشبابي أو التجاري الحر والعمل المدني المنظم، وبمشاركة فاعلة من خيرة أبناء البحرين وبناتها».
والاحتفال بأعياد البحرين الوطنية هي مناسبة كي نتذكر الدروس الكبرى التي ترسخت عبر التاريخ الطويل لمسيرة البحرين الحضارية، وأهم هذه الدروس على الاطلاق، كما قال جلالة الملك «قيم العيش المشترك ووحدة الصف الوطني».
هذه القيم وما ارتبط بها من وحدة وطنية وتماسك لجبهة المجتمع وتكاتفه هي الدرس الأكبر لأنها هي القاعدة الأساسية التي قامت وتقوم عليها أي جهود للنهضة والتقدم.
بالإضافة الى التعبير عن حب البحرين وحضارتها وشعبها وانجازاتها على هذا النحو، حرص جلالة الملك على تجديد العهد. تجديد العهد الذي قطعه جلالته بالعمل على «رفعة البحرين وخدمتها، وتلبية تطلعات أهلها في النهضة والاستقرار والحياة الكريمة».
ومن أجل ذلك دعا جلالة الملك إلى عزم مشترك «لمضاعفة الجهود، كي نواكب حركة العصر ونواصل مهمة الحفاظ على نهضة البحرين التاريخية وريادتها الحضارية في مختلف الميادين والمجالات».
نهضة البحرين وريادتها الحضارية قامت عل اكتاف الأجداد بناة الوطن جيلا بعد جيل، ولابد من الحفاظ عليها ومواصلتها ودفعها الى الأمام.
كل هذا في إطار هدف أكبر هو «تأسيس مقومات الدولة الحديثة».
تأسيس الدولة الحديثة هو جوهر المشروع الإصلاحي التاريخي الكبير الذي طرحه جلالة الملك.. والدولة الحديثة هي دولة المواطنة وحكم القانون واستقلال السلطات والحريات العامة. ومنذ تولى جلالة الملك حمد مقاليد الحكم قبل 26 عاما وجهود إقامة الدولة الحديثة تمضي على قدم وساق تحقق تقدما كبيرا.
واليوم يجدد جلالة الملك العهد في كلمته على المضي قدما في استكمال مهمة بناء الدولة الحديثة بكل ما يرتبط بذلك من أسس ومقومات.
كلمة جلالة الملك في الاحتفال الوطني ليست مجرد تعبير عن حب البحرين وتاريخها وحضارتها وانجازاتها وأهلها. وليست مجرد تجديد للعهد بالحفاظ على ريادة البحرين الحضارية ومواصلة مسيرة النهضة والتقدم. كلمة جلالته لها اهمية كبرى أيضا من زاويتين:
الأولى: كلمة جلالة الملك بهذا الحديث من القلب من شأنها في حد ذاتها تعميق حب البحرين والولاء والانتماء الوطني لدى كل الأجيال وبالأخص جيل الشباب.
والثانية: كلمة جلالة الملك دعوة للجميع بضرورة العمل ومضاعفة الجهد في كل المجالات من اجل تحقيق الغايات الكبرى المنشودة.. غايات الحفاظ على الريادة البحرينية، وتحقيق النهضة وبناء الدولة الحديثة ومواكبة العصر الحديث.
ولم يكن هناك أجمل مما اختتم بها جلالة الملك حمد كلمته حين قال جلالته: «نسأل المولى عز وجل أن يديم على البحرين منعتها ورفعتها، وأن ينعم على أسرتنا البحرينية الواحدة، وكل من يقيم على أرضها المضيافة، بالمزيد من الرخاء والطمأنينة والتطوير المتواصل لمسيرتنا التنموية المباركة».
ولا نملك في النهاية الا ان نقول: إذا كان جلالة الملك يزهو بالبحرين وبشعبها وبإنجازاتها، فإن من حق البحرين أيضا أن تزهو بملكها.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك