يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
رهاننا على قيادة جلالة الملك
مؤخرا عقدت «قمة البحرين» وهي القمة السادسة والأربعون لقادة مجلس التعاون الخليجي.
القمة صدر عنها «إعلان الصخير» الذي حدد المبادئ والمواقف العامة إزاء مختلف القضايا الخليجية والعربية والدولية. كما صدر عن القمة بيان ختامي مطول تضمن تفاصيل هذه المواقف.
لا نريد ان نقدم هنا تقييما للنتائج التي انتهت اليها «قمة البحرين» ومدى تلبيتها لطموحات وآمال الشعوب الخليجية العربية، لكن بشكل عام من حيث المبدأ لا شك ان القرارات التي اتخذتها القمة من شأنها في حال الالتزام بها وتنفيذها دفع العمل الخليجي المشترك خطوات الى الأمام.
ونقول مباشرة ان رهاننا الأساسي هنا هو على قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للعمل الخليجي المشترك في الفترة القادمة من خلال رئاسة جلالته للقمة.
جلالة الملك من أكبر قادة مجلس التعاون حماسا للعمل الخليجي المشترك وضرورة الارتقاء به باستمرار بما من شأنه تلبية الطموحات الشعبية.
وعهدنا بجلالة الملك ان جلالته يأخذ مسؤوليات القيادة بكل الجدية والتفاني. وأكبر دليل على ذلك ما حدث في فترة رئاسة جلالة الملك للقمة العربية التي عقدت في البحرين. جلالته قدم مبادرات عربية رائدة في تاريخ العمل العربي. وجلالته قاد تحركا دوليا واسع النطاق لشرح مقررات القمة والدفاع عن القضايا العربية. وكان لهذا التحرك أكبر الأثر العملي في دفع العمل العربي وحشد المواقف الدولية وراء الموقف العربي وخصوصا فيما يتعلق بقضية فلسطين.
ولا نشك ان جلالة الملك سوف يتبع نفس النهج خلال فترة رئاسة جلالته لقمة مجلس التعاون.
ولا بد ان نتوقف هنا عند اهم ما شهدته قمة البحرين. نعني ما قدمته البحرين من برنامج عمل يتضمن مبادرات عملية تسعى الى تنفيذها خلال ترؤسها القمة.
برنامج العمل الذي قدمته البحرين يتضمن مبادرات في مجالات، الأمن الغذائي، والأمن المائي، وأمن الطاقة، والأمن السيبراني، والأمن الصحي، والاقتصاد والتنمية، ومبادرات لتعزيز المواطنة الخليجية.
نحن لا نعرف تفاصيل ما تتضمنه هذه المبادرات التي طرحها برنامج العمل. لكن الملاحظ عليها ما يلي:
1 – إنها تتضمن كل الجوانب والقضايا الاساسية التي تعتبر استراتيجية في العمل الخليجي المشترك.
2 – إنها تتعلق كلها بقضايا تمثل جوهر اهتمامات الشعوب الخليجية وتمس حياتها، كالغذاء والصحة والماء والطاقة.. الخ.
3 – إن أحد جوانبها الأساسية يتعلق بالهوية الخليجية والمواطنة الخليجية. وهذه القضية لها أولوية استراتيجية في الوقت الحاضر والمستقبل وتمثل قاعدة للتوحيد الخليجي.
نريد ان نقول ان من شأن متابعة البحرين لتنفيذ برنامج العمل وهذه المبادرات عمليا ان يحدث نقلة نوعية في العمل الخليجي العربي المشترك.
أمر آخر نريد ان ننبه اليه يضاعف من أهمية تنفيذ برنامج عمل البحرين هو ان نجاح مجلس التعاون وتقدمه على طريق التوحيد الفعلي في كل المجالات ليس مصلحة لدول وشعوب المجلس وحسب، وانما هي مصلحة عربية عامة. مجلس التعاون هو التجربة العربية الوحيدة الموجودة والناجحة من كل تجارب التوحيد العربية السابقة. ولهذا يمثل المجلس املا لكل الشعوب العربية وقوته قوة للعرب جميعا.
وفي كل الأحوال، فإننا كما ذكرت نراهن على رئاسة جلالة الملك للقمة وقيادة جلالته للعمل الخليجي العربي المشترك في الفترة القادمة بما هو معروف عن جلالته من حكمة وتفان والتزام مبدئي خليجي عربي.
يكفي هنا ان نورد العبارة التي اختتم بها جلالة الملك خطابه في افتتاح القمة والتي تلخص بشكل بليغ ومعبر كل الآمال المعلقة على مجلس التعاون ومستقبله. قال جلالته: «لنجعل من هذا المجلس مُجددًا للعهد، وسوقًا خليجية حرة عادلة، وقوة ناعمة قادرة على حماية هويتنا ووحدة مجتمعاتنا، ومستقبلا تُبنى فيه التنمية على العلم والإبداع والكرامة».

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك