العدد : ١٧٤٣٤ - الثلاثاء ١٦ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٤ - الثلاثاء ١٦ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

التصدي للشائعات والأخبار الكاذبة

الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬أزمة‭ ‬كبرى‭ ‬تؤرق‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬أصبح‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬ظاهرة‭ ‬استفحلت‭ ‬كثيرا‭ ‬مع‭ ‬مواقع‭ ‬الإنترنت‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬ترويج‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مسألة‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬أفراد‭ ‬فقط‭ ‬لغرض‭ ‬أو‭ ‬لآخر،‭ ‬وإنما‭ ‬أصبحت‭ ‬صناعة‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة‭. ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬دولا‭ ‬وقوى‭ ‬ومنظمات‭ ‬أصبحت‭ ‬تستخدم‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬سلاحا‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬ومجتمعات‭ ‬تستهدفها‭. ‬ولهذا‭ ‬أصبحت‭ ‬الظاهرة‭ ‬تهدد‭ ‬دولا‭ ‬وتدمر‭ ‬مجتمعات،‭ ‬وتمثل‭ ‬أخطارا‭ ‬داهمة‭ ‬عموما‭.‬

لهذا‭ ‬أصبح‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬هدفا‭ ‬له‭ ‬أولوية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وكل‭ ‬دولة‭ ‬لها‭ ‬طريقتها‭ ‬وأساليبها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.‬

نثير‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬بمناسبة‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭.‬

مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬المصري‭ ‬عقد‭ ‬اجتماعا‭ ‬مخصصا‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ ‬بالذات،‭ ‬أي‭ ‬لبحث‭ ‬‮«‬كيفية‭ ‬تعزيز‭ ‬منظومة‭ ‬التصدي‭ ‬للشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة،‭ ‬ومختلف‭ ‬صور‭ ‬الإساءة‭ ‬للمجتمع،‭ ‬والإضرار‭ ‬المتعمد‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬المصري‮»‬‭.‬

أن‭ ‬يخصص‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬جلسة‭ ‬خاصة‭ ‬لمناقشة‭ ‬الظاهرة‭ ‬دليل‭ ‬بالطبع‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خطورتها‭.‬

مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬المصري‭ ‬أقر‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والخطوات‭ ‬للتصدي‭ ‬للظاهرة‭ ‬يهمنا‭ ‬أن‭ ‬نذكرها‭ ‬باختصار‭ ‬لأنها‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬عامة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الظاهرة‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

1‭ - ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬وحدات‭ ‬رصد‭ ‬مبكر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الوزارات‭ ‬لرصد‭ ‬الشائعات‭ ‬وبحثها،‭ ‬والرد‭ ‬عليها‭ ‬وتفنيدها‭ ‬في‭ ‬مهدها،‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬مبكر‭ ‬لانتشارها‭.‬

2‭ - ‬ضرورة‭ ‬تعديل‭ ‬الإطار‭ ‬التشريعي‭ ‬الحاكم‭ ‬لمواجهة‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الردع‭ ‬الفعال،‭ ‬وبحث‭ ‬زيادة‭ ‬الغرامات‭ ‬المقررة،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الردع‭ ‬العام،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الصورة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭. ‬وتكليف‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬بإعداد‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يتضمن‭ ‬تعديل‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬لتشديد‭ ‬الغرامات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بجرائم‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭.‬

‭ ‬3‭ - ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬ينظم‭ ‬إتاحة‭ ‬وتداول‭ ‬البيانات‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬تحقيق‭ ‬الشفافية‭ ‬وتوافر‭ ‬المعلومات‭ ‬والبيانات‭ ‬والإحصاءات،‭ ‬وحماية‭ ‬المعلومات‭ ‬والبيانات‭ ‬السرية،‭ ‬وبين‭ ‬تحقيق‭ ‬الردع‭ ‬والتصدي‭ ‬الفعال‭ ‬للشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة،‭ ‬وتنظيم‭ ‬وصول‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات‭ ‬الصحيحة‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬الرسمية،‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬قانونية‭ ‬واضحة،‭ ‬وغلق‭ ‬باب‭ ‬تداول‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تكريس‭ ‬مبدأ‭ ‬الشفافية‭.‬

4‭ - ‬تعزيز‭ ‬ودعم‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يضطلع‭ ‬به‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬العام‭ ‬وإعلام‭ ‬مختلف‭ ‬الوزارات،‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬الفوري‭ ‬والمباشر‭ ‬على‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إرساء‭ ‬آليات‭ ‬تعاون‭ ‬مؤسسية‭ ‬فعالة‭ ‬تضمن‭ ‬تنسيقا‭ ‬مستمرا‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الشائعات،‭ ‬أو‭ ‬الأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬فور‭ ‬ظهورها،‭ ‬والرد‭ ‬عليها‭ ‬وتفنيدها‭ ‬في‭ ‬حينها،‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬بيانات‭ ‬دقيقة‭ ‬ومعلومات‭ ‬موثقة‭ ‬وأدلة‭ ‬قاطعة‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬صاحبة‭ ‬الاختصاص‭.‬

5‭ - ‬تكليف‭ ‬وزارة‭ ‬الاتصالات‭ ‬بوضع‭ ‬وتنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬تدريبي‭ ‬متخصص‭ ‬موجه‭ ‬إلى‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬الدولة؛‭ ‬بهدف‭ ‬الارتقاء‭ ‬بقدراتهم‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬تتبع‭ ‬الشائعات،‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬صحتها‭.‬

إذن،‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيص‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬بحسب‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬أقرها‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬المصري‭ ‬في‭: ‬الرصد‭ ‬والمتابعة،‭ ‬والرد‭ ‬الفوري،‭ ‬وإتاحة‭ ‬المعلومات‭ ‬الصحيحة،‭ ‬وتشديد‭ ‬العقوبات‭.‬

‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬تقوية‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬وتدريب‭ ‬كوادره‭ ‬وتمكينه‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ظاهرة‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬حماية‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬للبلاد‭.‬

نقول‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الأهم‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬مهما‭ ‬فعلنا‭ ‬وشددنا‭ ‬العقوبات‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬منع‭ ‬انتشار‭ ‬الظاهرة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬أو‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها،‭ ‬لهذا‭ ‬يبقى‭ ‬أن‭ ‬السبيل‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬تقوية‭ ‬الإعلام‭ ‬المحلي‭ ‬والشفافية‭ ‬والتوفير‭ ‬الفوري‭ ‬للمعلومات‭ ‬الصحيحة‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا