أكدت الدكتورة آلاء منديل، استشارية الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى عوالي، أن التهاب الأنف التحسّسي – أو ما يُعرف بالتهاب الجيوب الأنفية التحسّسي – هو التهاب في بطانة الأنف ينتج عن التعرض لمسببات الحساسية المحمولة في الهواء. ورغم أنه مرض مزمن، إلا أنه غير خطير ويمكن السيطرة عليه بسهولة عند التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج المناسب.
وأوضحت أن المرض قد يؤثر في جودة الحياة والأداء في العمل أو المدرسة، كما يُعد من عوامل الخطر لتطور الربو. ويظهر عادة بأعراض مزعجة مثل: العطاس المتكرر، انسداد أو سيلان الأنف، الحكة، الإحساس بإفرازات في الحلق، إضافة إلى دموع واحمرار العينين، الحكة في الحلق أو الأذنين، صعوبة النوم والشخير.
وبيّنت الدكتورة منديل أن السبب يعود إلى تفاعل الجهاز المناعي مع مواد مثل الغبار، حبوب اللقاح، وبر الحيوانات، العفن، أو عثة الفراش، مشيرةً إلى أن بعض الأشخاص يعانون من الأعراض في مواسم محددة فقط، بينما تستمر لدى آخرين على مدار السنة.
وأضافت أن التهاب الأنف التحسّسي يصيب نحو واحد من كل خمسة أشخاص، وتزداد احتمالية الإصابة عند من لديهم ربو، إكزيما، أو تاريخ عائلي من الحساسية.
أما التشخيص فيعتمد أساساً على وصف الأعراض والفحص السريري، وأحياناً قد تُستخدم اختبارات الحساسية لتحديد المسبب بدقة، خصوصاً عند الحالات المزمنة أو غير الواضحة. وحذّرت من أن المصابين بالتهاب الأنف التحسّسي معرضون بشكل أكبر للإصابة بالربو، ما يجعل الانتظام في العلاج أمراً ضرورياً.
وفيما يخص العلاج، أكدت الدكتورة آلاء أن الهدف هو السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية الحياة، ويشمل ذلك: تجنب المسببات قدر الإمكان، استخدام بخاخات الكورتيزون الأنفية (وهي الأكثر فعالية)، مضادات الهيستامين لتخفيف العطاس والحكة، غسول الأنف الملحي لتقليل الاحتقان، إضافة إلى العلاج المناعي (عن طريق الحقن أو أقراص تحت اللسان) في الحالات المزمنة.
واختتمت الدكتورة آلاء ببعض النصائح للحد من أعراض التهاب الأنف التحسّسي، أبرزها: إبقاء النوافذ مغلقة خلال مواسم الغبار وحبوب اللقاح، غسل الوجه واليدين والأنف بعد العودة من الخارج، تجنّب التدخين ودخان السجائر، غسل أغطية السرير والوسائد أسبوعياً بالماء الساخن، تقليل السجاد والستائر الثقيلة داخل المنزل، استخدام أجهزة ترطيب الهواء مع تنظيفها بانتظام، وأخيراً مراجعة الطبيب عند استمرار الأعراض أو تأثيرها في النوم ونمط الحياة اليومي.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك