القراء الأعزاء،
صحيح أن شهر ديسمبر هو ختام شهور العام، إلا أننا أهل البحرين نعتبره بدايات الفرح والأمل والاستبشار بعام مليء بالأمل والتفاؤل، فهو شهر مليء بالأفراح بدءاً من الاحتفاء بالعيد الوطني المجيد واستقلال البحرين كدولة مستقلة ذات سيادة، عزّزها الفكر الملكي السامي بانتهاج نظام الحكم الديمقراطي القائم على احترام وحماية وصون وتعزيز حقوق الانسان على أساس من إعمال مبدأ المساواة؛ حيث كانت الحقوق السياسية وحقوق المرأة على رأس القائمة، وتعززت الأخيرة بصدور الأمر الأميري رقم (44) لسنة 2001 بإنشاء المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم، ليكون إدماج احتياجات المرأة في التنمية الوطنية ركيزة مهمة لنهضة الوطن وفقاً لمبدأ تكافؤ الفرص، ثم بدأت رحلة الإصلاح باستفتاء شعبي على ميثاق العمل الوطني في 14 فبراير 2002 وما صاحبه من تعديلات في دستور مملكة البحرين، وأعقبه مباشرة انضمام مملكة البحرين إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) في مارس 2002، فكانت حقوق المرأة هي أحد المواضيع المحورية التي بدأ بها العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم.
لذا يبدأ شهر ديسمبر، شهر الوطن، بتمجيد مكانة ودور المرأة كعضو فاعل وأساسي في المجتمع، بتخصيص يوم وطني جاء بفكرة متوهجة من لدن صاحبة السمو الملكي التي بصُرت (بأن تخصيص يوم للاحتفاء بعطاء المرأة البحرينية وإنجازاتها على المستوى الوطني جاء لنستذكر من خلاله حجم مشاركتها وأثر تلك المشاركة على مساهمتها في المجتمع المدني والحراك السياسي والاقتصاد الوطني)، فكانت انطلاقة هذه الفكرة الداعمة والمشجّعة للمرأة منذ عام 2008 تحت شعار (قرأت.. تعلمت.. شاركت).
وقد جاء احتفال نساء البحرين في 2025 بيوم المرأة البحرينية تحت شعار: «المرأة البحرينية.. تميّز، إبداع، ابتكار»، وكان أهم ما يميز الاحتفال هذا العام هو الحضور الشخصي لصاحبة السمو الملكي للاحتفالية السنوية للمجلس الأعلى للمرأة بهذه الذكرى، وتكريمها البحرينيات اللاتي نلن جوائز إقليمية ودولية في مجالات متنوعة تقديراً لجهودهن وتشريفهن اسم مملكة البحرين ونساءها، حيث تكرمت سموها بإلقاء كلمة ملهمة بهذه المناسبة في لفتة مُحفّزة للطموح والابداع، ومُشجّعة للعمل النسائي المقبل استعداداً لاحتفالية يوم المرأة في العام القريب القادم.
ولا تخفى على الواعي المنجزات التي حققتها المرأة في القطاعين العام والخاص وفي نماء المجتمع في ظلّ الحماية التي كفلتها التشريعات لها للموازنة بين مهامها نحو أسرتها ومشاركتها وعملها في المجتمع ومساواتها بالرجال في ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفق أحكام الشريعة الإسلامية.
فشكراً لصاحبة السمو الملكي على كونها المُلهمة الأولى لنساء البحرين، ولكونها رمزاً مُشرقاً للمرأة البحرينية، ولكون رعايتها للاحتفالية ووجودها في حد ذاته تكريماً لهذا اليوم المبارك وللمرأة البحرينية التي تتطلع إلى الارتقاء بهذا الوطن والاسهام في دفع عجلة التنمية بطاقات مضاعفة، يدفعها شعور المرأة الذي هو بلا شك يتضاعف لأجل الوطن.
كل عام وكل امرأة بحرينية بخير وطمأنينة.
وتبخترن في مجدكن سيّداتي
وأضفن على التاريخ مجدا وريادة
يا نسوة البحرين نفخر بأنكن
من ضلعٍ أعوج وانخلق للقيادة
hanadialjowder@gmail.com

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك