لم تكن الدراما العُمانية ذائعة الصيت عربياً خلال العقدين الماضيين، إلا أنها كانت ذات حضور أوسع في محيطها الخليجي لتشابه البيئات وفهم أكبر للهجات، بالإضافة إلى العادات والتقاليد القريبة.
الدراما التلفزيونية في عُمان، نشأت عام 1976، بعد نحو عامين من انطلاق أول بث تلفزيوني للسلطنة "تلفزيون سلطنة عُمان"، في شغف عُماني ومواهب شابة كانت تريد إثبات أنها قادرة على إخراج هوية درامية وطنية.
مثلت سنوات التسعينيات نقطة التحول في الدراما التلفزيونية العُمانية، حيث تكثف الإنتاج الدرامي المحلي، وانتشرت الأعمال التراجيدية، حيث ارتفع عدد الأعمال خلال هذا العقد إلى 31 عملاً درامياً عُرضت على الشاشات.
تُعد الدراما العمانية من الفنون التمثيلية التي تعكس الثقافة والتقاليد العمانية بطرق مبتكرة وجديدة. منذ نشأتها، نجحت الدراما في تقديم رؤية واقعية للحياة اليومية والمشكلات الاجتماعية التي تواجه المجتمع العماني، ما يجعلها جزءًا أساسيًا من التواصل الثقافي والفني.
بدأت الدراما العمانية في الظهور بشكل واضح في السبعينيات، مع بذور الإنتاج التلفزيوني. مع مرور الوقت، تمكنت من تطوير أسلوبها الفني وسرد قصص محلية تعكس واقع المجتمع العماني، بما في ذلك تحدياته وتقلباته.
تتميز الدراما العمانية بتنوع القضايا التي تناقشها، فضلاً عن استخدام اللهجات العمانية، مما يعزز من قربها من المشاهد. كما يجسد الفنون التقليدية والموسيقى العمانية في الأداء والمحتوى روح الثقافة المحلية.
من بين الأعمال المتميزة في الساحة الدرامية العمانية هو مسلسل "جمعة في مهب الريح". هذا المسلسل أثار الكثير من النقاشات وأصبح جزءًا من المحادثات الاجتماعية بين الجمهور.
يتناول المسلسل العلاقات بين أفراد الأسرة، حيث يعرض التحديات التي تواجهها العائلات في ظل الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية. من خلال تصوير التعقيدات العائلية، يعكس العمل صراعات الأجيال وكيف يمكن أن تؤثر على الروابط الأسرية.
يناقش المسلسل أيضًا مشكلات الفقر والبطالة، مبرزًا كيف تؤثر هذه القضايا على حياة الأفراد والحياة الاجتماعية ككل. يعكس العمل واقع العديد من الشباب العماني الذين يسعون لتحقيق أحلامهم في ظل ظروف صعبة.
يستعرض المسلسل كيف تأثرت القيم والعادات التقليدية بالتطورات الحديثة. يُظهر الصراع بين المحافظة على الهوية والعادات، وبين الانفتاح على ثقافات جديدة ومؤثرات خارجية.
حقق "جمعة في مهب الريح" نجاحًا كبيرًا في جذب الانتباه والنقاش بين العمانيين، مما جعله واحدًا من الأعمال الدرامية الأكثر تأثيرًا. بفضل القضايا الاجتماعية التي أثيرت، فتح المسلسل مجالاً للحوار حول موضوعات قد تبدو حساسة، لكنه وفق في طرحها بشكل يساهم في الوعي والتغيير.
تُعد الدراما العمانية منصة حيوية للتعبير عن القيم والتقاليد والتحديات. من خلال أعمال مثل "جمعة في مهب الريح"، تتضح أهمية الدراما في معالجة القضايا الاجتماعية المهمة وتحفيز النقاشات المجتمعية، مما يسهم في تعزيز الثقافة العمانية وإثراء المشهد الفني.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك