الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
قليل من الإنسانية
عندما يمرض الإنسان، يسرع إلى المستشفى طلبا للعلاج، وما أن يجلس أمام الطبيب ويسرد له آلامه وتعبه حتى يشعر بالأمل في تخلصه من آلامه الجسدية، ويكون في أضعف حالاته النفسية والجسدية فيحتاج إلى طبيب لديه قليل من الإنسانية.
اتصلت صديقتي بالأمس وهي تلهث غضبًا وتقول: «شعرت بأنني أريد أن أفضفض لمن يستطيع أن يوصل معاناتي أو ما تعرضت له بالأمس إلى الناس! متمنية أن يقرأ أي مسؤول المقال ويتحرك لكي لا يتعرض غيري للموقف نفسه».
أضافت: «تعرفين طبعا معاناتي منذ أسابيع مع عاملتي في البيت ومرضها وآلامها التي تشعر بها؟ وبما أنني عرضتها على كذا مستشفى خاص وعملت لها تحاليل وأشعة كثيرة والنتيجة كانت لا تعاني من شيء، وبعد أن طلبت أن تسافر وحجزت لها بالفعل تذكرة سفر بداية ديسمبر إلا أن آلامها الشديدة في البطن استمرت وأصبحت لا تستطيع الحركة، فنصحوني بطوارئ السلمانية (بالرغم من أنني دفعت لها فوق المئة دينار في المستشفيات الخاصة) إلا أنني قررت أن ألجأ إلى السلمانية وعسى يعرفون علتها المسكينة، فقد كنت أشعر بالحزن عليها وأنا أراها تتألم أمامي، وما أن دخلنا على الطبيب (الآسيوي) ورأى نتائج تحاليلها وأشعتها من المستشفى الخاص حتى نظر إلي وقال بكل وقاحة وماذا تريدين أن أفعل لها؟ (وهو يرمي النتائج أمامي) فقلت له أنت الطبيب وهي المريضة وتتألم أمامك أجر لها تحاليل أو افحصها على الأقل وقل لنا ما بها؟ فقال تحاليلها سليمة هي كاذبة تريد أن تسافر فقلت له: يا دكتور لماذا تكذب وهي تعرف أنها ستسافر بالفعل بعد أسبوعين؟ فقال بتأفف مستفز بعد أن شاهد إصراري على علاجها: لا أعلم ولكنني سأجري لها تحاليل دم وبول وسنرى!!
المهم إنني عندما دخلت على دكتور آخر بعد 4 ساعات اكتشفنا أنها تعاني من (نزول نسبة البوتاسيوم وأمرض في الكبد وبوصفار) وهذا هو سبب آلامها والذي لم يكتشفه أطباء الخاص.
صديقتي كانت تكلمني بقهر كبير في قلبها وتساءلت لماذا يضعون مثل هذا الطبيب غير الانساني أبدا وغير البحريني في طوارئ المستشفى الكبير المجاني الوحيد في البحرين؟ وكيف يسمح المسؤولون بهذه النوعية من الأطباء غير البحرينيين في معاملة البشر بهذه الطريقة؟ ألا توجد رقابة على الأطباء في المستشفيات العامة وخصوصا على غير البحرينيين؟!
أكررها للمرة الألف: أعلم أننا نحتاج إلى ميزانية ضخمة لبناء مستشفى عام ثان يخدم كل المواطنين والمقيمين في البحرين، وأعلم مدى الضغط الشديد على قسم الطوارئ في السلمانية، وأعلم أن السلمانية تعاني من نقص الأطباء (مع أن هناك العديد من الدكاترة البحرينيين ينتظرون في البيت ويتمنون العمل في المستشفى ولكن (لا توجد ميزانية)، ولكن يا ناس ليش البحريني يجلس في البيت والآسيوي أو الأجنبي الذي لا يملك أي إنسانية يعمل مكانه؟ لماذا لا نختار الآسيوي الأفضل بمعايير خاصة وليس كل من هب ودب ليعمل في هذا المكان الحساس بالذات؟ يا مسؤولين البحريني والمقيم يحتاجان من أي طبيب كان قليلا من الإنسانية فقط.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك