تهتم السيدات باتباع صيحات الموضة وبمظهرهن الأنيق، وسهل الأمر كثيرا مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت بيئة خصبة لمحبي التسوق. الموضوع لا يقف عند تصفح الصور من دار الأزياء المفضل بل بكبسة زر يمكنك شراء المنتج. فعند قيامنا بشراء سلعة جديدة، يقوم الدماغ بإفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين وهو يلعب دوراً كبيراً في تعزيز مشاعر الرضا والمكافأة، وتجعل هذه المادة الكيميائية الإنسان يشعر بالمتعة، ولهذا يرتبط التسوق بالإحساس بالمكافأة، ما يدفع البعض إلى تكرار التجربة بشكل مستمر.
تشتهر الفترة الحالية بمعارض التسوق وأيام التخفيضات، قد اشتهر يوم الجمعة البيضاء والسوداء بالخصومات الشديدة التي يتزاحم فيها المشترين. في بعض الأحيان يكون سباقا للتباهي ويصل عند بعض الناس لأن يكون اضطرابا سلوكيا ونفسيا يعرف بـ«هوس التسوق».
يعاني بعض الأشخاص هوس الشراء لكل ما تقع عليه أعينهم، وهو ما يقود إلى التبذير وعدم القدرة على التحكم والسيطرة على معدل الإنفاق، بما يتناسب مع الدخل الشهري.
هوس الشراء أو اضطراب التسوق القهري يعد أحد أنواع الإدمان النفسي، ويقع في هذا الفخ النساء أكثر من الرجال فهم الأكثر إقبالا وهم طبعا من يتبنى فكرة الشراء كوسيلة لتحسين المزاج والتخلص من التوتر، ومتابعة العروض وشراء منتجات ليست ذات أولوية، كذلك عدم القدرة على الادخار، وإذا زاد الأمر عن حده فهنا تصبح زيارة الطبيب ضرورة.
إذا نظرنا إلى الموضوع بعيدا عن المتعة الداخلية نستطيع أن نتغلب على هذه العادة التي تأتي مع فترة التخفيضات والمناسبات بقليل من الإرادة مع تطبيق قواعد بسيطة فلتسوق أصولاً، إن تم تجاوزها، فإنه يصبح هوساً ومرضاً نفسياً، يقود إلى تحمل الأعباء المادية، لكن يمكن تجنب ذلك بالابتعاد عن الأسواق قدر المستطاع، وضبط الموارد المالية عن طريق الاكتفاء بالنقود المتوفرة بالمحفظة وعدم استخدام بطاقات الائتمان، كذلك تجنب التسوّق خلال العروض الترويجية، مثل مواسم الجمعة البيضاء والسوداء، مع شغل وقت الفراغ بمزاولة بعض الأنشطة الأخرى، مثل ممارسة الرياضة.
الفرد يستطيع التحكم بمقدار ما ينفقه على التسوق اليومي أو الأسبوعي، من خلال شراء متطلباته الأساسية بالدرجة الأولى، ومن ثم شراء سلع كمالية إن سنحت له الميزانية المحددة مسبقاً للتسوق، أيضاً التفكير جلياً قبل اتخاذه قرار الشراء، خاصة عندما يكون واقفاً أمام السلعة، والتي تعد لحظة «مغرية» للتسوق، حتى لو كان سعرها مخفضاً، إلى جانب عدم الاستدانة تحت أي ظرف، من أجل دفع قيمة منتجات ليست أساسية.
أذكركم ونفسي أن الأيام القادمة فترة تخفيضات ومعارض تسوق تحتاج إلى قوة إرادة وتفكير.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك