لا تتوقف الأبحاث والدراسات لإيجاد علاجات جديدة لمرض السكري، المرض الذي تضاعفت الإصابة به عاما بعد عام ليشكل خطرا حقيقيا وعبئا على الحكومات.
العلاجات المتاحة تهدف إلى السيطرة على أعراض المرض ومضاعفاته، محاولين الوصول إلى علاجات شافية من المرض الذي يعاني منه الملايين.
وشهدت العلاجات تطورا ملحوظا في السنوات المائة الماضية، حيث ظهرت علاجات وتقنيات وأجهزة تساعد المريض على التعايش مع السكري، مثل جهاز قياس السكر الذي أصبح أصغر حجما ولا يحتاج إلى عينات دم كثيرة، ثم جاءت حساسات السكر أو (sensor) لتخفف العناء عن المرضى وتعطيهم تنبيهات القراءة على مدار 24 ساعة من دون وخز.
العلاجات نفسها قد تطورت من انسولين حيواني إلى أنسولين بشري صناعي ونظائره سريعة المفعول، وصولا الى مضخات الانسولين وهي الاخرى تطورت مع السنين ليصبح جهازا محمولا في الجيب بعد أن كان يحمل على الظهر كالحقيبة.
كلها اشياء تدخلت فيها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ولنلتفت الى أمر مهم وهو مرحلة ما قبل السكري، تلك المرحلة التي تستغرق حوالي من 3 إلى 6 سنوات قبل ظهور السكري، وهذا يعني أنه لديك وقتا لمنع حدوث الاصابة.
تعد مرحلة ما قبل السكري حالة يمكن التعافي منها إلا أن علينا أخذ هذه المرحلة بشكل جدّي فهي لا تخلو من المضاعفات، كما أن علينا السعي لعلاجها من أجل تفادي الإصابة بالسكري.
هناك دراستان تعتبران الأهم في تاريخ السكري واللتان غيرتا كثيراً من المفاهيم بالنسبة لأهمية وكيفية علاج السكري، الأولى دراسة «المملكة المتحدة ومستقبل علاج السكري» وبدأت عام 1977 واستمرت عشر سنوات، وشملت أكثر من 5 آلاف مريض، من 22 مركزاً طبياً متخصصاً، وأوصت بالعلاج المكثف الذي من شأنه أن يؤخر ويقلل من معظم المضاعفات الخطيرة لهذا المرض.
والثانية دراسة «أمريكية كندية تخص ضبط علاج السكري ومضاعفاته»، أجريت في 26 مركزاً طبياً متخصصاً، وأثبتت بصورة قاطعة أن العلاج المكثف للسكري أفضل بكثير من العلاجات التي لا تهدف الى ضبط نسبة جلوكوز الدم ضمن المعدلات الطبيعية على مدار اليوم.
وقد ركزت هذه الدراسة على تطور مضاعفات السكري، وخاصة المضاعفات التي تصيب الجهاز العصبي والشعيرات الدموية الدقيقة، وتسبب الألم بالقدمين وقد تؤدي إلى بتر القدم أو جزء منها، وكذلك التأثير على أعصاب العين.
الحمد لله التطور يبشر بالأمل وربما يقودنا في وقت قريب الى علاج نهائي للسكري.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك