العدد : ١٧٤٠٣ - السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٠٣ - السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

إصرار نيابي على رقابة العقود الحكومية بداية من 100 ألف دينار
هيئة التشريع: نراجع ما لا يقل عن 450 عقدا سنويا

السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

تمسكت‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬التشريعية‭ ‬والقانونية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬بإخضاع‭ ‬جميع‭ ‬التصرفات‭ ‬والعقود‭ ‬التي‭ ‬تبرمها‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬لمراجعة‭ ‬هيئة‭ ‬التشريع‭ ‬والرأي‭ ‬القانوني‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬قيمتها‭ ‬على‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬بحريني،‭ ‬رغم‭ ‬تحفظ‭ ‬الحكومة‭ ‬ومجلس‭ ‬الشورى‭ ‬عليه‭.‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬حذرت‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬خفض‭ ‬الحد‭ ‬القيمي‭ ‬الإلزامي‭ ‬لمراجعة‭ ‬هيئة‭ ‬التشريع‭ ‬والرأي‭ ‬القانوني‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬سيؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬مرونة‭ ‬عمليات‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬الحكومية،‭ ‬وسيمدد‭ ‬إجراءات‭ ‬التعاقدات‭ ‬ويثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الجهات‭ ‬العامة،‭ ‬ويعدّ‭ ‬عدولاً‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬التشريعية‭ ‬المنظمة‭ ‬للاستثمار‭ ‬واقتناص‭ ‬الفرص‭ ‬للشركات‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة‭. ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬القادمة‭.‬

وأوضحت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬ردها‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬يمثل‭ ‬عدولاً‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬توفير‭ ‬المرونة‭ ‬اللازمة‭ ‬أمام‭ ‬الجهات‭ ‬والشركات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬البيع‭ ‬والشراء،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إطالة‭ ‬الإجراءات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يعيق‭ ‬سير‭ ‬الأنشطة‭ ‬والخدمات،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬التعاقدات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬السرعة‭.‬

وأضافت‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬التشريع‭ ‬والرأي‭ ‬القانوني‭ ‬تختص‭ ‬برقابة‭ ‬قانونية‭ ‬بحتة‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬العقود‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مطابقتها‭ ‬أحكام‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬مسائل‭ ‬الملاءمة‭ ‬والتقدير،‭ ‬وتمتد‭ ‬هذه‭ ‬الرقابة‭ ‬إلى‭ ‬المستندات‭ ‬والإجراءات‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬العقد‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬العملية‭ ‬التعاقدية‭ ‬وتحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬وتقوم‭ ‬الهيئة‭ ‬بإبداء‭ ‬رأيها‭ ‬وإخطار‭ ‬الجهة‭ ‬طالبة‭ ‬الرأي‭ ‬بجميع‭ ‬ملاحظاتها،‭ ‬لتتحمل‭ ‬تلك‭ ‬الجهة‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬الأخذ‭ ‬بتلك‭ ‬الملاحظات‭.‬

وبينت‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬حدد‭ ‬قيمة‭ ‬العقود‭ ‬الواجب‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬الهيئة‭ ‬بمبلغ‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬وفق‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬34‭) ‬لسنة‭ ‬2010،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬الحد‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وذلك‭ ‬لمواكبة‭ ‬التشريعات‭ ‬المقارنة‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وكميات‭ ‬المشتريات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وأن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬القديم‭ ‬تعد‭ ‬استحضاراً‭ ‬لحكم‭ ‬سبق‭ ‬إلغاؤه‭ ‬ولا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬الحالي‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أكدت‭ ‬هيئة‭ ‬التشريع‭ ‬والرأي‭ ‬القانوني‭ ‬أن‭ ‬التعديل‭ ‬المقترح‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬العقود‭ ‬التي‭ ‬تراجعها‭ ‬الهيئة،‭ ‬إذ‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬العقود‭ ‬الحالية‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬450‭ ‬عقداً‭ ‬سنوياً،‭ ‬وأن‭ ‬خفض‭ ‬الحد‭ ‬القيمي‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬سيضاعف‭ ‬العدد،‭ ‬ما‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬مرونة‭ ‬وسرعة‭ ‬عمليات‭ ‬الشراء‭ ‬والبيع‭ ‬الحكومية،‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬إطالة‭ ‬الإجراءات‭ ‬وإعاقة‭ ‬سير‭ ‬الأنشطة‭ ‬والخدمات،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬سرعة‭ ‬التعامل‭ ‬لضمان‭ ‬انتظام‭ ‬المرافق‭ ‬العامة،‭ ‬كما‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬الحد‭ ‬القيمي‭ ‬البحريني‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الأقل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬وأن‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬تلجأ‭ ‬أصلاً‭ ‬بشكل‭ ‬اختياري‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬العقود‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

وأشارت‭ ‬الهيئة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬المملوكة‭ ‬بالكامل‭ ‬للدولة‭ ‬ستتأثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬إذ‭ ‬يتطلب‭ ‬عملها‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬لاقتناص‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬بسرعة،‭ ‬وقد‭ ‬منحها‭ ‬قانون‭ ‬المناقصات‭ ‬مرونة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬العمليات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬الحد‭ ‬القيمي‭ ‬السابق‭ ‬لا‭ ‬يواكب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬والزيادة‭ ‬الملحوظة‭ ‬في‭ ‬أنواع‭ ‬وكميات‭ ‬المشتريات‭ ‬الحكومية‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2010،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬المستشارين‭ ‬القانونيين‭ ‬لمواكبة‭ ‬الارتفاع‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬المعروضة‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬ارتأت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬رد‭ ‬الحكومة‭ ‬ورأي‭ ‬هيئة‭ ‬التشريع‭ ‬والرأي‭ ‬القانوني،‭ ‬مؤكدة‭ ‬الملاحظات‭ ‬الفنية‭ ‬والإجرائية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتطبيق‭ ‬التعديل،‭ ‬بينما‭ ‬بينت‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬أن‭ ‬تطبيق‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة،‭ ‬لكونه‭ ‬يتطلب‭ ‬مخصصات‭ ‬مالية‭ ‬إضافية‭ ‬لتوفير‭ ‬الخبرات‭ ‬القانونية‭ ‬اللازمة‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المراجعات،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يوفره‭ ‬من‭ ‬إحكام‭ ‬إضافي‭ ‬للرقابة‭ ‬القانونية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا