الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
البحث عن «الشهرة».. القانون لا يكفي
أول السطر:
موسم البر والتخييم لهذا العام سيتوافق مع شهر رمضان الكريم كاملا وأيام عيد الفطر.. ما يعني أن أوقات الفطور والسحور، والصلوات والتراويح وغيرها، ستصادف وجود المخيمين هناك.. نأمل أن يتم توفير الأمور اللازمة والمناسبة لروحانية الشهر الكريم وفرحة العيد، وكذلك الأمن والسلامة في البر والتخييم.
البحث عن «الشهرة».. القانون لا يكفي:
يبدو أن مرض ((البحث عن الشهرة)) بأي أسلوب وطريقة، وإن خالفت الذوق العام وتجاوزت القانون.. عادة عربية قديمة.. فجميعنا قرأ قصة الأعرابي الذي «بال في بئر زمزم».. فانهال عليه الناس بالضرب والسب والتقريع.. وحينما سأله الوالي عن سبب فعلته الغريبة؟ أجاب قائلا: «حتى يعرفني الناس فيقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم»..!!
وذات مرة قام أحد المثقفين العرب بإصدار كتاب جديد له، ولكن الكتاب لم يلق أي رواج، ولم تبع منه أي نسخة، فعمد المؤلف إلى أحد الإعلاميين، وطلب منه أن يكتب مقالا لاذعا ينتقد الكتاب.. وبعدها هاجم الناس الكتاب، وتمت المطالبة بمصادرته، ولقي الكتاب رواجا ومبيعا في الأسواق..!!
وبالأمس حينما تم استجواب «شخص خليجي» عن سبب قيامه بنشر إساءات ضد الآخرين، ومحتويات تُخالف النظام العام والآداب العامة، أجاب قائلا: إن حسابه مُتابع من قبل آلاف المُتابعين، وقد اعتاد نشر هذه النوعية من المحتوى الإلكتروني بهدف الشهرة..!! وأحسب أن شريحة كبيرة من أمثال هذا الشخص يأتون بتلك الأفعال، بهدف الشهرة وزيادة المتابعين، والمعلنين كذلك، وحصد الربح المالي من مؤسسات النشر الإلكترونية.
وقد نشرت الأستاذة «إقبال الأحمد» مقالا تنتقد هذه الممارسات، وكتبت قائلة: ((لقد أصبحت الشهرة اليوم، تُباع كما السلع في سوق السوشيال ميديا، لا فرق بين فكرٍ نير وعقل حكيم ورفيعٍ، وعرضٍ باهت سريعٍ، يخلو من المضمون والإبداع، غزير بالتفاهات والشكليات والماديات.. فالمشهور، هو الإنسان الذي يسعى لأن يُرى، لا لأن يُفهم.. ضجيج وألوان وقهقهات دون فائدة تُرجى).
لقد تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى سوق للتفاهة، وأصبحت مصدراً رئيسياً لها، والتنافس اليوم لم يعد التنافس على من يصنع القيمة، بل من يستهزئ بها ويقلل من قدرها.. وعلينا أن نعترف أننا «نحن» من صنعنا هذا الواقع المؤسف، بمشاركتنا بالمشاهدة، حتى وإن كان من باب «العلم بالأمر».
وبناء عليه، نحتاج اليوم إلى إعادة بناء الذوق العام، وتكثيف العمل على ترسيخ الوعي في المدارس في الساحتين التربوية والإعلامية، وقبلها بالتأكيد في المجتمع بشكل عام.. وأن نغرس في الجيل الجديد أن «الشهرة» هي أن تكون معروفًا بما تُقدّم من معنى والتفوق العقلي، والثراء في المضمون الشخصي المفيد... وأن العظمة والشهرة ليستا أن يُعرف اسمك، بل هي أن يبقى أثرك مفيداً وينير العقول.
آخر السطر:
بعض محلات ومطاعم.. وكذلك حملات للحج.. عمدت إلى نشر إعلاناتها الترويجية بأسلوب وطريقة «مبتكرة غريبة»، بحيث تضع عبارة «اعتذار وتنويه» لعنوان الإعلان، وتضيف بأنها تعتذر للجمهور على أن جودة خدماتها متميزة وأسعارها أقل من باقي المنافسين.. صياغات إعلانية تشد القارئ والمستهلك.. ولكن لا أتصور أنها ستنجح بشكل كبير.. والسؤال هل من رقابة على الإعلانات، كي لا تكون ممارسة تجارية من شأنها خداع الناس..؟

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك