يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
وحدة المصير العربي
هذه تصريحات لها أهمية استثنائية لسمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اعني التصريحات التي ادلى بها سموه لدى لقاء الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وعدد من كبار المسئولين العرب المشاركين في «حوار المنامة».
سمو الأمير سلمان تركز حديثه على الوضع العربي الراهن، واولويات العمل المشترك، والمبادئ التي يجب أن تحكمه في الوقت الحاضر.
جوانب اساسية في هذا الخصوص لها اهمية كبرى تطرق اليها سموه هي على النحو التالي.
أولا: تأكيد ما يجمع مملكة البحرين والدول العربية الشقيقة من روابط متينة قائمة على وحدة المصير والمصالح المشتركة. مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك ماضيةٌ في نهجها الثابت الرامي إلى توطيد أواصر التعاون والعمل العربي المشترك بما يواكب المتغيرات الإقليمية والدولية ويحقق تطلعات أبناء الدول العربية نحو مزيدٍ من التقدم والازدهار.
ثانيا: ضرورة الحفاظ على ما تحقق من مكتسباتٍ وإنجازاتٍ على صعيد مسيرة العمل العربي المشترك خلال العقود الماضية، ومواصلة العمل لترسيخ وحدة الصف وتوسيع مجالات التعاون والتنسيق بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.
ثالثا: ان تحقيق الأمن الإقليمي يمثل أولوية استراتيجية لدول المنطقة، انطلاقًا من دورها المحوري في صون الاستقرار وضمان تعزيز مسارات التنمية والاقتصاد العالمي.
رابعا: الأهمية القصوى لتلاحم وتضامن الدول العربية في مواجهة التحديات الراهنة ودعم الجهود الرامية إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، وتعزيز التعاون التنموي والاقتصادي.
هذه الجوانب التي اثارها سمو ولي العهد رئيس الوزراء تمثل كما قال سموه نهج مملكة البحرين العربي الثابت. وهذه الصريحات لها كما ذكرت أهمية استثنائية؟.. لماذا؟
بالطبع اثار سموه هذه الجوانب وحرص على تأكيدها على ضوء قراءة الوضع العربي الراهن.
نعلم ان الدول العربية تمر بمرحلة خطيرة في تاريخها. مرحلة من الصراعات والحروب والأزمات الطاحنة.. دول عربية تعيش في حالة من التمزق والضياع والفوضى الداخلية.. تدخلات اجنبية سافرة في شئون دولنا العربية.. مخططات اجنبية معلنة ومعروفة للمنطقة العربية تريد إعادة رسم خريطة المنطقة والهيمنة على مقدراتنا، وتحديد المستقبل العربي على النحو الذي يخدم مصالح الدول والقوى الأجنبية... وهكذا.
باختصار الدول العربية تواجه اخطارا وجودية بكل معنى الكلمة.
في ظل التطورات العاصفة التي نشهدها، والأخطار التي نواجهها، فإننا في الدول العربية نشغل انفسنا بمتابعة هذه التطورات والمواقف الأجنبية التي تطرح. بعبارة أخرى موقفنا هو مجرد رد فعل الى حد كبير.
بعبارة ثانية نحن لا نعطي الكثير من الاهتمام للمهام الملقاة على عاتقنا التي تحتمها هذه الأوضاع. والمهمة التاريخية الأولى اليوم هي إعادة بناء جبهة الدول العربية وتقويتها والتفكير في حشد قواها وامكانياتها من اجل حماية دولنا وشعوبنا ومواجهة هذه الأخطار.
وهذا بالضبط هو ما حرص سمو ولي العهد رئيس الوزراء على التركيز عليه بشكل واضح ومحدد.
كما رأينا سموه طرح عددا من المهام المحددة المطروحة على الدول العربية اليوم وتتلخص في:
حتمية وحدة الصف العربي. الأمر ا لذي يعني احتواء أي خلاقات او صراعات بين الدول العربية والعمل على توحيد المواقف والسياسات العربية إزاء مختلف التحديات التي نواجهها.
تعزيز العمل العربي المشترك في كل المجالات. ويعني هذا حشد الإمكانيات العربية المشتركة سعيا الى بناء قوة عربية قادرة.
اعتبار ان امن واستقرار الدول العربية أولوية قصوى. وهذا امر يعني ان على الدول العربية ان تسعى الى انهاء الصراعات التي تمزق عديدا من دولنا وتقوية الدول وقطع الطريق على المخططات الخارجية التي تعمل لإبقاء هذه الدول ممزقة وعاجزة.
ولا يمكن ان ننجح في تحقيق هذه المهام والأهداف الا إذا ترسخ ايماننا العربي بوحدة المصير العربي كما أكد سمو ولي العهد رئيس الوزراء. وحدة المصير العربي.. هذه الحقيقة التي كدنا ننساها واكدها سموه.
نعم.. لن ننجح في الوطن العربي في مواجهة الأخطار الوجودية التي تعصف بنا وفي بناء قوة عربية مواحدة قادرة الا إذا آمنا بأن مصيرنا العربي واحد، وبأننا إذا اردنا ان يكون مصيرنا في أيدينا فليس امامنا سوى وحدة الصف والعمل العربي المشترك الجاد والفاعل، وحشد كل امكانياتنا لبناء قوتنا العربية الموحدة من جديد.
باختصار المعنى الأساس الذي أراد سمو ولي العهد رئيس الوزراء تأكيده هو اننا كدول عربية لا يمكن ان نواجه التحديات فرادى، وانما معا.. لن ننجو ونمتلك مصيرنا بأيدينا الا معا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك