العدد : ١٧٣٩١ - الاثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩١ - الاثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

وحدة المصير العربي

هذه‭ ‬تصريحات‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬استثنائية‭ ‬لسمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬اعني‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬ادلى‭ ‬بها‭ ‬سموه‭ ‬لدى‭ ‬لقاء‭ ‬الأمير‭ ‬تركي‭ ‬بن‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬للبحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المسئولين‭ ‬العرب‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬‭.‬

سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬تركز‭ ‬حديثه‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬العربي‭ ‬الراهن،‭ ‬واولويات‭ ‬العمل‭ ‬المشترك،‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحكمه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭.‬

جوانب‭ ‬اساسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬لها‭ ‬اهمية‭ ‬كبرى‭ ‬تطرق‭ ‬اليها‭ ‬سموه‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭.‬

أولا‭: ‬تأكيد‭ ‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬من‭ ‬روابط‭ ‬متينة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬المصير‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭. ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ماضيةٌ‭ ‬في‭ ‬نهجها‭ ‬الثابت‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬توطيد‭ ‬أواصر‭ ‬التعاون‭ ‬والعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬المتغيرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ويحقق‭ ‬تطلعات‭ ‬أبناء‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬نحو‭ ‬مزيدٍ‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭.‬

ثانيا‭: ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬مكتسباتٍ‭ ‬وإنجازاتٍ‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬ومواصلة‭ ‬العمل‭ ‬لترسيخ‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬وتوسيع‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

ثالثا‭: ‬ان‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يمثل‭ ‬أولوية‭ ‬استراتيجية‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬دورها‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬صون‭ ‬الاستقرار‭ ‬وضمان‭ ‬تعزيز‭ ‬مسارات‭ ‬التنمية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬العالمي‭. ‬

رابعا‭: ‬الأهمية‭ ‬القصوى‭ ‬لتلاحم‭ ‬وتضامن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬ودعم‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬التنموي‭ ‬والاقتصادي‭.‬

هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬اثارها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬تمثل‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬سموه‭ ‬نهج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العربي‭ ‬الثابت‭. ‬وهذه‭ ‬الصريحات‭ ‬لها‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬أهمية‭ ‬استثنائية؟‭.. ‬لماذا؟

بالطبع‭ ‬اثار‭ ‬سموه‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬وحرص‭ ‬على‭ ‬تأكيدها‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬قراءة‭ ‬الوضع‭ ‬العربي‭ ‬الراهن‭.‬

نعلم‭ ‬ان‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭. ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬والأزمات‭ ‬الطاحنة‭.. ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التمزق‭ ‬والضياع‭ ‬والفوضى‭ ‬الداخلية‭.. ‬تدخلات‭ ‬اجنبية‭ ‬سافرة‭ ‬في‭ ‬شئون‭ ‬دولنا‭ ‬العربية‭.. ‬مخططات‭ ‬اجنبية‭ ‬معلنة‭ ‬ومعروفة‭ ‬للمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬تريد‭ ‬إعادة‭ ‬رسم‭ ‬خريطة‭ ‬المنطقة‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬مقدراتنا،‭ ‬وتحديد‭ ‬المستقبل‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬والقوى‭ ‬الأجنبية‭... ‬وهكذا‭.‬

باختصار‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تواجه‭ ‬اخطارا‭ ‬وجودية‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬التطورات‭ ‬العاصفة‭ ‬التي‭ ‬نشهدها،‭ ‬والأخطار‭ ‬التي‭ ‬نواجهها،‭ ‬فإننا‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬نشغل‭ ‬انفسنا‭ ‬بمتابعة‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬والمواقف‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬تطرح‭. ‬بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬موقفنا‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭.‬

‭  ‬بعبارة‭ ‬ثانية‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نعطي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬للمهام‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتقنا‭ ‬التي‭ ‬تحتمها‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭. ‬والمهمة‭ ‬التاريخية‭ ‬الأولى‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬جبهة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وتقويتها‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬حشد‭ ‬قواها‭ ‬وامكانياتها‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬حماية‭ ‬دولنا‭ ‬وشعوبنا‭ ‬ومواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الأخطار‭.‬

وهذا‭ ‬بالضبط‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬حرص‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬ومحدد‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬رأينا‭ ‬سموه‭ ‬طرح‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬المحددة‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬اليوم‭ ‬وتتلخص‭ ‬في‭: ‬

حتمية‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭. ‬الأمر‭ ‬ا‭ ‬لذي‭ ‬يعني‭ ‬احتواء‭ ‬أي‭ ‬خلاقات‭ ‬او‭ ‬صراعات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬المواقف‭ ‬والسياسات‭ ‬العربية‭ ‬إزاء‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭.‬

‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭. ‬ويعني‭ ‬هذا‭ ‬حشد‭ ‬الإمكانيات‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة‭ ‬سعيا‭ ‬الى‭ ‬بناء‭ ‬قوة‭ ‬عربية‭ ‬قادرة‭.‬

اعتبار‭ ‬ان‭ ‬امن‭ ‬واستقرار‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭. ‬وهذا‭ ‬امر‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ان‭ ‬تسعى‭ ‬الى‭ ‬انهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬تمزق‭ ‬عديدا‭ ‬من‭ ‬دولنا‭ ‬وتقوية‭ ‬الدول‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬المخططات‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬لإبقاء‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬ممزقة‭ ‬وعاجزة‭.‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬ننجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬والأهداف‭ ‬الا‭ ‬إذا‭ ‬ترسخ‭ ‬ايماننا‭ ‬العربي‭ ‬بوحدة‭ ‬المصير‭ ‬العربي‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭. ‬وحدة‭ ‬المصير‭ ‬العربي‭.. ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬كدنا‭ ‬ننساها‭ ‬واكدها‭ ‬سموه‭.‬

نعم‭.. ‬لن‭ ‬ننجح‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬الوجودية‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بنا‭ ‬وفي‭ ‬بناء‭ ‬قوة‭ ‬عربية‭ ‬مواحدة‭ ‬قادرة‭ ‬الا‭ ‬إذا‭ ‬آمنا‭ ‬بأن‭ ‬مصيرنا‭ ‬العربي‭ ‬واحد،‭ ‬وبأننا‭ ‬إذا‭ ‬اردنا‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬مصيرنا‭ ‬في‭ ‬أيدينا‭ ‬فليس‭ ‬امامنا‭ ‬سوى‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬والعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬الجاد‭ ‬والفاعل،‭ ‬وحشد‭ ‬كل‭ ‬امكانياتنا‭ ‬لبناء‭ ‬قوتنا‭ ‬العربية‭ ‬الموحدة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

باختصار‭ ‬المعنى‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬أراد‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬تأكيده‭ ‬هو‭ ‬اننا‭ ‬كدول‭ ‬عربية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نواجه‭ ‬التحديات‭ ‬فرادى،‭ ‬وانما‭ ‬معا‭.. ‬لن‭ ‬ننجو‭ ‬ونمتلك‭ ‬مصيرنا‭ ‬بأيدينا‭ ‬الا‭ ‬معا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا