العدد : ١٧٣٨٩ - السبت ٠١ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٨٩ - السبت ٠١ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«قانون الصحافة والإعلام الإلكتروني».. يوم جديد لمسؤولية متجددة

هذا‭ ‬أول‭ ‬إنجاز‭ ‬وطني‭ ‬يتم‭ ‬تحقيقه،‭ ‬وفي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شهر،‭ ‬تنفيذا‭ ‬للتوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي،‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الجاري،‭ ‬ليكون‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬الإلكتروني‮»‬‭ ‬كما‭ ‬أراد‭ ‬له‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬قانونا‭ ‬عصريا‭ ‬ومستنيرا‭.‬

هذا‭ ‬القانون،‭ ‬الذي‭ ‬جسد‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭.. ‬عكس‭ ‬الدعم‭ ‬اللامحدود،‭ ‬والرعاية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬والاهتمام‭ ‬المتواصل،‭ ‬والحرص‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬للصحافة‭ ‬والصحفيين‭ ‬والإعلاميين،‭ ‬وفي‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والوسائل‭ ‬الإعلامية،‭ ‬وترسيخ‭ ‬مكانتها،‭ ‬وتقدير‭ ‬جهودها،‭ ‬والإيمان‭ ‬التام‭ ‬بأهمية‭ ‬حضورها‭ ‬الإيجابي،‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وتنوير‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬وأداء‭ ‬رسالتها‭ ‬النبيلة،‭ ‬بكل‭ ‬مهنية‭ ‬واستقلالية،‭ ‬وحرية‭ ‬مسؤولة،‭ ‬ومهنية‭ ‬عالية‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬المثمر‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬والسلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬وجهود‭ ‬سعادة‭ ‬د‭. ‬رمزان‭ ‬النعيمي‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام،‭ ‬وإسهامات‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬البحرينية،‭ ‬والصحف‭ ‬الوطنية‭ ‬والوسائل‭ ‬الإعلامية،‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬التشريعي‭ ‬النوعي،‭ ‬الصحفي‭ ‬والإعلامي،‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬مكانة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحريات‭ ‬العامة،‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬المسؤولة‭.‬

هو‭ ‬تتويج‭ ‬وتقدير‭ ‬لمسيرة‭ ‬الصحافة‭ ‬العريقة،‭ ‬وروادها‭ ‬الأوائل،‭ ‬وتضحيات‭ ‬كل‭ ‬الشخصيات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬ممن‭ ‬لعب‭ ‬دورا‭ ‬حيويا‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬وممن‭ ‬تعاقب‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام،‭ ‬وجمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬والصحف‭ ‬الوطنية‭.. ‬فجاء‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬العصري‭ ‬المستنير،‭ ‬كثمرة‭ ‬وفاء‭ ‬جميل‭ ‬واستحقاق‭ ‬رفيع‭ ‬للصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬البحريني‭.‬

على‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يشغلنا‭ ‬اليوم‭ ‬كأفراد‭ ‬ومنتمين‭ ‬وعاملين‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬الصحفي‭ ‬والإعلامي،‭ ‬وما‭ ‬يشغل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬كذلك‭.. ‬هو‭ ‬الالتزام‭ ‬بمواد‭ ‬القانون،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مبادئه‭ ‬وأهدافه‭ ‬وغاياتها،‭ ‬ودعم‭ ‬المسيرة‭ ‬الوطنية،‭ ‬لأداء‭ ‬الرسالة‭ ‬النبيلة‭ ‬بكل‭ ‬مهنية‭ ‬ومسؤولية‭.. ‬تعتني‭ ‬بالثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتؤكد‭ ‬استحقاقها‭ ‬وجدارتها‭ ‬بالقانون،‭ ‬عبر‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬حرية‭ ‬النقد‭ ‬المسؤول،‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬الملتزمة،‭ ‬دون‭ ‬تجاوز‭ ‬وانفلات،‭ ‬ودون‭ ‬إساءة‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين‭.. ‬مجتمعا‭ ‬وأفرادا‭ ‬ومؤسسات‭.. ‬يكون‭ ‬للمصداقية‭ ‬مكانها،‭ ‬وللمهنية‭ ‬دورها،‭ ‬وللوطن‭ ‬حقه‭ ‬وواجباته‭.‬

‮«‬عدم‭ ‬حبس‭ ‬الصحفي‭ ‬والإعلامي‮»‬‭ ‬إنجاز‭ ‬للحريات‭ ‬العامة‭.. ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬ممارسة‭ ‬أمور‭ ‬سلبية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الآخرين،‭ ‬وتجاوز‭ ‬للثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬يحاسب‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬العام‭ ‬للدولة‭.. ‬تنظيم‭ ‬عمل‭ ‬المواقع‭ ‬والحسابات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬يستوجب‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬تقديم‭ ‬طلب‭ ‬رسمي‭ ‬لوزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الترخيص،‭ ‬والانضواء‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬القانون‭.. ‬وعلى‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬القائمة‭ ‬توفيق‭ ‬أوضاعها‭ ‬وفق‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬المحددة‭ ‬والمعلنة،‭ ‬والالتزام‭ ‬بشروط‭ ‬وأحكام‭ ‬القانون‭.. ‬هذه‭ ‬مسؤولية‭ ‬يجب‭ ‬تحملها‭ ‬والقيام‭ ‬بها‭.. ‬وهذه‭ ‬واجبات‭ ‬يجب‭ ‬أداؤها‭ ‬واحترامها‭.‬

لعله‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬البحرينية،‭ ‬وكذلك‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭.. ‬تنظيم‭ ‬حملات‭ ‬توعية،‭ ‬وعقد‭ ‬لقاءات‭ ‬ومحاضرات‭ ‬وندوات،‭ ‬وإصدار‭ ‬كتيبات‭ ‬إرشادية‭.. ‬تستنير‭ ‬وتستهدي‭ ‬بها‭ ‬الصحافة‭ ‬والمنصات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬كي‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬وإلمام‭ ‬تام‭ ‬بقانون‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الغايات‭ ‬المرجوة،‭ ‬والأهداف‭ ‬المنشودة‭.‬

يقول‭ ‬الفيلسوف‭ ‬‮«‬نعوم‭ ‬تشومسكي‮»‬‭: ((‬إن‭ ‬جوهر‭ ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬حريته‭.. ‬ووعيه‭ ‬بهذه‭ ‬الحرية‭)).‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا