الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«شنو هالإبداع.. شنو هالتميز.. إش قاعد يصير..؟؟»
حينما فاز المنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني 2/1 في نهائيات كأس العالم بالدوحة 2022، كتب المعلق الرياضي العماني «الشهير» خليل البلوشي: ((والله لأول مرة.. لا أجد ما أصف به شعوري، وتغيب عني الكلمات.. أحس كل اللي بخاطري قلته.. ما أقول غير الله يعزكم مثل ما عزيتونا ورفعتوا راسنا.. ألف مبروك.. أنتم فخر.. أقسم بالله فخر)).
هذه العبارات الصادقة والمعبرة.. تنطبق اليوم على الشباب البحريني من «المتطوعين»، وعلى الشباب «الإعلاميين» بوزارة الإعلام، في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب، التي تستضيفها مملكة البحرين، خلال الفترة من 22 وحتى 31 أكتوبر الجاري.
شباب تجدهم في كل مرفق ومنشأ، وكل مكان وموقع من الدورة.. لا يهمهم التعب، ولا يشغل بالهم السهر، ولا تثنيهم التحديات والصعاب.. شباب يتابعون دخول الجماهير، وسير البطولة والألعاب.. يقفون ساعات طوال من أجل رسم البسمة، وإيجاد الفرحة للحضور.. تراهم في المطار يستقبلون اللاعبين والفرق والمنتخبات.. تشاهدهم في الباصات ومواقف السيارات.. تتابع نشاطهم في الفنادق ومقرات الإقامة.. ترصدهم كأول من يدخل الملعب وآخر من يغادره.. وإذا ما سألتهم: لماذا تعملون كمتطوعين دون مقابل؟ يكون جوابهم: خدمة الوطن هي أغلى مقابل.. وسمعة البحرين هي أجمل انتصار.
هؤلاء هم شباب الوطن الذين راهن على نجاحهم جلالة الملك المعظم.. وانضموا إلى «فريق البحرين» تحت قيادة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.. ولقوا الدعم والرعاية من سمو الشيخ ناصر بن حمد.. ونالوا التقدير والاهتمام من سمو الشيخ خالد بن حمد.
الشباب البحريني من المتطوعين.. سطروا قصة نجاح بحرينية، أثارت إعجاب وأنظار القارة الآسيوية.. حتى «اليابانيين» الذين طالما أبهروا العالم في جودة التنظيم الرياضي.. شهدوا بأن الشباب البحريني تفوقوا عليهم في تميزهم وعملهم كفريق واحد، ولباس واحد، وأداء وإنجاز باهر.
وفي الجانب الآخر، هناك الشباب «الإعلاميون» في وزارة الإعلام.. من محررين ومصورين وفنيين وتقنيين، الذين يعملون كخلية نحل.. لا تتوقف ولا تكل ولا تمل.. أبدعوا وتميزوا في الاستديو بالقناة الرياضية، وأجادوا في تنفيذ الخطة الإعلامية التي راعت مواكبة التطور الإعلامي الرقمي، من خلال تنويع قنوات النشر، عبر الصحف والمواقع الإخبارية المحلية، بجانب إنتاج مقاطع قصيرة، وتغطيات متنوعة عبر حساب اللجنة الأولمبية في منصة إنستغرام، والتفاعل المستمر عبر منصات «تيك توك» و«إكس»، واستثمار الذكاء الاصطناعي في عمل الإعلام الرياضي.. مشاهدات الدورة الآسيوية في البحرين حصدت ملايين المشاهدات والمتابعات الآسيوية والعالمية.. هذا إنجاز يحسب للبحرين، ود. رمزان النعيمي وزير الإعلام، والقناة الرياضية، والفرق الإعلامية.
لقد أثبت الشباب البحريني في كل موقع ومكان بالدورة الآسيوية، أنهم الحصان الرابح.. وأن التميز البحريني في التنظيم للفعاليات هو «ماركة بحرينية مسجلة».. ينبغي أن تنال المزيد من التقدير والتكريم.. والفخر والاعتزاز.. وأن تكون منهجية العمل والتنظيم والتغطية للدورة الآسيوية، نموذجا لكل الفعاليات القادمة.. فشكرا شباب البحرين.. وشكرا لوزير ووزارة الإعلام.
للمعلق العماني خليل البلوشي «لزمة» رياضية، يقولها دائما في المباريات المثيرة، وهي أبيات من الشعر العربي، حيث ينشد قائلا: ((حصاني كان دلال المنايا، فخاض غبارها وشرى وباعا.. وسيفي كان في الهيجا طبيبا، يداوي رأس من يشكو الصداعا.. أنا العبد الذي خبرت عنه، وقد عاينتني فدع السماعا)).. وإنجازات الشباب البحريني في الدورة الآسيوية فاقت التصورات والسماع والتوقعات.. ولا نملك إلا أن نقول لهم: «شنو هالإبداع.. شنو هالتميز.. إش قاعد يصير..؟».. لقد أتعبتم من سيأتي وينظم الدورة الآسيوية بعدكم.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك