تمتلك طيران الخليج مُقومات النجاح والاستمرار والمنافسة، وهي قوة مؤثرة من القوى الناعمة لمملكة البحرين، تحلّق في سماء العالم كناقلة وطنية لها إرثها وماضيها وخبرتها التراكمية في عالم الطيران، ودعم السلطة التنفيذية والتشريعية والمواطنين يشد من عضدها، تنتمي إلى أرض تزخر بالطاقات الوطنية والخبرات الفنية وقوة بشرية مشغلة تعد من عوامل قوتها ومما تستطيع أن تنافس به.
ومن أقوال حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه: «ثروة العقول التي تمتلكها بلادنا جوهر تراثها الحضاري وأساس ريادتها وازدهارها»؛ إذ لا تمتلك شركات طيران أخرى في المنطقة هذه الميزة القيمة، وقد أعلنت إحدى شركات الطيران مؤخراً إقامة معرض توظيف في المنامة للاستفادة من الكوادر البحرينية المؤهلة، والبحرين الموطن الوحيد في المنطقة الذي يصدّر كفاءات من أبنائه في مجال الطيران، منهم من بلغ وأدار دفة القيادة التنفيذية في شركات الطيران. وقد أثنت وزارة العمل على مساعي الناقلة الوطنية في توظيف البحرينيين مؤخراً وإثرائها المنصة الوطنية بتوظيف 400 بحريني.
ماذا لو استفادت طيران الخليج من وفرة القوة البشرية أشد الاستفادة واقتصرت في أسطولها على بحرنة قطاع الضيافة بالكامل وأخضعتهم لدورات في اللغات لإحلالهم، ودورات تسويقية ومهارات تحفيزية، وتعزيز مفاهيم ترفع من قيم الولاء والانتماء إليها، ويكون كل مُضيف بحريني في الناقلة الوطنية وجها سياحيا وسفير خير ومحبة لوطنه، بذلك تروج أيضاً لإرثها وهويتها البحرينية.
إن احتدام المنافسة بين شركات الطيران العملاقة يحتم عليها انتهاج آليات في العمل مغايرة ومسارات إدارية مبتكرة، تفرض على الرئيس التنفيذي الجديد تحديات ومهام نوعية، ويتوقع منه دراسة دقيقة لواقع الشركة ومستقبلها وعوامل القوة التي بيده لينافس بها، وننتظر نتائج خططه وقراراته للحد من تأثير المنافسة على الشركة وزيادة حصتها في سوق المسافرين، وعروض تنافسية لجذب المواطنين المتكبدين عناء المسير ساعة بالسيارة للوصول إلى مطارات تعج بالبحرينيين الرحل توفيراً منهم لقيمة سعر التذكرة للتحليق بطائرة شركة اقتصادية، ودراسته لإمكانية جمع طيران الخليج بين سياسة الطيران الاقتصادي والتجاري في الوقت ذاته.
كما نأمل من الناقلة الوطنية أن تكثف ظهورها إعلامياً بكثرة المشاركات الاجتماعية والفعاليات، التي تعزز التواصل وتدعم النمو، وأن حلفاً ثلاثياً حبذا لو يدشن بين طيران الخليج وهيئة السياحة ومطار البحرين بغرفة عمليات خاصة للعمل على تحقيق الأهداف المشتركة، وبالتأكيد يوجد تنسيق حالياً ولكنه لا يفي بالطموحات.
وستظل شركة طيران الخليج هي المفضلة، صامدة من بين شدة معارك الأسعار، وحروب المنافسة وضراوة حدة المناكفة، ويبقى بريق طيران الخليج لمّاعاً ومخالب صقرها فتّاكة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك