تبدأ في مثل هذه الأيام سياحة جديدة لها زبائنها من السياح بعد أن انتهت الإجازة الصيفية التي أشعلت حركة السفر بجميع أنواعه الجوي والبحري والبري على مدى ثلاثة أشهر تقريباً، وبعد الهدوء ينشط عشاق «السياحة الفضية» الذين تبلغ أعمارهم من فوق الخمسين والستين لبدء رحلتهم التي لها أجواؤها الخاصة المفعمة في غالبها بالهدوء رغم مدتها الطويلة.
هذه السياحة أخذت في السنوات الأخيرة تنتشر، وبدأت بعض الحكومات التي عملت على الاستفادة من مداخيل السياحة في إنعاش اقتصادها الوطني بالاهتمام بها، وأخذت على عاتقها خلق استثمارات سياحية جديدة تشمل القطاع الصحي والترفيهي الخاص لهذه الفئة، وعملت على توفير الأجواء المناسبة التي يحتاجها السياح من مختلف دول العالم والذين ينفقون على هذه السياحة في رحلاتهم الكثير من المبالغ للاستمتاع بأوقاتهم طيلة الرحلة التي تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من شهرين في مكان واحد.
دول أوروبية كثيرة انتشرت عندها هذه السياحة منذ عشرات السنين وكان جمهورها غالباً من الداخل أو الدول المجاورة، ومؤخراً شهدت دول شرق آسيا انتعاشاً لهذه السياحة وذلك لعدة أمور من بينها الأجواء الدافئة والأسعار الرخيصة إلا أنها مازالت تحتاج إلى توفير بعض الخصوصيات ومنها الأمن والصحة لتجعلها منافساً قوياً في المستقبل.
جمهورية مصر العربية أعلنت مؤخراً أنها تعمل على تشجيع المستثمرين من الداخل والخارج للعمل على خلق أجواء «السياحة الفضية»، ووعدت الحكومة بتقديم تسهيلات خاصة تسرع من جعل هذه المشاريع واقعاً ملموسًا خاصة في المواقع السياحية المنتشرة في معظم محافظات البلاد والمتوقع أن تكون مصر أفضل الوجهات العربية القادرة على المنافسة الأوروبية.
زبائن السياحة الفضية لديهم قدرة شرائية وإنفاق مالي كبير حسب ما أوردته إحدى المجلات الاقتصادية الأمريكية بلغ 1,7201.1 مليار دولار عام 2024 وأن أغلبهم من المتقاعدين الذين يمتلكون بوليصة تأمين شاملة ويبحثون عن الراحة والاستجمام وينفقون على المنتجعات الصحية والمطاعم الراقية بالإضافة إلى الفنادق الفخمة والمواصلات الراقية مع السهرات وغيرها من أمور الترفيه.
من المتوقع أن تنتشر هذه السياحة بشكل سريع في المنطقة الخليجية التي تعتبر اليوم منافسا قويا بين دول الشرق والغرب، ولديها معظم مقومات السياحة الموجودة في الشرق الأوسط وإفريقيا وبمعايير عالمية راقية وفي مقدمتها الأمن والصحة والتعايش السلمي وهذه من المقومات التي يبحث عنها الزبائن الفضيون.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك