دول تستهدف صحيا
في السنوات الاخيرة وخصوصا بعد ان مررنا بجائحة كورونا تم التركيز على بناء مجتمعات صحية، من خلال بث رسائل التوعية، والحث على ممارسة نشاط رياضي، والاهتمام بالتغذية الصحية.
وأصبح محور الاهتمام الجيل الناشئ خصوصا بعد أن زادت ميولهم وحبهم للمكوث أمام الشاشات وتناول الوجبات غير الصحية، ومع عمل المرأة والحياة السريعة أصبح الكثير يستعين بالطعام الخارجي.
في لحظة تتطلب منا الانتباه جميعا صدر تقرير حديث عن «مؤشر التغذية العالمي»، في نسخته الخامسة عن «مبادرة الوصول إلى التغذية»، وأكد هذا التقرير أن كبرى شركات الأغذية والمشروبات في العالم، من ضمنها «كوكاكولا» و«مارس»، «نستله» لصناعة منتجات الألبان وكذلك بعض مطاعم الوجبات السريعة المعروفة للجميع تبيع منتجات في البلدان ذات الدخل المنخفض أقل صحية عن تلك التي تبيعها في البلدان ذات الدخل المرتفع؛ ما يكشف عن تفاوت في عروض المنتجات عبر الأسواق المختلفة.
وجدوا ارتفاع نسبة السكر والدهون المهدرجة في الألبان الجافة على عكس الدول الغنية، وكذلك جميع الوجبات السريعة مختلفة تماما في السعرات والمحتويات.
شيء يصعب تصديقه 30 شركة مصنِّعة للأغذية، والتي تستحوذ على ربع إجمالي مبيعات الأغذية المعبأة في العالم، تسوق منتجاتها بمعايير ليست صحية.
كما تعلمون أن واحدا من كل خمس وفيات في العالم مرتبط بسوء التغذية، واحدا من كل ثمانية بالغين يعاني من السمنة، بينما لا يتناسب طول 150 مليون طفل في العالم مع أعمارهم بسبب سوء التغذية.
مع العلم أن كلفة سوء التغذية باهظة جدا، إذ من المتوقع أن تتجاوز 41 تريليون دولار خلال العقد المقبل، بينما تصل الكلفة الاقتصادية للسمنة المفرطة إلى 20 تريليون دولار.
التحول نحو استهلاك أكبر للأطعمة المصنعة هو أحد الأسباب الرئيسية للسمنة والأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي، وقد يكون هذا التقرير والتقارير الغذائية المماثلة دعوة إلى الحكومات لكي تكون يقظة حيال ذلك.
إما أن تبذل شركات الأغذية والمشروبات المزيد من الجهود لدمج الصحة الغذائية في اولوياتها من خلال جعل المنتجات أكثر صحة، وتسويقها بشكل أكثر مسؤولية، ونتعامل بنسب الدول الأوروبية أو أن نستبدل الغذاء العالي بالسكريات والسعرات بمنتجات محلية تضع التغذية الصحية على قمة اولوياتها.
هل نستطيع ان نفعل ذلك؟ الإجابة نعم، ببناء منظوماتٍ قادرة على تحقيق الاكتفاء الغذائي وتعزيز الشراكات الدولية الهادفة إلى حياة أكثر صحة ودعم.
كفانا اعتمادا على ثقافات غذائية خارجية تضر بصحة الأجيال القادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك