اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
مشكلتنا في الغباء البشري
أثارت واقعة غريبة جدلا واسعا في اليونان مؤخرا بعد أن تقدمت سيدة بطلب الطلاق من زوجها استنادا إلى معلومة نقلها لها شات جي بي تي عن خيانته، في الوقت الذي أكد فيه المحامي أن ذلك لا يعد دليلا قانونيا وأن هناك حاجة إلى أدلة ثبوتية.
تجاوزات «شات جي بي تي» آخذة في الازدياد والتفاقم خلال الفترة الأخيرة وذلك بعد غزوه معظم البيوت واختراقه خصوصيات الناس بمحض إرادتهم بالطبع، الأمر الذي أدى إلى إطلاق تحذيرات شديدة اللهجة من قبل البعض الذين مروا بتجارب شخصية معه فضحت كذبه وتلونه وتضليله.
فمؤخرا خرجت علينا إحداهن وهي في حالة من الذهول تحكي قصتها مع «شات جي بي تي» مؤكده محاولته الإيقاع بينها وبين أحد أصدقائها في أعقاب حدوث خلاف بينهما، حيث أدلى لهما بنفس الرأي تماما زاعما أن الطرف الآخر هو المذنب ولا يمكن السماح له بارتكاب مثل هذا الخطأ في حق الآخر وكأنه سكب البنزين على النار، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلة فيما بينهما، بينما قال أحد الناشطين على وسائل التواصل إن هناك حالات أثبتت تحريضه الأبناء على عقوق الوالدين.
ترى هل المدعو الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبح أداة قوية في نشر الفبركات قد جاء استكمالا لمشاريع التآمر علينا نحن العرب من قبل الغرب؟ أم أنه جاء ليغير الاعتقاد بنظريات المؤامرة كما يزعم البعض؟
إن الأمر المؤكد هو أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتعلم من البيانات المقدمة لها التي من دون شك تتصف بالتحيز، ومن ثم سوف ترثها، الأمر الذي يؤدي إلى معاملة غير عادلة يشوبها الكثير من التمييز.
اليوم بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي خارج السيطرة يمكن الجزم بأن مشكلتنا ليست فيه، بل في الغباء البشري الذي يصدق بل ويؤمن به وبكل ما يصدر عنه من معلومات وآراء بقلوب ميتة وعقول مغلقة رغم ما تحمله من كذب وهراء وتشويه للحقائق.
ويبقى المطلوب هو حل تلك المعادلة الصعبة التي تحقق النفع والمصلحة من وراء تلك التكنولوجيا من دون ضرر!
أما كيف يحدث ذلك فالإجابة تتلخص في الضوابط الشرعية والأخلاقية وقدر من الوعي والذكاء!
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك