اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
مواعيد عرب
تابعت من كثب شبه معركة رأي نشبت مؤخرا على الهواء مباشرة بين مذيعتين عبر برنامج فضائي شهير، أما الخلاف فكان حول قرار أصدره وزير التربية والتعليم المصري بشأن تأخر الطلاب عن الحضور المدرسي والذي أثار ردود فعل متباينة بين أولياء الأمور والمعلمين، خاصة فيما يتعلق بعقوبة فصل الطالب عن المدرسة مدة يوم كامل عند التأخر عن الموعد المحدد وعدم مشاركته طابور الصباح وتحية العلم.
البعض يرى ومن بينهم إحدى المذيعتين أن هذا القرار من شأنه أن يسبب مشاكل عديدة للطلاب وأسرهم لذلك طالبوا بإلغائه مؤكدين أن الانضباط يتحقق بالتوجيه والتدريب والتعليم وليس بالخوف من العقاب، أما الفريق الآخر المؤيد الذي مثلته المذيعة الأخرى فيدعو إلى احترام وتطبيق القرار ووجوب الوصول إلى المدرسة في الوقت المحدد وذلك لصناعة جيل منضبط ومسؤول.
شخصيًّا أميل إلى الرأي المؤيد للقرار ليس تعسفا أو قسوة بل انحيازا لما يسمى باحترام المواعيد والذي يندرج تحت مصطلح تحمل المسؤولية، فالمجتمع الذي يربي أبناءه على الالتزام هو مجتمع ناجح بكل المقاييس، والتقيد بالوقت يعد من أهم أسس هذا الالتزام.
نعم، أعاني بصفة شخصية من مسألة التزامي المفرط بالمواعيد وعلى كل الأصعدة، ولذلك أنا من مؤيدي ذلك القرار الذي من شأنه أن ينسف تلك المقولة التي تصف مدى استهتارنا بالوقت وعدم احترامه على مر الأزمان وهي «مواعيد عرب»، والتي نرددها والابتسامة تعلو وجوهنا وبكل فخر عند عدم التقيد بالوقت وخلق الأعذار الواهية والكاذبة والمستفزة أحيانا تهربا من تلك المسؤولية.
إن الإخلال بالمواعيد أصبح سمة عربية بل شيئا عاديا وطبيعيا، وصار عدم تقدير الزمن عرفا بين الناس يترجم في جمل باهتة مائعة على شاكلة صباحا وبعد الظهر وليلا، الأمر الذي يستنزف معه الوقت والجهد والمال، وهو أمر يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على احترام الوقت.
ونحن إذ نثني على تطبيق قرار وزارة التربية والتعليم المشار إليه اللهم إلا في ظروف استثنائية قاهرة يجب وضعها في الاعتبار عند التفعيل، لأنه يؤكد قيمة تربوية مهمة يجب غرسها في نفوس الطلاب، للتخلص من عادة من الممكن أن تدمر أي مجتمع، فدقيقة واحدة يفرط فيها ملايين المواطنين تساوي أعواما من العمل والإنتاج.
لذلك تبقى العقوبة من الصغر على عدم احترام الوقت مطلوبة لصناعة جيل منضبط ومسؤول.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك