تشرفت الأسبوع الماضي في مسقط بتسلّم جائزة «أفضل تقرير مطوّر للاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة في الشرق الأوسط» نيابةً عن البنك، خلال فعاليات المؤتمر السنوي لجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط لعام 2025، إلى جانب زميليّ محمد العالي، رئيس الاستراتيجية والاستدامة، وأحمد عبدالقدوس، رئيس أمانة سر المجموعة، وسط نخبة من قادة المال والاستثمار في المنطقة.
كان هذا التكريم بمثابة احتفاء بإنجاز جديد يُضاف إلى سجل البنك الحافل بالنجاحات في مجال الاستدامة، وتأكيد لالتزامه الجاد والمستمر بتعزيز الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة في مختلف أقسامه. لقد آمنّا منذ البداية بأن الاستدامة ليست ترفاً، بل هي التزام ومسؤولية تجاه الأجيال القادمة.
في بنك البحرين والكويت، الاستدامة هي وعدٌ دائم بأن نكون أفضل، ونقود برؤية واضحة وهدف نبيل. هذا الوعد أطلق قبل سنوات تحولاً جذرياً، حوّل الشعور بالمسؤولية إلى استراتيجية طموحة، والاستراتيجية إلى ثقافة متجذرة في كل أركان المؤسسة.
ومن خلال خطوات مدروسة، نجح البنك في تقليل بصمته الكربونية، واعتمد حلولاً مبتكرة لرفع كفاءة الطاقة، ووسّع دوره في تمويل المشاريع الخضراء. لكن خلف كل مبادرة هناك قناعة أعمق: أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالأرباح فقط، بل بالأثر الإيجابي والدائم الذي نتركه على الناس والمجتمعات والبيئة.
تقرير الاستدامة للفترة 2022–2024 يجسد هذه الرحلة. إنه ليس مجرد وثيقة، بل شهادة على قيمنا ومبادئنا. يعكس تقدمنا في مجالات الحوكمة، والأخلاقيات، وإدارة المخاطر، والمسؤولية الاجتماعية. كما يبرز جهودنا في إدارة انبعاثات الغازات الدفيئة، وتقييم تأثير المناخ، والاستثمار في تنمية المجتمع. لكنه قبل كل شيء، يسلط الضوء على جوهر رحلتنا في الاستدامة: الإنسان.
نحن نؤمن بأن تمكين الأفراد هو الأساس الحقيقي للتغيير المستدام. ولهذا استثمرنا في رفاهية الموظفين، وتدريبهم، وتطوير مسيرتهم المهنية. دعمنا الشباب والمرأة، وشاركنا في مبادرات مجتمعية، وكرّسنا ثقافة الشمول والرعاية. هذه ليست مجرد برامج، بل تعبير صادق عن إيماننا العميق بإمكانات الإنسان.
الحصول على هذه الجائزة لم يكن بالأمر السهل، فقد خضع تقريرنا لتقييم دقيق من لجنة التحكيم، شمل وضوح التقرير وسهولة الوصول إليه، ومدى توافقه مع المعايير العالمية مثل GRI وSASB و TCFD كما تم تقييم مدى دمج مبادئ الاستدامة في هياكل الحوكمة وإدارة المخاطر داخل البنك. لذا فإن هذا التكريم يمثل اعترافاً ثميناً بسنوات من العمل الجاد والنزاهة التي رسمت مسارنا.
ومع ذلك، فإننا لا نعتبر هذا الإنجاز نهاية الطريق، بل محطة مهمة في رحلة مستمرة. فالمستقبل يحمل في طياته تحديات وفرصاً، ونحن في بنك البحرين والكويت مستعدون لمواجهتها بعزيمة ورؤية واضحة. نحن نبني منظومة مالية مرنة، شاملة، وهادفة، تضع الاستدامة في صميم أولوياتها.
ما يجعل هذه اللحظة مميزة بحق هو التحول الذي تمثله. ففي بنك البحرين والكويت، لم تعد الاستدامة مبادرة منفصلة، بل أصبحت جزءاً من هويتنا المؤسسية. إنها العدسة التي ننظر من خلالها إلى النمو، والابتكار، والتأثير.
إلى فريق بنك البحرين والكويت الرائع، شكراً لكم. لقد جعلتم هذا الإنجاز ممكناً بشغفكم، واحترافيتكم، وإصراركم. وإلى أصحاب المصلحة، والشركاء، والمجتمع، أقدم خالص امتناني. هذه الجائزة ليست نهاية الرحلة، بل بداية قوية لمسيرة أكثر طموحاً.
معاً، سنواصل القيادة برؤية، ونخلق قيمة طويلة الأمد من خلال العمل المصرفي المسؤول، ونفي بوعدنا بمستقبل أكثر استدامة.
مدير الاستدامة في بنك البحرين والكويت
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك