العدد : ١٧٣٥٩ - الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٩ - الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

خطة ترامب بين الرفض والقبول - 1

الخطة‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬بشأن‭ ‬غزة‭ ‬قوبلت‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الترحيب‭ ‬والإشادة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأيضا‭ ‬بانتقادات‭ ‬ورفض‭ ‬من‭ ‬أوساط‭ ‬كثيرة‭. ‬وعموما‭ ‬اتفق‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬اهم‭ ‬خطة‭ ‬تطرحها‭ ‬ادارة‭ ‬ترامب‭ ‬بشأن‭ ‬غزة‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نقيم‭ ‬الخطة‭ ‬بشكل‭ ‬عام؟

بداية،‭ ‬تابعت‭ ‬بعض‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬توجه‭ ‬انتقادات‭ ‬حادة‭ ‬للخطة‭. ‬بعض‭ ‬الفصائل‭ ‬وبعض‭ ‬القوى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أصدرت‭ ‬بيانات‭ ‬توضح‭ ‬فيها‭ ‬اسباب‭ ‬انتقادها‭ ‬للخطة‭. ‬هذه‭ ‬الانتقادات‭ ‬تتلخص‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬بحسب‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭.‬

فصائل‭ ‬فلسطينية‭ ‬اعتبرت‭ ‬ان‭ ‬الخطة‭ ‬‮«‬تحقق‭ ‬اهداف‭ ‬إسرائيل‭ ‬بوسائل‭ ‬سياسية‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬تحقيقها‭ ‬عسكريا‮»‬‭ ‬وان‭ ‬‮«‬الخطة‭ ‬منحازة‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬لإسرائيل‮»‬‭. ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬اعتبرت‭ ‬ان‭ ‬الخطة‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬فرض‭ ‬وصاية‭ ‬استعمارية‭ ‬أجنبية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬بقاء‭ ‬واستمرار‭ ‬الاحتلال‮»‬‭ ‬وانه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬ضمانات‭ ‬في‭ ‬الخطة‭ ‬بألا‭ ‬تجدد‭ ‬إسرائيل‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭. ‬واعتبرت‭ ‬أيضا‭ ‬ان‭ ‬الخطة‭ ‬‮«‬تجرد‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬قدراتها‭ ‬وتحرم‭ ‬النضال‭ ‬الفلسطيني‮»‬‭: ‬وانها‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬برنامجا‭ ‬أمنيا‭ ‬سياسيا‭ ‬لفرض‭ ‬صيغة‭ ‬استسلام‭ ‬على‭ ‬المقامة‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‮»‬‭.‬

والأمر‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬انتقادات‭ ‬لخطة‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬جهات‭ ‬فلسطينية‭ ‬فقط،‭ ‬وانما‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬محللين‭ ‬ومراقبين‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬كثيرون‭ ‬مثلا‭ ‬استنكروا‭ ‬بشدة‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬توني‭ ‬بلير‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬‮«‬مجرم‭ ‬حرب‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وادانته‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬بريطانية‭ ‬حاكما‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬الحكام‭ ‬لغزة‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬مقال‭ ‬كتبه‭ ‬جوش‭ ‬بول‭ ‬ونشره‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ايلاف‮»‬‭. ‬أهميته‭ ‬ان‭ ‬الكاتب‭ ‬عمل‭ ‬مستشاراً‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬سلطة‭ ‬التحالف‭ ‬المؤقتة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬أي‭ ‬كان‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق،‭ ‬وله‭ ‬خبرة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الفلسطينية‭.‬

المقال‭ ‬عنوانه‭ ‬‮«‬بلير‭ ‬وكوشنر‭ ‬في‭ ‬غزة‭.. ‬ريفييرا‭ ‬على‭ ‬عظام‭ ‬الموتى‮»‬‭ ‬ويوجه‭ ‬فيه‭ ‬انتقادات‭ ‬حادة‭ ‬الى‭ ‬خطة‭ ‬ترامب،‭ ‬وإلى‭ ‬تولي‭ ‬بلير‭ ‬مسؤولية‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭.‬

يقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬حكومة‭ ‬بقيادة‭ ‬بلير‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ستكون،‭ ‬تمامًا‭ ‬مثل‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬زرعا‭ ‬غير‭ ‬متوافق‭ ‬سيرفضه‭ ‬الجسم،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حلقة‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والتصعيد‭ ‬يمكن‭ ‬تجنبها‭ ‬تماما‮»‬‭. ‬ويعتبر‭ ‬ان‭ ‬خطة‭ ‬ترامب‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬استعمار‭ ‬جديد‮»‬‭.‬

ويقول‭ ‬أيضا‭: ‬‮«‬العالم‭ ‬ليس‭ ‬مضطرًا‭ ‬الى‭ ‬مجاراة‭ ‬هذا‭ ‬الاستعمار‭ ‬الجديد‭ ‬المُزيف‭. ‬فالخطة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬مصر‭ ‬لغزة‭ ‬تطرح‭ ‬بديلًا‭ ‬واضحًا‭: ‬حكومة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مؤقتة‭ ‬تكنوقراطية‭ ‬تُفضي‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬فلسطينية‭ ‬منتخبة‭ ‬ديمقراطيًا،‭ ‬وإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬يصممها‭ ‬ويقودها‭ ‬وينفذها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يُعظّم‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬ربحية‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬سيحرم‭ ‬بلير‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬مستشار‭ ‬إلى‭ ‬حاكم‭. ‬لكن‭ ‬التاريخ‭ ‬‭ ‬بل‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬جدًا‭ ‬‭ ‬يُظهر‭ ‬أن‭ ‬اقتراح‭ ‬كوشنر‭- ‬بلير‭ ‬ليس‭ ‬فظاعة‭ ‬أخلاقية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬فظاعة‭ ‬سياسية‭ ‬أيضًا‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬أمثلة‭ ‬للانتقادات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬توجيهها‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬ترامب‭ ‬بشأن‭ ‬غزة‭.‬

أهم‭ ‬الانتقادات‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬الخطة‭ ‬عبارة‭ ‬مبادئ‭ ‬عامة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خطة‭ ‬تفصيلية‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬ضمانات‭ ‬محددة‭ ‬للالتزام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬بالخطة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬كما‭ ‬رأينا‭ ‬إلى‭ ‬انتقاد‭ ‬وجود‭ ‬سلطة‭ ‬أو‭ ‬هيئة‭ ‬أجنبية‭ ‬لإدارة‭ ‬غزة‭ ‬يتوقع‭ ‬البعض‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مرفوضة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

بالمقابل‭ ‬هناك‭ ‬إيجابيات‭ ‬في‭ ‬الخطة‭ ‬في‭ ‬رأي‭ ‬الكثيرين،‭ ‬وجوانب‭ ‬واعتبارات‭ ‬موضوعية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬نتوقف‭ ‬عندها‭ ‬قبل‭ ‬الحكم‭ ‬النهائي‭ ‬على‭ ‬الخطة‭ ‬وما‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬قبولها‭ ‬أو‭ ‬رفضها‭.‬

للحديث‭ ‬بقية‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا