يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
خطة ترامب بين الرفض والقبول - 1
الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب بشأن غزة قوبلت بكثير من الترحيب والإشادة في العالم، وأيضا بانتقادات ورفض من أوساط كثيرة. وعموما اتفق الجميع على ان هذه اهم خطة تطرحها ادارة ترامب بشأن غزة.
كيف يمكن ان نقيم الخطة بشكل عام؟
بداية، تابعت بعض ردود الفعل الفلسطينية التي توجه انتقادات حادة للخطة. بعض الفصائل وبعض القوى الفلسطينية أصدرت بيانات توضح فيها اسباب انتقادها للخطة. هذه الانتقادات تتلخص فيما يلي بحسب هذه البيانات.
فصائل فلسطينية اعتبرت ان الخطة «تحقق اهداف إسرائيل بوسائل سياسية بعد ان فشلت في تحقيقها عسكريا» وان «الخطة منحازة بشكل مطلق لإسرائيل». بعض القوى الفلسطينية اعتبرت ان الخطة بمثابة «فرض وصاية استعمارية أجنبية في ظل بقاء واستمرار الاحتلال» وانه «لا ضمانات في الخطة بألا تجدد إسرائيل حرب الإبادة في غزة». واعتبرت أيضا ان الخطة «تجرد المقاومة الفلسطينية من قدراتها وتحرم النضال الفلسطيني»: وانها تعد «برنامجا أمنيا سياسيا لفرض صيغة استسلام على المقامة والشعب الفلسطيني».
والأمر لا يتوقف على توجيه انتقادات لخطة ترامب من جانب جهات فلسطينية فقط، وانما أيضا من جانب محللين ومراقبين في العالم. كثيرون مثلا استنكروا بشدة ان يكون توني بلير الذي يعتبر «مجرم حرب» بسبب ما فعله في العراق وادانته لجنة تحقيق بريطانية حاكما أو أحد الحكام لغزة.
ومن أهم ما كتب في هذا السياق مقال كتبه جوش بول ونشره موقع «ايلاف». أهميته ان الكاتب عمل مستشاراً للأمن الوطني في سلطة التحالف المؤقتة في العراق، أي كان جزءا من سلطة الاحتلال الأمريكي للعراق، وله خبرة أيضا في القضايا الفلسطينية.
المقال عنوانه «بلير وكوشنر في غزة.. ريفييرا على عظام الموتى» ويوجه فيه انتقادات حادة الى خطة ترامب، وإلى تولي بلير مسؤولية في تنفيذ هذه الخطة.
يقول: «إن حكومة بقيادة بلير في غزة ستكون، تمامًا مثل الحكومة الأمريكية في العراق، زرعا غير متوافق سيرفضه الجسم، مما يؤدي إلى حلقة من العنف والتصعيد يمكن تجنبها تماما». ويعتبر ان خطة ترامب هي بمثابة «استعمار جديد».
ويقول أيضا: «العالم ليس مضطرًا الى مجاراة هذا الاستعمار الجديد المُزيف. فالخطة العربية التي تقودها مصر لغزة تطرح بديلًا واضحًا: حكومة فلسطينية مؤقتة تكنوقراطية تُفضي إلى إعادة تشكيل حكومة فلسطينية منتخبة ديمقراطيًا، وإعادة إعمار غزة يصممها ويقودها وينفذها الشعب الفلسطيني. قد لا يُعظّم هذا النهج ربحية الاستثمار في غزة، كما أنه سيحرم بلير من العودة من مستشار إلى حاكم. لكن التاريخ – بل التاريخ الحديث جدًا – يُظهر أن اقتراح كوشنر- بلير ليس فظاعة أخلاقية فحسب، بل فظاعة سياسية أيضًا».
هذه أمثلة للانتقادات التي يتم توجيهها إلى خطة ترامب بشأن غزة.
أهم الانتقادات تتمثل في ان الخطة عبارة مبادئ عامة من دون خطة تفصيلية للتنفيذ، وانه لا توجد ضمانات محددة للالتزام بتنفيذ ما جاء بالخطة، بالإضافة كما رأينا إلى انتقاد وجود سلطة أو هيئة أجنبية لإدارة غزة يتوقع البعض ان تكون مرفوضة من الشعب الفلسطيني.
بالمقابل هناك إيجابيات في الخطة في رأي الكثيرين، وجوانب واعتبارات موضوعية لا بد ان نتوقف عندها قبل الحكم النهائي على الخطة وما اذا كان يجب قبولها أو رفضها.
للحديث بقية بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك