بمزيد من الحزن والأسى، تشاطر عائلة بنك ABC مملكة البحرين والوطن العربي والمجتمع المصرفي الدولي نعي مؤسس المؤسسة العربية المصرفية وأول رئيس تنفيذي لها (1980–1994)، الأستاذ عبدالله عمار السعودي (أبو عادل)، الرائد الحق والقائد صاحب الرؤية الثاقبة، الذي سيظل إرثه حيًّا في هذا الصرح المصرفي الذي شيده ليكون منصة عربية بحضور عالمي.
منذ تأسيس المؤسسة العربية المصرفية عام 1980، حمل أبو عادل حلمًا طموحًا ببناء بنك عربي يتجاوز الحدود، يربط العالم العربي بالأسواق المالية العالمية، ويكون شريكًا موثوقًا للحكومات والشركات، ويسهم في دمج منطقتنا في حركة التجارة والتمويل الدولي. اختار مملكة البحرين مقرًا للمؤسسة، لكنه ظل يفكر بعقلية عالمية، فمدّ جسور الحضور والتأثير إلى أوروبا والأمريكيتين وشمال إفريقيا وآسيا، ورسّخ معايير مهنية متقدمة ما زالت تميز مؤسستنا حتى اليوم.
كان لي عظيم الشرف أن أعمل تحت قيادته منذ البدايات. وبالنسبة لي ولعدد كبير من الزملاء الذين أصبحوا لاحقًا قادة بارزين في هذا القطاع، لم يكن مجرد رئيس تنفيذي، بل كان معلمًا ومرشدًا بحق. تركت بصماته في قراراته الحكيمة والجريئة، وفي تواضعه رغم مكانته، وفي التزامه برعاية الكفاءات الشابة وتنميتها أثرًا لا يُمحى في نفوسنا جميعًا وفي مسيرة البنك لاحقًا.
كما لا يمكن أن نُوفي حقه عند الحديث عن إسهاماته الكبيرة في تطوير القطاع المالي وتعزيز مكانة البحرين والوطن العربي على الساحة الدولية. فقد أرسى دعائم مؤسسة ما زالت، بعد أكثر من أربعة عقود، تواصل النمو والابتكار وتجسيد رؤيته العالمية.
وبينما نودّعه بقلوب يملؤها الحزن، فإننا نجدد التزامنا العميق بالحفاظ على إرثه. فالرؤية التي حملها لبناء مؤسسة مصرفية عربية قوية ذات حضور عالمي ستبقى منارة تهدينا في مسيرتنا لتعزيز مؤسستنا، والاستثمار في طاقاتنا البشرية، وخدمة مجتمعاتنا في البحرين والوطن العربي والعالم.
وبالنيابة عن الإدارة التنفيذية وموظفي بنك ABC، أتقدم بأحرّ التعازي وصادق المواساة إلى عائلته الكريمة وذويه. سيظل إرث الأستاذ عبدالله السعودي حيًا في المؤسسة التي بناها، وفي الأجيال التي ألهمها، وفي الفرص التي أتاحها للمستقبل.
رحم الله الفقيد، وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون
الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك ABC
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك