العدد : ١٧٣٥٣ - الجمعة ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٣ - الجمعة ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«بن دينه».. من «الهداية إلى العالمية»

في‭ ‬نهاية‭ ‬الثمانينيات‭ ‬أيام‭ ‬الدراسة‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬بالمحرق،‭ ‬كنت‭ ‬أخرج‭ ‬من‭ ‬بيتنا‭ ‬بالبسيتين‭ ‬صباح‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬ماشيا‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الطريق‭ ‬ممهدا‭ ‬وواسعا‭.. ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬ممتعا‭ ‬وجميلا‭.. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬كنت‭ ‬أشاهد‭ ‬زميلنا‭ ‬الطالب‭ ‬‮«‬محمد‮»‬‭ ‬أحد‭ ‬أبناء‭ ‬جارنا‭ ‬العزيز‭ ‬العم‭ ‬الفاضل‭ ‬‮«‬مبارك‭ ‬بن‭ ‬دينه‮»‬،‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬مترجلا‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬ذهابا‭ ‬وإيابا‭.. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬حضور‭ ‬لافت‭ ‬ومتميز‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬‮«‬العلمي‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬طالبا‭ ‬متفوقا‭.‬

بالأمس‭ ‬حينما‭ ‬قرأت‭ ‬أن‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فوربس‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭ ‬أدرجت‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬بن‭ ‬دينه‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬النفط‭ ‬والبيئة‭ ‬والمبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬لشؤون‭ ‬المناخ،‭ ‬ضمن‭ ‬قائمتها‭ ‬لأبرز‭ ‬‮«‬قادة‭ ‬الاستدامة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2025‭.. ‬تذكرت‭ ‬ذلك‭ ‬الطالب‭ ‬المجتهد‭ ‬‮«‬محمد‮»‬،‭ ‬وتذكرت‭ ‬مقولة‭: ((‬من‭ ‬جد‭ ‬وجد‭.. ‬ومن‭ ‬زرع‭ ‬حصد‭.. ‬ومن‭ ‬سار‭ ‬على‭ ‬الدرب‭ ‬وصل‭)).‬

ذلك‭ ‬أن‭ ‬حصول‭ ‬شباب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬ونتائج‭ ‬رفيعة،‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا،‭ ‬ترجمة‭ ‬للرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وتحقيقا‭ ‬لاهتمام‭ ‬وجهود‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني،‭ ‬وما‭ ‬يتمتعون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬وكفاءة‭ ‬وخبرات‭.‬

السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬للدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬دينه،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬الوطنية‭ ‬المؤهلة،‭ ‬تستحق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬المشرفة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭.. ‬حيث‭ ‬تلقى‭ ‬تعليمه‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬ثم‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬في‭ ‬هندسة‭ ‬البترول‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬الإمارات‮»‬،‭ ‬ونال‭ ‬شهادة‭ ‬ماجستير‭ ‬العلوم‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬الكيميائية‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬ويلز‮»‬،‭ ‬وحاز‭ ‬الدبلوما‭ ‬العالي‭ ‬وشهادة‭ ‬الدكتوراة‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬الكيميائية‭ ‬من‭ ‬الكلية‭ ‬الملكية‭ ‬من‭ ‬‮«‬امبريال‭ ‬كوليدج‮»‬‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وشهادة‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬الممارسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬يورك‭ ‬سانت‭ ‬جون‮»‬‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وله‭ ‬بحث‭ ‬علمي‭ ‬منشور،‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬التقييمات‭ ‬البيئية‭ ‬لخيارات‭ ‬إدارة‭ ‬النفايات‮»‬،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬كامبريدج‮»‬‭ ‬الشهيرة‭.‬

السيرة‭ ‬المهنية‭ ‬والعملية‭ ‬للدكتور‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬بن‭ ‬دينه‮»‬،‭ ‬زاخرة‭ ‬بالخبرات،‭ ‬التي‭ ‬رسخت‭ ‬طريقه‭ ‬ومشواره‭ ‬ومسيرته‭ ‬لخدمة‭ ‬الوطن‭.. ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬عمله‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بابكو‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الهندسة‭ ‬قسم‭ ‬الهندسة‭ ‬الكيميائية،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬مرسوم‭ ‬ملكي‭ ‬تم‭ ‬تعيينه‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة،‭ ‬ثم‭ ‬نال‭ ‬الثقة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬بتعيينه‭ ‬وزيرا‭ ‬للنفط‭ ‬والبيئة‭ ‬والمبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬لشؤون‭ ‬المناخ‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬منحه‭ ‬وساما‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وتم‭ ‬تكريمه‭ ‬مرتين‭ ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬العلم،‭ ‬واشترك‭ ‬في‭ ‬عضوية‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬الوطنية‭ ‬والجمعيات‭ ‬المهنية‭ ‬والاتحادات‭ ‬الرياضية،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬والورش‭ ‬والندوات‭ ‬التي‭ ‬تهتم‭ ‬بالشأن‭ ‬البيئي‭ ‬والمناخ‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬ويتولى‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للطاقة‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬بلوغ‭ ‬الحياد‭ ‬الكربوني‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2060،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مبادرات‭ ‬استراتيجية‭ ‬أبرزها‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتشجير،‭ ‬ومبادرة‭ ‬‮«‬قرم‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬مضاعفة‭ ‬أعداد‭ ‬أشجار‭ ‬القرم‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬بحلول‭ ‬2035‭.‬

في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬تشرفت‭ ‬بتسلم‭ ‬رسالة‭ ‬مكتوبة‭ ‬منه،‭ ‬تعليقا‭ ‬على‭ ‬مقالنا‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬محطات‭ ‬الوقود‮»‬،‭ ‬ولطالما‭ ‬تلقيت‭ ‬اتصالات‭ ‬كريمة‭ ‬منه،‭ ‬حول‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬البيئية‭ ‬والمناخية،‭ ‬وكنت‭ ‬أجد‭ ‬سعة‭ ‬صدره،‭ ‬واستنارة‭ ‬فكره،‭ ‬ورجاحة‭ ‬عقله،‭ ‬في‭ ‬تقبل‭ ‬واحترام‭ ‬الرأي،‭ ‬ودعمه‭ ‬للشباب‭ ‬البحريني‭.‬

طريق‭ ‬الاجتهاد‭ ‬ومسيرة‭ ‬التفوق‭ ‬ومسار‭ ‬التميز‭.. ‬نموذج‭ ‬رائع،‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭.. ‬مع‭ ‬خالص‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لسعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬بن‭ ‬دينه‮»‬‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬المشرف‭.. ‬فقد‭ ‬شق‭ ‬طريق‭ ‬ماشيا‭ ‬ومجتهدا‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬المكانة‭ ‬الرفيعة،‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا