الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«بن دينه».. من «الهداية إلى العالمية»
في نهاية الثمانينيات أيام الدراسة بالمرحلة الثانوية في مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق، كنت أخرج من بيتنا بالبسيتين صباح كل يوم، ماشيا إلى المدرسة، لم يكن الطريق ممهدا وواسعا.. ولكنه كان ممتعا وجميلا.. وفي كل يوم كنت أشاهد زميلنا الطالب «محمد» أحد أبناء جارنا العزيز العم الفاضل «مبارك بن دينه»، في طريقه مترجلا إلى المدرسة ذهابا وإيابا.. كما كان له حضور لافت ومتميز في المدرسة، فهو في تخصص «العلمي»، وكان طالبا متفوقا.
بالأمس حينما قرأت أن مجلة «فوربس الشرق الأوسط» أدرجت الدكتور «محمد بن مبارك بن دينه»، وزير النفط والبيئة والمبعوث الخاص لشؤون المناخ، ضمن قائمتها لأبرز «قادة الاستدامة في القطاع الحكومي» لعام 2025.. تذكرت ذلك الطالب المجتهد «محمد»، وتذكرت مقولة: ((من جد وجد.. ومن زرع حصد.. ومن سار على الدرب وصل)).
ذلك أن حصول شباب مملكة البحرين، على مراكز متقدمة ونتائج رفيعة، إقليميا ودوليا، ترجمة للرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتحقيقا لاهتمام وجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، في دعم الشباب البحريني، وما يتمتعون به من قدرات وكفاءة وخبرات.
السيرة الذاتية للدكتور محمد بن دينه، تؤكد أن هذه الشخصية الوطنية المؤهلة، تستحق المزيد من النجاحات المشرفة لمملكة البحرين.. حيث تلقى تعليمه في المدارس الحكومية، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في هندسة البترول من «جامعة الإمارات»، ونال شهادة ماجستير العلوم في الهندسة الكيميائية من «جامعة ويلز»، وحاز الدبلوما العالي وشهادة الدكتوراة في الهندسة الكيميائية من الكلية الملكية من «امبريال كوليدج» بالمملكة المتحدة، وشهادة الدراسات العليا في الممارسات الأكاديمية من «جامعة يورك سانت جون» بالمملكة المتحدة، وله بحث علمي منشور، بعنوان: «التقييمات البيئية لخيارات إدارة النفايات»، بالتعاون مع «جامعة كامبريدج» الشهيرة.
السيرة المهنية والعملية للدكتور «محمد بن مبارك بن دينه»، زاخرة بالخبرات، التي رسخت طريقه ومشواره ومسيرته لخدمة الوطن.. حيث بدأ عمله المهني في شركة «بابكو»، ثم انتقل للعمل في جامعة البحرين في كلية الهندسة قسم الهندسة الكيميائية، وبناء على مرسوم ملكي تم تعيينه نائب الرئيس التنفيذي في المجلس الأعلى للبيئة، ثم نال الثقة الملكية السامية بتعيينه وزيرا للنفط والبيئة والمبعوث الخاص لشؤون المناخ.
كما تم منحه وساما من جلالة الملك المعظم، وتم تكريمه مرتين خلال عيد العلم، واشترك في عضوية عديد من اللجان الوطنية والجمعيات المهنية والاتحادات الرياضية، وشارك في عديد من الاجتماعات والورش والندوات التي تهتم بالشأن البيئي والمناخ والطاقة المتجددة، ويتولى الإشراف على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة الهادفة إلى بلوغ الحياد الكربوني بحلول عام 2060، إلى جانب مبادرات استراتيجية أبرزها الخطة الوطنية للتشجير، ومبادرة «قرم البحرين» التي تسعى إلى مضاعفة أعداد أشجار القرم أربع مرات بحلول 2035.
في يوليو الماضي، تشرفت بتسلم رسالة مكتوبة منه، تعليقا على مقالنا بشأن «محطات الوقود»، ولطالما تلقيت اتصالات كريمة منه، حول عدد من الملاحظات البيئية والمناخية، وكنت أجد سعة صدره، واستنارة فكره، ورجاحة عقله، في تقبل واحترام الرأي، ودعمه للشباب البحريني.
طريق الاجتهاد ومسيرة التفوق ومسار التميز.. نموذج رائع، يستحق أن يحتذى به من الشباب البحريني.. مع خالص التهاني والتبريكات لسعادة الدكتور «محمد بن مبارك بن دينه» على هذا الإنجاز المشرف.. فقد شق طريق ماشيا ومجتهدا من مدرسة الهداية الخليفية، وصولا إلى المكانة الرفيعة، الإقليمية والعالمية.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك