الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
أخطاء شائعة عند الصراف الآلي
ذات مرة، وقفت في الطابور عند جهاز الصراف الآلي لأحد البنوك.. فأتاني رجل «إفريقي» وطلب مني أن أسحب له مبلغ ورقتين «10 دنانير»، على أن يعطيني هو ورقة كاملة «20 دينارا»، بحجة أن بطاقته لا تعمل، وهو بحاجة إلى «خردة»، لأن راعي «التاكسي» ليست معه «فكة».. فشككت في حديثه، واعتذرت له، ثم قيل لي أن هذا التصرف ربما يكون أحد أساليب الاحتيال والسرقة، وتبديل العملة المزورة والمزيفة.
وأذكر ذات يوم، أنني سلمت موظفا في أحد المطاعم «بطاقة الفيزا» كي أدفع الحساب، ولكنه ذهب إلى داخل المطعم ليجري عملية السحب، ولم يقم بذلك أمامي.. وبعد يوم واحد تسلمت رسالة هاتفية، تبلغني أنه تم خصم مبلغ من بطاقتي في دولة آسيوية.. وبعد البحث والتحري والتدقيق، اكتشفت أن موظف المطعم قام بتصوير «بطاقة الفيزا»، وتسجيل الأرقام الخلفية التي لم أقم بمسحها..!!
وكثيرا ما تشاهد شخصا ما، يوقف سيارته أمام السيارات الأخرى عند البنك، ويسد الطريق، ويعيق الحركة المرورية، وينزل مسرعا إلى البنك أو إلى جهاز الصراف الآلي، ليجري عملية بنكية.. دون أدنى اعتبار أو احترام للآخرين.. رغم وجود كاميرات، أو رجل أمن «سيكورتي» لا يحرك ساكنا.. وحينما يعود ذلك الشخص إلى سيارته، بعدما تسبب في تعطيلك، يقول لك: «آسف».. تلك الكلمة التي لم يعد لها أي اعتبار، ولا أهمية، جراء كثرة مثل هذه المواقف.. عادة ما يكون جوابي مع كلمة «آسف»: ((وين تنصرف هذه الكلمة ألحين؟ وما فائدتها أصلا..؟؟)).
ولطالما دخلنا إلى غرفة جهاز الصراف الآلي، ووجدنا أوراق الإيصال مرمية على أرضية الغرفة، على الرغم من وجود مكان مخصص لرمي أوراق الإيصال.. في تصرف غير حضاري، وغير آمن كذلك، مما قد يتسبب في سرقة مبالغ من الحساب الشخصي.. فكيف يتم ذلك..؟
بالأمس قرأت موضوعا بشأن خطأ شائع يرتكبه معظم مستخدمي الصرافات الآلية دون انتباه، ويتمثل في طلب إيصال ورقي بعد إتمام عملية السحب أو الاستعلام عن الرصيد، وهو ما قد يعرّض أصحاب الحسابات لمحاولات احتيال منظمة.. إذ يعد سحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي جزءاً من الروتين اليومي للأشخاص، وإيصال الصراف الآلي قد يبدو أنه ورقة عادية لا تحمل أهمية، خصوصاً أنه لا يتضمن الرقم السري، ولا كامل رقم البطاقة، إلا أن هذه الورقة تحتوي على معلومات مهمة، مثل الأرقام الأخيرة للبطاقة، إضافة إلى تفاصيل الرصيد المتاح في الحساب، وهذه البيانات كافية لتمنح المحتالين مدخلاً لبناء قصة احتيالية محكمة.
ولتفادي هذه المخاطر، ينصح الخبراء بالاعتماد على التطبيقات الرسمية للبنوك أو الخدمات الإلكترونية للاستعلام عن الرصيد، بدلاً من طلب الإيصال الورقي، وفي حال الحاجة إلى الإيصال، يجب الاحتفاظ به في مكان آمن ثم التخلص منه بطريقة آمنة عبر التمزيق أو الإتلاف، مع البقاء متيقظاً عند استخدام الصراف، والحرص على تغطية لوحة الأرقام ومراقبة المحيط، لتفادي أي محاولة مراقبة.
القاعدة الأهم عند التعامل مع الصراف الآلي هي ألا تطلب إيصالاً إلا عند الضرورة، وإن حصلت عليه فتأكد من إتلافه فوراً.. وليس فقط تحت مبرر أن عدم طلب الإيصال الورقي من أساليب «الحفاظ على البيئة»، كما تكتب البنوك في جهاز الصراف الآلي.. فهل تراعي المؤسسات المالية والبنوك المصرفية في بلادنا هذا الأمر..؟؟
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك