العدد : ١٧٤٢١ - الأربعاء ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٢١ - الأربعاء ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

تخاذل العالم وصمته عن الإبادة الجماعية في غزة

د. رمزي بارود

السبت ١٣ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

أصدرت‭ ‬منظمة‭ ‬بتسيلم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تقريرًا‭ ‬شاملًا‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬وصفت‭ ‬فيه‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬بالإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التهمة‭ ‬أمرٌ‭ ‬مقلق،‭ ‬ويُفاقم‭ ‬مشكلةً‭ ‬قائمةً‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬ذات‭ ‬الدوافع‭ ‬السياسية،‭ ‬التي‭ ‬أطالت،‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها،‭ ‬أمد‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭.‬

واتهم‭ ‬التقرير‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية،‭ ‬وهو‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إليه‭ ‬بعد‭ ‬تحليل‭ ‬مفصل‭ ‬لنوايا‭ ‬الحملة‭ ‬العسكرية،‭ ‬والتدمير‭ ‬المنهجي‭ ‬للحياة‭ ‬المدنية،‭ ‬والمجاعة‭ ‬التي‭ ‬هندستها‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬مهمة‭ ‬لأنها‭ ‬تضيف‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬القانونية‭ ‬والشهادات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬الموقف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬القائل‭ ‬بأن‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إنما‭ ‬تشكل‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬عن‭ ‬بتسيلم‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬منظمة‭ ‬إسرائيلية‭. ‬فهي‭ ‬تُمثل‭ ‬إدانةً‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬للمجازر‭ ‬المروعة‭ ‬والمجاعة‭ ‬التي‭ ‬دبّرتها‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬مُشكّلةً‭ ‬تحديًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬للحُجة‭ ‬الباطلة‭ ‬القائلة‭ ‬بأن‭ ‬اتهام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬يُعدّ‭ ‬عملاً‭ ‬معاديًا‭ ‬للسامية‭.‬

اهتمّت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بهذا‭ ‬التقرير،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تجاهل‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬والتحقيقات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المباشرة‭. ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬هذا‭ ‬الازدواجية‭ ‬في‭ ‬المعايير‭ ‬تغذّي‭ ‬مشكلة‭ ‬إعلامية‭ ‬مزمنة‭ ‬في‭ ‬نظرتها‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬وإسرائيل‭.‬

لطالما‭ ‬تجاهلت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرئيسية‭ ‬والأوساط‭ ‬الأكاديمية‭ ‬تأكيدات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيلية‭. ‬سواءً‭ ‬أكان‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجزرة‭ ‬الطنطورة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬المليشيات‭ ‬الصهيونية‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬أو‭ ‬العدد‭ ‬الفعلي‭ ‬للقتلى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬واللبنانيين‭ ‬في‭ ‬مجزرتي‭ ‬مخيمي‭ ‬صبرا‭ ‬وشاتيلا‭ ‬للاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬عام‭ ‬1982‭.‬

وكذلك‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬مذبحة‭ ‬جنين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬حيث‭ ‬تجاهلت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرواية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تكتسب‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬مصداقية‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬دعمتها‭ ‬أصوات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أو‭ ‬غربية‭.‬

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬تقرير‭ ‬بتسيلم‭ ‬الأخير‭ ‬استثناءً‭. ‬لكن‭ ‬ثمة‭ ‬سؤالا‭ ‬آخر‭ ‬يجب‭ ‬طرحه‭: ‬لماذا‭ ‬استغرق‭ ‬الأمر‭ ‬قرابة‭ ‬عامين‭ ‬حتى‭ ‬تتوصل‭ ‬بتسيلم‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الواضح؟‭ ‬تتمتع‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬بقدرة‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬وإدراك‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تصريحات‭ ‬السياسيين،‭ ‬وتغطية‭ ‬الإعلام‭ ‬العبري،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬لذا،‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاستنتاج‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬شهرين،‭ ‬لا‭ ‬عامين‭.‬

وقد‭ ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التأخير‭ ‬المتعمد‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬موقف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنظمات‭ ‬والأفراد‭ ‬الدوليين‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬والذين‭ ‬كانت‭ ‬سلطتهم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬ستساعد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬إثبات‭ ‬حقائق‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬أبكر‭ ‬بكثير‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬التاريخي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يناير‭ ‬2024،‭ ‬والذي‭ ‬أقر‭ ‬بوجود‭ ‬أسس‭ ‬معقولة‭ ‬لاتهام‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬المحكمة‭ ‬عاجزة،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬راغبة،‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬حكم‭ ‬قاطع‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬القاطع‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬ورقة‭ ‬ضغط‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لإنهاء‭ ‬مجازرها‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

ولكن‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تتوقع‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬نفسها،‭ ‬وهو‭ ‬توقع‭ ‬غير‭ ‬واقعي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬فيه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬وزراءه‭ ‬المتطرفين‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬سوف‭ ‬تشجع‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

يمكن‭ ‬توجيه‭ ‬نفس‭ ‬الاتهامات‭ ‬بالتأخير‭ ‬المتعمد‭ ‬والمسيس‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭. ‬فرغم‭ ‬إصدارها‭ ‬مذكرات‭ ‬توقيف‭ ‬بحق‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزير‭ ‬دفاعه‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬ملموس‭.‬

وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة،‭ ‬كريم‭ ‬خان،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬عرضة‭ ‬للهجوم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بسبب‭ ‬شجاعته‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬التحقيق‭.‬

أما‭ ‬الأفراد،‭ ‬وخاصة‭ ‬منهم‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ارتبطوا‭ ‬بالسياسة‭ ‬‮«‬الثورية‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬عضو‭ ‬الكونجرس‭ ‬ألكسندريا‭ ‬أوكاسيو‭ ‬كورتيز‭ ‬والسيناتور‭ ‬بيرني‭ ‬ساندرز،‭ ‬وغيرهما،‭ ‬فقد‭ ‬كانوا‭ ‬مترددين‭ ‬في‭ ‬التحرك‭ ‬والاصداع‭ ‬بأصواتهم‭ ‬ومواقفهم‭.‬

في‭ ‬22‭ ‬مارس‭ ‬2024،‭ ‬رفضت‭ ‬ألكسندريا‭ ‬أوساكا‭ ‬كورتيز‭ ‬استخدام‭ ‬مصطلح‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لتوصيف‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الادعاء‭ ‬بأنها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مستعدة‭ ‬بعد‭ ‬لاستخدام‭ ‬المصطلح‭ ‬بنفسها‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬كان‭ ‬بيرني‭ ‬ساندرز،‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬وبقوة‭ ‬ضد‭ ‬نتنياهو،‭ ‬ووصفه‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬يوليو‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬كاذب‭ ‬مثير‭ ‬للاشمئزاز‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬ارتكب‭ ‬هفوات‭ ‬أخلاقية‭ ‬متكررة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭.‬

عندما‭ ‬استخدم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السياسيين،‭ ‬الأقل‭ ‬تطرفًا،‭ ‬مصطلح‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬شدد‭ ‬بيرني‭ ‬ساندرز‭ ‬على‭ ‬موقفه‭ ‬خلال‭ ‬محاضرة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬بأيرلندا‭. ‬قال‭ ‬إن‭ ‬كلمة‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬‮«‬تثير‭ ‬قلقه‮»‬،‭ ‬وحثّ‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬‮«‬الحذر‭ ‬منها‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬فرص‭ ‬ضائعة‭ ‬أو‭ ‬حالات‭ ‬لبس‭ ‬أخلاقي،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬عميق‭ ‬ومباشر‭ ‬على‭ ‬سلوك‭ ‬وسياسات‭ ‬إسرائيل‭. ‬لو‭ ‬تدخلت‭ ‬الحكومات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬والمحاكم‭ ‬العليا‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ومنظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬لكان‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يُغيّر‭ ‬ديناميكيات‭ ‬الحرب‭ ‬جذريًا‭.‬

ولكان‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬الضغط‭ ‬الجماعي‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يزداد‭ ‬زخمه‭ ‬إلى‭ ‬إجبار‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحكومتها‭ ‬وحلفاءها‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬ينقذ‭ ‬آلاف‭ ‬الأرواح‭.‬

إن‭ ‬التأخير‭ ‬والمماطلة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الحسابات‭ ‬السياسية‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الانتقام‭ ‬منحت‭ ‬إسرائيل‭ ‬المساحة‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬جرائمها‭ ‬الشنيعة،‭ ‬حيث‭ ‬تستغل‭ ‬إسرائيل‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬الوضوح‭ ‬القانوني‭ ‬والأخلاقي‭ ‬للاستمرار‭ ‬في‭ ‬مجازرها‭ ‬الجماعية‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬كل‭ ‬هذا‭. ‬يجب‭ ‬احترام‭ ‬منظور‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ومعاناتهم‭ ‬وحقائقهم‭ ‬وتكريمهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬تصديق‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬صوت‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وحقوقهم‭ ‬محوريًا‭ ‬حقًا،‭ ‬لا‭ ‬كشعارات‭ ‬أكاديمية‭ ‬أو‭ ‬مصطلحات‭ ‬سياسية،‭ ‬بل‭ ‬كواقع‭ ‬يومي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكاره‭ ‬أو‭ ‬تجاهله‭ ‬أو‭ ‬التغاضي‭ ‬عنه‭.‬

أما‭ ‬الذين‭ ‬تأخروا‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬أحكامهم‭ ‬على‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬فلا‭ ‬مبرر‭ ‬يُبرئهم‭. ‬سيُحاسبهم‭ ‬التاريخ،‭ ‬وستُحاسبهم‭ ‬توسلات‭ ‬الأمهات‭ ‬والآباء‭ ‬اليائسين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬‭ ‬الذين‭ ‬حاولوا‭ ‬وفشلوا‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬أطفالهم‭ ‬من‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬ومن‭ ‬صمت‭ ‬العالم‭ ‬أو‭ ‬تقاعسه‭ ‬وتخاذله‭ ‬الجماعي‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا