العدد : ١٧٣٤٠ - السبت ١٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٠ - السبت ١٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

عيب.. يا صاحب الكوبونات

من‭ ‬حقك‭ ‬أن‭ ‬تنتقد‭.. ‬ترفض‭.. ‬تقدم‭ ‬شكوى‭.. ‬ترفع‭ ‬مظلمة‭.. ‬تبعث‭ ‬بخطاب‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬التواصل‮»‬‭.. ‬تتحدث‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬صباح‭ ‬الخير‭ ‬يا‭ ‬بحرين‮»‬‭ ‬بالإذاعة‭.. ‬تكتب‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭.. ‬وغيرها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬القانونية‭ ‬والأساليب‭ ‬الحضارية،‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬المسؤول‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬واحترام‭. ‬

ولكن‭ ‬أن‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬رفضك‭ ‬وعدم‭ ‬قبولك‭ ‬بأمر‭ ‬ما،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيامك‭ ‬بممارسات‭ ‬غير‭ ‬مهذبة،‭ ‬تتنافى‭ ‬مع‭ ‬أخلاقيات‭ ‬أهل‭ ‬البلد‭ ‬وثقافته،‭ ‬و‮«‬السنع‮»‬‭ ‬والتربية،‭ ‬وتتعارض‭ ‬مع‭ ‬الدين‭ ‬والتحضر‭.. ‬فهذا‭ ‬يعكس‭ ‬حجم‭ ‬تفكيرك،‭ ‬وحدود‭ ‬عقلك،‭ ‬وانفلات‭ ‬غضبك،‭ ‬وضعف‭ ‬منطقك،‭ ‬وعدم‭ ‬سيطرتك‭ ‬على‭ ‬مشاعرك‭ ‬السلبية،‭ ‬وإساءتك‭ ‬للآخرين،‭ ‬وجهودهم‭ ‬ومساعيهم‭ ‬النبيلة،‭ ‬وازدراء‭ ‬وتحقير‭ ‬من‭ ‬وافق‭ ‬وقبل‭ ‬بذلك‭ ‬الأمر‭.‬

الانطباع‭ ‬والمزاج‭ ‬العام‭ ‬المحلي،‭ ‬أستاء‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬‮«‬شخص‮»‬‭ ‬برمي‭ ‬كوبونات‭ ‬اللوازم‭ ‬والأدوات‭ ‬المدرسية‭ ‬في‭ ‬‮«‬القمامة‮»‬،‭ ‬وتصوير‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬بالفيديو،‭ ‬ونشره‭ ‬على‭ ‬حسابات‭ ‬التواصل،‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الكوبونات‭ ‬غير‭ ‬ذات‭ ‬نفع‭ ‬وفائدة،‭ ‬وأن‭ ‬نسبة‭ ‬التخفيض‭ ‬غير‭ ‬ملائمة‭ ‬له‭.. ‬وأقل‭ ‬ما‭ ‬يوصف‭ ‬به‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬تصرف‭ ‬غير‭ ‬مهذب‮»‬‭ ‬ومعيب‭ ‬للشخص‭ ‬نفسه‭.‬

مبادرة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬مع‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد،‭ ‬لتجهيز‭ ‬اللوازم‭ ‬المدرسية‭ ‬لأبنائهم،‭ ‬مبادرة‭ ‬كريمة‭ ‬وتستحق‭ ‬التقدير،‭ ‬وتلبية‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الأسر،‭ ‬والتخفيف‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬الأعباء،‭ ‬ومعاونتهم‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬بأسلوب‭ ‬عملي‭ ‬حضاري،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬طريقة‭ ‬صرف‭ ‬الكوبونات‭ ‬تتيح‭ ‬المجال‭ ‬للأسر‭ ‬تعددية‭ ‬الاختيار،‭ ‬وإضافة‭ ‬أي‭ ‬مبلغ‭ ‬لشراء‭ ‬ما‭ ‬يحتاجون‭.‬

ولكن‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬الشخص‮»‬،‭ ‬إسفاف‭ ‬وتصرف‭ ‬مبتذل‭.. ‬فإن‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬فائدة‭ ‬من‭ ‬الكوبونات،‭ ‬فغيرك‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها،‭ ‬ووجد‭ ‬فيها‭ ‬النفع‭.. ‬ورميك‭ ‬للكوبونات‭ ‬في‭ ‬‮«‬القمامة‮»‬‭ ‬إساءة‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الآخرين،‭ ‬وأن‭ ‬أخذهم‭ ‬للكوبونات‭ ‬يعني‭ ‬أنهم‭ ‬بلا‭ ‬كرامة‭.. ‬وهذه‭ ‬مصيبة‭ ‬أخلاقية‭ ‬وتربوية‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬إطلاقا‭.‬

وحسنا‭ ‬فعل‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬حسابات‭ ‬التواصل‭ ‬والناشطين،‭ ‬وتعليقات‭ ‬الناس،‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التصرف‭ ‬غير‭ ‬المهذب‭.. ‬وأخص‭ ‬بالذكر‭ ‬حساب‭ ‬‮«‬بحريننا‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬كتب‭ ‬الأخ‭ ‬الفاضل‭ ‬‮«‬علي‭ ‬أحمد‭ ‬الريس‮»‬‭ ‬مقالة‭ ‬صريحة‭ ‬بعنوان‭ ((‬بين‭ ‬جحود‭ ‬النعمة‭ ‬وجهود‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.. ‬مشهد‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬مطلقا‭ ‬بالبحرين‭)).. ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬التصرف‭ ‬مشهد‭ ‬صادم‭ ‬ومؤسف‭.. ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬ليس‭ ‬تصرفا‭ ‬فرديا‭ ‬غير‭ ‬مسؤول،‭ ‬بل‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬الاستهتار‭ ‬بالنعمة،‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬الرامية،‭ ‬لمساعدة‭ ‬المواطنين،‭ ‬التي‭ ‬دأب‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬ممارستها‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬ولأي‭ ‬سبب‭.‬

نعم‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬أن‭ ‬يعترض‭ ‬أو‭ ‬يبدي‭ ‬عدم‭ ‬رضاه‭ ‬عن‭ ‬الكوبونات،‭ ‬وقيمتها‭.. ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬أن‭ ‬يرفض‭ ‬تسلمها‭ ‬إن‭ ‬شاء‭.. ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬يرمي‭ ‬الكوبونات‭ ‬في‭ ‬‮«‬القمامة‮»‬،‭ ‬وتصوير‭ ‬التصرف‭ ‬المهين‭ ‬ونشره‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭.. ‬وكأن‭ ‬الهدف‭ ‬التشهير‭ ‬لا‭ ‬النقد‭.. ‬التقليل‭ ‬لا‭ ‬المطالبة‭ ‬بالتطوير‭.. ‬وإننا‭ ‬نشيد‭ ‬بجهود‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بقيادة‭ ‬وزيرها‭ ‬النشط‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة،‭ ‬التي‭ ‬بادرت‭ ‬بتخصيص‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬لدعم‭ ‬الطلبة‭ ‬والأسر‭ ‬البحرينية‭.‬

المطلوب‭ ‬اليوم‭.. ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬التقدير،‭ ‬وتعليم‭ ‬الأبناء‭ ‬كيف‭ ‬نحترم‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬لنا،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إليه‭.. ‬فالنعمة‭ ‬تشكر‭ ‬ولا‭ ‬ترمى‭.. ‬والعطاء‭ ‬يقدر‭ ‬لا‭ ‬يهان‭.. ‬تحية‭ ‬لكل‭ ‬الجهود‭ ‬المخلصة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭.. ‬وتحية‭ ‬لكل‭ ‬مساعي‭ ‬التطوير‭.. ‬والعيب‭ ‬كل‭ ‬العيب‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬التصرفات‭ ‬غير‭ ‬المهذبة‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا