الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عيب.. يا صاحب الكوبونات
من حقك أن تنتقد.. ترفض.. تقدم شكوى.. ترفع مظلمة.. تبعث بخطاب إلى منصة «التواصل».. تتحدث في برنامج «صباح الخير يا بحرين» بالإذاعة.. تكتب في الصحافة.. وغيرها كثير من الممارسات القانونية والأساليب الحضارية، في التعبير عن الرأي المسؤول بكل حرية واحترام.
ولكن أن تعبر عن رفضك وعدم قبولك بأمر ما، من خلال قيامك بممارسات غير مهذبة، تتنافى مع أخلاقيات أهل البلد وثقافته، و«السنع» والتربية، وتتعارض مع الدين والتحضر.. فهذا يعكس حجم تفكيرك، وحدود عقلك، وانفلات غضبك، وضعف منطقك، وعدم سيطرتك على مشاعرك السلبية، وإساءتك للآخرين، وجهودهم ومساعيهم النبيلة، وازدراء وتحقير من وافق وقبل بذلك الأمر.
الانطباع والمزاج العام المحلي، أستاء كثيرا من قيام «شخص» برمي كوبونات اللوازم والأدوات المدرسية في «القمامة»، وتصوير ما قام به بالفيديو، ونشره على حسابات التواصل، بحجة أن بعض الكوبونات غير ذات نفع وفائدة، وأن نسبة التخفيض غير ملائمة له.. وأقل ما يوصف به أنه «تصرف غير مهذب» ومعيب للشخص نفسه.
مبادرة الدولة في دعم فئة من الأسر البحرينية مع العام الدراسي الجديد، لتجهيز اللوازم المدرسية لأبنائهم، مبادرة كريمة وتستحق التقدير، وتلبية لاحتياجات الأسر، والتخفيف عليهم من الأعباء، ومعاونتهم ومساعدتهم بأسلوب عملي حضاري، كما أن طريقة صرف الكوبونات تتيح المجال للأسر تعددية الاختيار، وإضافة أي مبلغ لشراء ما يحتاجون.
ولكن ما قام به ذلك «الشخص»، إسفاف وتصرف مبتذل.. فإن كنت لا ترى فائدة من الكوبونات، فغيرك يحتاج إليها، ووجد فيها النفع.. ورميك للكوبونات في «القمامة» إساءة لاحتياجات الآخرين، وأن أخذهم للكوبونات يعني أنهم بلا كرامة.. وهذه مصيبة أخلاقية وتربوية غير مقبولة إطلاقا.
وحسنا فعل عديد من حسابات التواصل والناشطين، وتعليقات الناس، ردا على ذلك التصرف غير المهذب.. وأخص بالذكر حساب «بحريننا» حيث كتب الأخ الفاضل «علي أحمد الريس» مقالة صريحة بعنوان ((بين جحود النعمة وجهود وزارة التربية والتعليم.. مشهد لا يليق مطلقا بالبحرين)).. وأن ذلك التصرف مشهد صادم ومؤسف.. وما حدث ليس تصرفا فرديا غير مسؤول، بل مؤشر على ثقافة الاستهتار بالنعمة، والتقليل من قيمة الجهود الوطنية الرامية، لمساعدة المواطنين، التي دأب بعض الناس على ممارستها بين الحين والآخر، ولأي سبب.
نعم من حق أي شخص أن يعترض أو يبدي عدم رضاه عن الكوبونات، وقيمتها.. بل وحتى أن يرفض تسلمها إن شاء.. ولكن ليس من حقه أبدا أن يرمي الكوبونات في «القمامة»، وتصوير التصرف المهين ونشره في وسائل التواصل.. وكأن الهدف التشهير لا النقد.. التقليل لا المطالبة بالتطوير.. وإننا نشيد بجهود وزارة التربية والتعليم بقيادة وزيرها النشط سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة، التي بادرت بتخصيص هذه المساعدات لدعم الطلبة والأسر البحرينية.
المطلوب اليوم.. ترسيخ ثقافة التقدير، وتعليم الأبناء كيف نحترم ما يمنح لنا، حتى لو لم تكن بأمس الحاجة إليه.. فالنعمة تشكر ولا ترمى.. والعطاء يقدر لا يهان.. تحية لكل الجهود المخلصة في الوطن.. وتحية لكل مساعي التطوير.. والعيب كل العيب على أصحاب التصرفات غير المهذبة.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك