العدد : ١٧٣٣٦ - الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٦ - الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

مقالات

خالد سيبقى خالدًا:
قامة وطنية ورمزا من رموز الاقتصاد البحريني

بقلم: عارف هجرس

الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

اليوم‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬التي‭ ‬تعجز‭ ‬فيها‭ ‬الكلمات،‭ ‬وتتلعثم‭ ‬الحروف،‭ ‬ويثقل‭ ‬القلب‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يُقال‭.‬

نرثي‭ ‬أخًا‭ ‬عزيزًا،‭ ‬ورجلًا‭ ‬قلَّ‭ ‬أن‭ ‬يجود‭ ‬الزمان‭ ‬بمثله‭.‬

نودع‭ ‬الوجيه‭ ‬خالد‭ ‬يوسف‭ ‬كانو‭... ‬ولكن‭ ‬وداع‭ ‬الكبار‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬صمتًا،‭ ‬بل‭ ‬اعترافًا‭ ‬بفضلهم،‭ ‬وتذكيرًا‭ ‬بما‭ ‬قدَّموه،‭ ‬وإقرارًا‭ ‬بأن‭ ‬الفراغ‭ ‬الذي‭ ‬يخلّفونه‭ ‬لا‭ ‬يُملأ‭.‬

‭ ‬كان‭ ‬خالد‭ ‬كانو‭ ‬رجلًا‭ ‬بحجم‭ ‬وطن،‭ ‬قلبًا‭ ‬نابضًا‭ ‬بالخير،‭ ‬وعقلًا‭ ‬مشغولًا‭ ‬بهمّ‭ ‬الوطن‭ ‬وأهله‭.‬

عرفناه‭ ‬جميعًا‭ ‬بسيماه‭ ‬الوقورة،‭ ‬وصوته‭ ‬الهادئ،‭ ‬وابتسامته‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تُسابق‭ ‬حديثه‭.‬

كان‭ ‬سندًا‭ ‬لكل‭ ‬عمل‭ ‬ثقافي‭ ‬وفكري،‭ ‬داعمًا‭ ‬بصمت،‭ ‬وفاعلًا‭ ‬بلا‭ ‬ضجيج‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬طالبًا‭ ‬للضوء،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬النور‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الزوايا‭ ‬المعتمة‭.‬

عرفته‭ ‬شخصيًّا،‭ ‬لا‭ ‬كصاحب‭ ‬مبادرات‭ ‬ومواقف‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬كإنسان‭ ‬تفيض‭ ‬روحه‭ ‬طيبًا‭ ‬وتواضعًا‭.‬

لمست‭ ‬فيه‭ ‬صدق‭ ‬النية،‭ ‬وحرصه‭ ‬العميق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬العطاء،‭ ‬متواضعًا‭ ‬حين‭ ‬يُشكر،‭ ‬ومبادرًا‭ ‬حين‭ ‬يُطلب‭.‬

الوجيه‭ ‬خالد‭ ‬كانو،‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬ورواد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬شخصية‭ ‬استثنائية‭ ‬تركت‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

بوفاة‭ ‬المرحوم،‭ ‬فقدنا‭ ‬قامة‭ ‬وطنية‭ ‬ورجلاً‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬البحرين‭ ‬الأوفياء‭ ‬الذين‭ ‬أسهموا‭ ‬بصدق‭ ‬وإخلاص‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬الوطن‭. ‬كان‭ ‬الفقيد‭ ‬مثالاً‭ ‬في‭ ‬الأخلاق‭ ‬والقيادة‭ ‬والتواضع،‭ ‬وعُرف‭ ‬بحكمته‭ ‬وبعد‭ ‬نظره‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال،‭ ‬وحرصه‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والمجتمع‭.‬

تتلمذ‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال،‭ ‬وكان‭ ‬داعمًا‭ ‬قويًا‭ ‬لكل‭ ‬مبادرة‭ ‬تخدم‭ ‬البحرين‭ ‬وتنهض‭ ‬باقتصادها‭. ‬برحيله،‭ ‬خسرنا‭ ‬صديقًا‭ ‬وأخًا‭ ‬وعلمًا‭ ‬من‭ ‬أعلام‭ ‬البحرين‭.‬

الفقيد‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فقط‭ ‬رائد‭ ‬أعمال‭ ‬ناجح،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬أيضًا‭ ‬إنسانًا‭ ‬مُحبًا‭ ‬لوطنه‭ ‬ومبادرًا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬حيث‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬دعم‭ ‬التعليم‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬ومساعدة‭ ‬الفئات‭ ‬المحتاجة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬يؤمن‭ ‬بأن‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الحقيقي،‭ ‬ولم‭ ‬يتردد‭ ‬يومًا‭ ‬في‭ ‬مد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬لكل‭ ‬محتاج،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭ ‬أو‭ ‬التظاهر‭.‬

مسيرة‭ ‬خالد‭ ‬كانو‭ ‬الحافلة‭ ‬ستبقى‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬لما‭ ‬حمله‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬راسخة،‭ ‬ورؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى،‭ ‬وحرص‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬النزاهة‭ ‬والشفافية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المؤسسي‭ ‬والاقتصادي

برحيل‭ ‬خالد‭ ‬كانو،‭ ‬لا‭ ‬نفقد‭ ‬شخصًا‭ ‬عزيزًا‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬نفقد‭ ‬قامة‭ ‬من‭ ‬قامات‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والثقافي‭.‬

لكن‭ ‬عزاءنا‭ ‬أنّ‭ ‬أمثاله‭ ‬لا‭ ‬يموتون‭ ‬فينا،‭ ‬بل‭ ‬يعيشون‭ ‬بما‭ ‬زرعوه،‭ ‬وبما‭ ‬رسَّخوه‭ ‬من‭ ‬قيم،‭ ‬وبما‭ ‬تركوه‭ ‬من‭ ‬بصمات‭ ‬في‭ ‬القلوب‭ ‬وفي‭ ‬الميادين‭. ‬وإن‭ ‬إرثه‭ ‬سيبقى‭ ‬خالدًا‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرفه،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مشروع‭ ‬ومبادرة‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬فيها‭ ‬بصمة،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬تُعوض‭ ‬خسارتهم‭.‬

نسأل‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يتغمد‭ ‬الفقيد‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته،‭ ‬وأن‭ ‬يسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬ويلهم‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭. ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا