اليوم نحن في لحظة من تلك اللحظات التي تعجز فيها الكلمات، وتتلعثم الحروف، ويثقل القلب بما لا يُقال.
نرثي أخًا عزيزًا، ورجلًا قلَّ أن يجود الزمان بمثله.
نودع الوجيه خالد يوسف كانو... ولكن وداع الكبار لا يكون صمتًا، بل اعترافًا بفضلهم، وتذكيرًا بما قدَّموه، وإقرارًا بأن الفراغ الذي يخلّفونه لا يُملأ.
كان خالد كانو رجلًا بحجم وطن، قلبًا نابضًا بالخير، وعقلًا مشغولًا بهمّ الوطن وأهله.
عرفناه جميعًا بسيماه الوقورة، وصوته الهادئ، وابتسامته التي كانت تُسابق حديثه.
كان سندًا لكل عمل ثقافي وفكري، داعمًا بصمت، وفاعلًا بلا ضجيج. لم يكن طالبًا للضوء، بل كان هو النور في كثير من الزوايا المعتمة.
عرفته شخصيًّا، لا كصاحب مبادرات ومواقف فحسب، بل كإنسان تفيض روحه طيبًا وتواضعًا.
لمست فيه صدق النية، وحرصه العميق على أن يكون حاضرًا في ميادين العطاء، متواضعًا حين يُشكر، ومبادرًا حين يُطلب.
الوجيه خالد كانو، أحد أبرز رجال الأعمال ورواد الاقتصاد في مملكة البحرين، حيث كان شخصية استثنائية تركت بصمات واضحة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
بوفاة المرحوم، فقدنا قامة وطنية ورجلاً من رجالات البحرين الأوفياء الذين أسهموا بصدق وإخلاص في بناء اقتصاد الوطن. كان الفقيد مثالاً في الأخلاق والقيادة والتواضع، وعُرف بحكمته وبعد نظره في إدارة الأعمال، وحرصه الدائم على خدمة الوطن والمجتمع.
تتلمذ على يديه العديد من رجال الأعمال، وكان داعمًا قويًا لكل مبادرة تخدم البحرين وتنهض باقتصادها. برحيله، خسرنا صديقًا وأخًا وعلمًا من أعلام البحرين.
الفقيد لم يكن فقط رائد أعمال ناجح، بل كان أيضًا إنسانًا مُحبًا لوطنه ومبادرًا في العمل الخيري والاجتماعي، حيث أسهم في عديد من المشاريع التي استهدفت دعم التعليم والرعاية الصحية، ومساعدة الفئات المحتاجة في المجتمع.
كان رحمه الله يؤمن بأن المسؤولية الاجتماعية جزء لا يتجزأ من دور رجل الأعمال الحقيقي، ولم يتردد يومًا في مد يد العون لكل محتاج، بعيدًا عن الأضواء أو التظاهر.
مسيرة خالد كانو الحافلة ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة، لما حمله من مبادئ راسخة، ورؤية استراتيجية بعيدة المدى، وحرص دائم على ترسيخ قيم النزاهة والشفافية في العمل المؤسسي والاقتصادي
برحيل خالد كانو، لا نفقد شخصًا عزيزًا فقط، بل نفقد قامة من قامات العمل الوطني والاجتماعي والثقافي.
لكن عزاءنا أنّ أمثاله لا يموتون فينا، بل يعيشون بما زرعوه، وبما رسَّخوه من قيم، وبما تركوه من بصمات في القلوب وفي الميادين. وإن إرثه سيبقى خالدًا في قلوب كل من عرفه، وفي كل مشروع ومبادرة كان له فيها بصمة، فهو من الرجال الذين لا تُعوض خسارتهم.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك