العدد : ١٧٣٣٤ - الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٤ - الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

مقالات

زيارة سمو ولي العهد لمصر وترسيخ الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية

{ بقلم: رجل الأعمال المهندس إسماعيل الصراف.

الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

تمثل‭ ‬الزيارة‭ ‬الرسمية‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬محطة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬البحرين‭ ‬ومصر،‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬جذورها‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتضامن‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬بعدًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬يتجاوز‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬التقليدية،‭ ‬لتفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬أوسع‭ ‬نحو‭ ‬تكامل‭ ‬اقتصادي‭ ‬وشراكات‭ ‬استثمارية‭ ‬مستدامة‭.‬

لقد‭ ‬شهدت‭ ‬الزيارة‭ ‬توقيع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬قطاعات‭ ‬متعددة‭ ‬مثل‭ ‬الألمنيوم،‭ ‬السياحة،‭ ‬الثقافة،‭ ‬العمل،‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التعاون‭ ‬الجمركي‭ ‬وحماية‭ ‬المنافسة‭. ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬وثائق‭ ‬رسمية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬أدوات‭ ‬عملية‭ ‬لتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المتبادلة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬حركة‭ ‬التجارة،‭ ‬وإرساء‭ ‬قواعد‭ ‬جديدة‭ ‬للتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

وتأتي‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يشهد‭ ‬فيه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬تحولات‭ ‬سريعة،‭ ‬ما‭ ‬يتيح‭ ‬لمصر‭ ‬والبحرين‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تكامل‭ ‬مواردهما‭ ‬وموقعهما‭ ‬الاستراتيجي‭. ‬فالاستثمار‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬عبر‭ ‬قطاعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬الصناعة،‭ ‬والخدمات،‭ ‬يندمج‭ ‬مع‭ ‬القدرات‭ ‬المصرية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الزراعة‭ ‬والإنتاج‭ ‬والصناعات‭ ‬التحويلية،‭ ‬ليشكلا‭ ‬معًا‭ ‬منصة‭ ‬إقليمية‭ ‬قوية‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العالمية‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬توفر‭ ‬البحرين‭ ‬للمستثمرين‭ ‬المصريين‭ ‬بيئة‭ ‬مالية‭ ‬وتشريعية‭ ‬متقدمة‭ ‬وموقعًا‭ ‬جغرافيًا‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬أسواق‭ ‬الخليج‭ ‬وآسيا‭.‬

كما‭ ‬يبرز‭ ‬دور‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للاستثمار‭ ‬والمناطق‭ ‬الحرة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬كأحد‭ ‬أبرز‭ ‬النتائج‭ ‬العملية‭ ‬للزيارة؛‭ ‬فهذا‭ ‬التعاون‭ ‬يشكل‭ ‬إطارًا‭ ‬مؤسسيًا‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬بيئة‭ ‬مشتركة‭ ‬لتبادل‭ ‬المعرفة‭ ‬والخبرات،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬نوعية‭ ‬للمستثمرين‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭. ‬إن‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬التنسيق‭ ‬يتيح‭ ‬بناء‭ ‬منظومة‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحًا‭ ‬على‭ ‬الابتكار،‭ ‬وأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭.‬

إن‭ ‬أهمية‭ ‬الزيارة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الموقعة،‭ ‬بل‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬رسالتها‭ ‬الواضحة‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬ومصر‭ ‬ملتزمتان‭ ‬ببناء‭ ‬شراكة‭ ‬اقتصادية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد،‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وتدعم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لشعوبها؛‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬تترجم‭ ‬الرؤى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس،‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬التكامل‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬خيارًا‭ ‬نظريًا‭ ‬بل‭ ‬مسارًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬يرسخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬ويحفز‭ ‬النمو‭.‬

برعاية‭ ‬ودعم‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬تمضي‭ ‬البحرين‭ ‬بخطى‭ ‬واثقة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬تضعها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الشراكات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وتفتح‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬اقتصادي‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقًا،‭ ‬يعزز‭ ‬مكانتها‭ ‬كمركز‭ ‬حيوي‭ ‬للتجارة‭ ‬والاستثمار‭.‬

 

ماجستير‭ ‬تنفيذي‭ ‬بالإدارة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ (‬EMBA‭)‬

عضو‭ ‬بمعهد‭ ‬المهندسين‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬البريطانية‭ ‬العالمية‭ ‬MIET‭)‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا