العدد : ١٧٣٣٣ - السبت ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٣ - السبت ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

ما لا تعرفه عن «العقوبات البديلة»

كنت‭ ‬بصدد‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬الناقدة،‭ ‬والانطباعات‭ ‬والتحليلات‭ ‬الشخصية،‭ ‬عن‭ ‬آثار‭ ‬وسلبيات،‭ ‬قيام‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬بتنظيم‭ ‬نشاط‭ ‬صيفي‭ ‬لأبناء‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة،‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬العلنية،‭ ‬قد‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬إحراج‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والأسر،‭ ‬ومن‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬إليهم‭.‬

ولكن‭ ‬حينما‭ ‬تمعنت‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‮»‬،‭ ‬والتجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬الحضارية‭ ‬الرائدة‭ ‬فيه‭.. ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬هو‭ ‬عين‭ ‬الصواب،‭ ‬وهو‭ ‬المبدأ‭ ‬الإنساني‭ ‬الواجب‭ ‬القيام‭ ‬به،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬آثار‭ ‬وإيجابيات‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭ ‬والأسر‭.. ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬وسمعة‭ ‬ومكانة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الحقوقية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬

الرؤى‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬لمشروع‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وحرص‭ ‬واهتمام‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭  ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬تحقق‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود‭ ‬وفق‭ ‬منهجية‭ ‬غير‭ ‬معتادة‭ ‬وغير‭ ‬تقليدية‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬الأسرة‭ ‬ورعاية‭ ‬الأبناء،‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لمن‭ ‬ارتكب‭ ‬مخالفة‭ ‬أو‭ ‬جريمة،‭ ‬وإعادة‭ ‬التأهيل،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭ ‬والأسرة،‭ ‬مهما‭ ‬ارتكب‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬من‭ ‬أخطاء،‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬إنسانية‭ ‬عظيمة‭ ‬تحسب‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬ورعايتها‭ ‬الأبوية‭ ‬للجميع‭.‬

من‭ ‬واجبنا‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬هنا،‭ ‬أمام‭ ‬جهود‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬وما‭ ‬تقدمه‭ ‬الوزارة،‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬وعناية‭ ‬للمستفيدين‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬نوعية‭ ‬للمستفيدين،‭ ‬وأبنائهم‭ ‬وأسرهم‭.. ‬ومن‭ ‬واجبنا‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬بجهود‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الادارة‭ ‬العامة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وجميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الإدارة،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المتعاونة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬من‭ ‬المشروع‭.‬

هناك‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬شد‭ ‬حيلك‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬النقاط‭ ‬للمستفيدين‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬سلوكهم‭ ‬ومبادراتهم،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬للمستفيد‭ ‬استخدام‭ ‬نقاط‭ ‬الامتياز‭ ‬بتمديد‭ ‬فتـرات‭ ‬الخروج‭ ‬أو‭ ‬المبيت‭ ‬في‭ ‬المنـزل‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التحفيزية‭ ‬التي‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬ومواصلة‭ ‬التميز‭.‬

وهناك‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬متمكنة‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬النساء‭ ‬المستفيدات‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬ومراعاة‭ ‬ظروفهن،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مشاركتهن،‭ ‬وتوظيف‭ ‬قدراتهن،‭ ‬التزامنا‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬بالمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬وتقديرا‭ ‬للمرأة‭ ‬ودورها‭ ‬الأسري‭ ‬والمجتمعي‭.‬

وهناك‭ ‬التطبيق‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الشامل‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬المعلومات‭ ‬والخدمات‭ ‬الخاصة‭ ‬للمستفيدين‭.. ‬وهناك‭ ‬البـرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬المختصة،‭ ‬وتوفير‭ ‬المقاعد‭ ‬الدراسية‭ ‬للمستفيدين‭.. ‬ومبادرة‭ ‬إعداد‭ ‬السير‭ ‬الذاتية‭ ‬للمستفيدين،‭ ‬ومبادرة‭ ‬إصدار‭ (‬شهادة‭ ‬عدم‭ ‬الممانعة‭) ‬لضمان‭ ‬حصول‭ ‬المستفيدين‭ ‬على‭ ‬الفرص‭ ‬الدراسية‭ ‬أو‭ ‬الوظيفية،‭ ‬وكذلك‭ ‬إعادة‭ ‬صرف‭ ‬بدل‭ ‬السكن‭ ‬للمستفيدين‭ ‬أصحاب‭ ‬الطلبات‭ ‬الإسكانية،‭ ‬واستحقاق‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والسعي‭ ‬لإيجاد‭ ‬الوظائف‭ ‬الشاغرة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬النوعية‭ ‬الرائدة‭.‬

حتى‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬والأعياد‭ ‬وشهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬وغيرها،‭ ‬هناك‭ ‬برامج‭ ‬خاصة‭ ‬للمستفيدين‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭.. ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الماضي‭ ‬تم‭ ‬توزيع‭ ‬السلال‭ ‬الرمضانية‭ ‬على‭ ‬الأسر‭ ‬المستفيدة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬محافظات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬يمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬رسالته‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وغاياته‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأهدافه‭ ‬المجتمعية،‭ ‬التي‭ ‬تراعي‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬مصلحة‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬ومستقبلها‭.. ‬وما‭ ‬تم‭ ‬ذكره‭ ‬والإشارة‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬مجرد‭ ‬جزء‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬نعرفه‭ ‬عن‭ ‬البرنامج‭.. ‬فتحية‭ ‬خالصة‭ ‬للقائمين‭ ‬عليه‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا