العدد : ١٧٣٣٠ - الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٠ - الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الثقافي

أسرة الأدباء والكتاب تقف على روح الروائي المصري صنع الله إبراهيم

السبت ٣٠ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

عبدالإله رضي يقرأ في أعمال الراحل ويؤكدها في حفاظه على الحياد السردي


تغطية‭ ‬‭ ‬المحرر‭ ‬الثقافي‭:‬

 

ضمن‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬البحرينية‭ ‬والمتنوعة‭ ‬في‭ ‬الأهداف‭ ‬الأدبية،‭ ‬أقامت‭ ‬أسرة‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬الجاري‭ ‬2025‭ ‬ندوة‭ ‬وقفت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الأديب‭ ‬المصري‭ ‬الراحل‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم،‭ ‬حيث‭ ‬قدمها‭ ‬الناقد‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬رضي‭ ‬بإدارة‭ ‬الشاعر‭ ‬عبدالله‭ ‬زهير،‭ ‬وبحضور‭ ‬نخبوي‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬والمثقفين‭. ‬

وفي‭ ‬البداية‭ ‬استعرض‭ ‬رضي‭ ‬بعض‭ ‬المصطلحات‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬الورقة‭ ‬لكي‭ ‬يتم‭ ‬فهم‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المصطلحات‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬كما‭ ‬أوضح،‭ ‬واقفاً‭ ‬على‭ ‬المصطلح‭ ‬الأول‭ ‬والمعنون‭ ‬‮«‬السرد‭ ‬الوثائقي‮»‬‭.‬

يُعدّ‭ ‬السرد‭ ‬الوثائقي‭ (‬Documentary‭ ‬Narrative‭)‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬التكنيكيات‭ ‬السردية‭ ‬التي‭ ‬توظف‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬المعاصرة‭ ‬بهدف‭ ‬إضفاء‭ ‬طابع‭ ‬واقعي‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬تاريخي‭ ‬على‭ ‬النص‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭.‬

معتبراً‭ ‬رضي‭ ‬إن‭ ‬قيام‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬على‭ ‬إدراج‭ ‬مواد‭ ‬نصية‭ ‬ذات‭ ‬شكل‭ ‬ووظيفة‭ ‬وثائقية‭ ‬‭ ‬حقيقية‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬مُتخيَّلة‭ ‬‭ ‬مثل‭ ‬الرسائل،‭ ‬المذكرات،‭ ‬التقارير،‭ ‬المقالات‭ ‬الصحفية،‭ ‬المخطوطات‭ ‬القديمة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الملاحظات‭ ‬البحثية‭. ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬قد‭ ‬تظهر‭ ‬كاملة‭ ‬داخل‭ ‬النص‭ ‬أو‭ ‬مجتزاه‭ ‬منه،‭ ‬وقد‭ ‬تُروى‭ ‬بلسان‭ ‬راوٍ‭ ‬ينقلها‭ ‬كما‭ ‬وردت‭ ‬دون‭ ‬تعديل‭ ‬ظاهر‭.‬

وفي‭ ‬المصطلح‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬عنونه‭ ‬رضي‭: ‬‮«‬بالحياد‭ ‬السردي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬فيه‭ ‬رضي‭: ‬Narrative

الحياد‭ ‬السردي‭ ‬Narrative‭ ‬Neutralit،‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬الانحياز‭ ‬الواضح‭ ‬للراوي‭ ‬تجاه‭ ‬الشخصيات‭ ‬أو‭ ‬الأحداث،‭ ‬بحيث‭ ‬يُقدَّم‭ ‬السرد‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬تسجيلًا‭ ‬موضوعيًا‭ ‬للوقائع‭. ‬هذا‭ ‬الحياد‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬حقيقيًا‭ ‬في‭ ‬النصوص‭ ‬التسجيلية‭ ‬أو‭ ‬التقريرية،‭ ‬أو‭ ‬مصطنعًا‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الروائية‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬تقنيات‭ ‬تجعل‭ ‬النص‭ ‬يبدو‭ ‬موضوعيًا‭ ‬بينما‭ ‬يخضع‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لاختيارات‭ ‬المؤول‭.‬

ومنها‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬يحاول‭ ‬تطويرها‭ ‬في‭ ‬الورقة‭ ‬النقدية‭ ‬في‭ ‬سردية‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ ‬ولجوئه‭ ‬للسرد‭ ‬التوثيقي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬رواياته‭.‬

في‭ ‬استخدامهم‭ ‬هذا‭ ‬التكنيك‭ ‬أو‭ ‬الأسلوب‭ ‬مؤكداً‭ ‬رضي‭ ‬أن‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬لجأ‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاسلوب‭ ‬من‭ ‬السرد‭ ‬التوثيقي‭ ‬لكي‭ ‬يلتزم‭ ‬بالحياد‭ ‬السردي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬رواياته‭ ‬أكثر‭ ‬مصداقية‭ ‬وأكثر‭ ‬صدقا‭ ‬وأكثر‭ ‬واقعية‭. ‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬الذي‭ ‬رسمه‭ ‬رضي‭ ‬قال‭: ‬هل‭ ‬نجح‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحياد‭ ‬السردي؟

هذا‭ ‬السؤال‭ ‬بطريقتين‭ ‬في‭ ‬اعمال‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم،‭ ‬الطريقة‭ ‬الأولى‭: ‬بطريقة‭ ‬تجزيئية،‭ ‬واضعاً‭.‬

أما‭ ‬الطريقة‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬طريقة‭ ‬تكاملية‭. ‬

واقفاً‭ ‬رضي‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬التجزيئية‭: ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تناول‭ ‬أعمال‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬عملا‭ ‬عملا‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد،‭ ‬مثلا‭ ‬أمسك‭ ‬مجموعة‭ ‬تلك‭ ‬الرائحة‭ ‬لصنع‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ ‬وطرح‭ ‬عليها‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬حول‭ ‬الحياد‭ ‬السردي‭ ‬

أمسك‭ ‬مجموعة‭ ‬اللجنة‭ ‬واطرح‭ ‬السؤال‭ ‬نفسه،‭ ‬أو‭ ‬نجمة‭ ‬أغسطس‭ ‬أو‭ ‬التلصص،‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬صنع‭ ‬الله‭.‬

مشيرا‭ ‬رضي‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬الثانية‭ ‬التكاملية‭: ‬هي‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬كل‭ ‬أعمال‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬البالغة‭ ‬16‭ ‬عملاً‭ ‬ويطرح‭ ‬سؤال‭ ‬الحياد‭ ‬السردي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬وكأنها‭ ‬مشروع‭ ‬روائي‭ ‬واحد‭ ‬متصل‭ ‬وتكون‭ ‬إجابة‭ ‬سؤال‭ ‬الحياد‭ ‬السردي‭ ‬إجابة‭ ‬متكاملة‭ ‬ليست‭ ‬تجزيئية‭ ‬لأنها‭ ‬تتبع‭ ‬ظهور‭ ‬الحياد‭ ‬السردي‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬لدى‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ ‬في‭ ‬أعماله‭ ‬كلها‭ ‬بشكل‭ ‬متصل‭ ‬وليس‭ ‬بشكل‭ ‬تجزيئي‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬الأولى‭. ‬

موضحاً‭ ‬رضي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬ورقته‭: ‬إن‭ ‬كل‭ ‬طريقة‭ ‬لها‭ ‬مبرراتها‭ ‬وأغراضها‭ ‬النقدية‭ ‬وإيجابياتها‭ ‬وسلبياتها‭ ‬لدى‭ ‬الباحث‭.‬

قائلاً‭ ‬رضي‭: ‬إن‭ ‬من‭ ‬إيجابياته‭ ‬أنك‭ ‬كباحث‭ ‬أو‭ ‬ناقد‭ ‬تخلص‭ ‬لعمل‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬ولا‭ ‬تشتت‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬فيؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬لتبعثر‭ ‬الحكم‭ ‬النقدي‭ ‬وتعدد‭ ‬جهاته‭ ‬وتكون‭ ‬النتيجة‭ ‬أن‭ ‬تقل‭ ‬مصداقية‭ ‬الحكم‭ ‬النقدي‭ ‬ودقته‭. ‬

‭ ‬وحول‭ ‬بعض‭ ‬سلبيات‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬أشار‭ ‬رضي‭ ‬قائلاً‭: ‬أنك‭ ‬ترى‭ ‬شجرة‭ ‬وتهمل‭ ‬الغابة،‭ ‬ترى‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬أو‭ ‬لنقل‭ ‬ترى‭ ‬نص‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬تلك‭ ‬الرائحة‭ ‬وليس‭ ‬اللجنة‭ ‬أو‭ ‬تراه‭ ‬هو‭ ‬اللجنة‭ ‬وليس‭ ‬التلصص‭ ‬أو‭ ‬هو‭ ‬التلصص‭ ‬وليس‭ ‬نجمة‭ ‬أغسطس‭.. ‬وتكون‭ ‬النتيجة‭ ‬أن‭ ‬حكمك‭ ‬النقدي‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬داخله‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬التحيز‭ ‬لعمل‭ ‬دون‭ ‬عمل‭. ‬

وحول‭ ‬الطريقة‭ ‬التكاملية‭ ‬قال‭ ‬رضي‭: ‬اترك‭ ‬أغراضها‭ ‬وإيجابياتها‭ ‬وسلبياتها‭ ‬لكم‭ ‬لكي‭ ‬نتداول‭ ‬حولها‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬الورقة‭. ‬

واقفاً‭ ‬رضي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الورقة‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬هذه‭ ‬النص‭ ‬أو‭ ‬حبكته،‭ ‬مثل‭ ‬فكرة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬اللجنة‭ ‬للكاتب‭ ‬لصنع‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬طبعتها‭ ‬العربية‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬الكلمة‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداثها‭ ‬حول‭ ‬كيان‭ ‬غامض‭ ‬ومُتحكم‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬النافذين‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬المؤلف‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬اللجنة‮»‬‭. ‬

مستعرضاً‭ ‬رضي‭ ‬أبطال‭ ‬الرواية‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬استرضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق،‭ ‬حين‭ ‬يأتي‭ ‬دوره‭ ‬لمقابلة‭ ‬أعضائها،‭ ‬ويتهيأ‭ ‬لهذا‭ ‬اليوم‭ ‬الموعود‭. ‬يدور‭ ‬النقاش‭ ‬بين‭ ‬بطل‭ ‬الرواية‭ ‬واللجنة‭ ‬وتتضح‭ ‬قوة‭ ‬وجبروت‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭. ‬يتحمل‭ ‬البطل‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬التعنت‭ ‬والمهانة‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬أثناء‭ ‬المناقشة،‭ ‬ولكنه‭ ‬يظل‭ ‬يسترضي‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬تطلب‭ ‬منه‭ ‬البحث‭ ‬والكتابة‭ ‬عن‭ ‬شخصية‭ ‬عربية‭ ‬بارزة‭. ‬يبدأ‭ ‬المهمة‭ ‬وأثناء‭ ‬بحثه‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الدكتور‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬شخص‭ ‬غامض،‭ ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

موضحاً‭ ‬رضي‭ ‬إن‭ ‬للكاتب‭ ‬في‭ ‬روايته‭ ‬أنماطا‭ ‬أسلوبية‭ ‬جديدة‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬استعمال‭ ‬قصاصات‭ ‬من‭ ‬أنباء‭ ‬الصحف‭ ‬والمقالات‭ ‬والإعلانات‭ ‬الإشهارية‭ ‬لإضفاء‭ ‬الواقعية‭ ‬والموضوعية‭ ‬على‭ ‬الرواية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استعمال‭ ‬أسلوب‭ ‬الربورتاج‭ ‬التسجيلي‭ ‬الصحفي،‭ ‬واستخدام‭ ‬الصور‭ ‬الكاريكاتورية‭ ‬الساخرة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬السخرية‭ ‬والمفارقة‭. ‬

موضحاً‭ ‬رضي‭ ‬أنه‭ ‬نقل‭ ‬محتويات‭ ‬المقال‭ ‬في‭ ‬كُرَّاسي،‭ ‬ثم‭ ‬خطَر‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬انتهاز‭ ‬الفرصة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬جديد،‭ ‬فعكف‭ ‬على‭ ‬مجلدات‭ ‬الصحيفة‭ ‬أرُاجعها‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬محدَّدة‭ ‬هي‭ ‬الإعلانات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتجارية‭ ‬وأخبار‭ ‬الوفَيَات،‭ ‬موضحاً‭ ‬رضي‭ ‬إنه‭ ‬وجد‭ ‬بالمكتبة‭ ‬مجموعةً‭ ‬من‭ ‬الأعداد‭ ‬المتفرِّقة‭ ‬لأشهر‭ ‬المجلات‭ ‬الأمريكية‭ ‬مثل‭ (‬تايم‭) ‬و‭(‬نيوزويك‭) ‬فقلبت‭ ‬بين‭ ‬صفحاتها‭ ‬مركزا‭ ‬اهتمامي‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المخصصة‭ ‬لأمور‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ولقد‭ ‬قمت‭ ‬ببحث‭ ‬رائده‭ ‬الموضوعية‭ ‬الشديدة‭. ‬ولم‭ ‬أعُنَ‭ ‬بغير‭: ‬قلت‭ ‬مدافعًا‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬الحقائق‭ ‬المؤكَّدة‭ ‬والتعليلات‭ ‬العلمية‭. ‬وقد‭ ‬انتهيت‭ ‬تقريبًا‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬الضرورية‭. ‬وترتيبها،‭ ‬ولم‭ ‬يعُد‭ ‬أمامي‭ ‬سوى‭ ‬استخلاص‭ ‬مدلولاتها،‭ ‬والربط‭ ‬بينها‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬كامل‭ ‬متسق‭.‬

مؤكداً‭ ‬رضي‭ ‬أن‭ ‬الوثائق‭ ‬التي‭ ‬جمعها‭ ‬قد‭ ‬أثبتت‭ ‬علاقته‭ ‬الوثيقة‭ ‬بكافة‭ ‬الأحداث‭ ‬المصيرية‭ ‬التي‭ ‬تعرَّضت‭ ‬لها‭ ‬أمتنا‭ ‬طوال‭ ‬الأعوام‭ ‬الثلاثين‭ ‬الماضية‭. ‬واليوم‭ ‬تتجمَّع‭ ‬في‭ ‬يده‭ - ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬يوم‭ ‬سابق،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ - ‬الخيوط‭ ‬الأساسية‭ ‬لمستقبلها‭.‬

موضحاً‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬يفكِّر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬بالذات‭ ‬عند‭ ‬تشريفكم‭ ‬له،‭ ‬مقدر‭ ‬أن‭ ‬المنهاج‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬التناول،‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تتبُّع‭ ‬تطوُّر‭ ‬السيرة‭ ‬الشخصية،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُستبدل‭ ‬بمنهاج‭ ‬آخر‭ ‬يتألَّف‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬مباحث‭ ‬في‭ ‬فروع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العلوم‭.‬

وكانت‭ ‬الورقة‭ ‬من‭ ‬الطول‭ ‬بحيث‭ ‬وقف‭ ‬فيها‭ ‬رضي‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬أسلوب‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭.‬

وكان‭ ‬للحوارات‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬ورقة‭ ‬المحاضر‭ ‬عبدالإله‭ ‬رضي‭ ‬أكثر‭ ‬خصباً‭ ‬حيث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحاضرين‭ ‬أوضح‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬ألزمت‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬الانحياز‭ ‬في‭ ‬عوالمها،‭ ‬كما‭ ‬أوضحها‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالنبي‭ ‬العكري‭ ‬والدكتور‭ ‬فهد‭ ‬حسين‭ ‬وكريم‭ ‬رضي‭ ‬وحسن‭ ‬جعفر‭ ‬وآخرين‭ ‬من‭ ‬وقفوا‭ ‬على‭ ‬عوالم‭ ‬السرد‭ ‬عند‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا