العدد : ١٧٣١٤ - الاثنين ١٨ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٤ - الاثنين ١٨ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ صفر ١٤٤٧هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..
«توابيت وقبر واحد» أول رواية للشاعر عمر أبو الهيجاء

إعداد: يحيى الستراوي

السبت ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

صدرت‭ ‬حديثا‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬‮«‬اسكرايب‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‮»‬،‭ ‬للشاعر‭ ‬الأردني‭/ ‬الفلسطيني‭ ‬عمر‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء،‭ ‬رواية‭ ‬بعنوان‭: (‬توابيت‭ ‬وقبر‭ ‬واحد‭)‬،‭ ‬وتقع‭ ‬في‭ ‬123‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬المتوسط،‭ ‬وقد‭ ‬أهداها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المنفيين‭ ‬على‭ ‬أطرافِ‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬الرواية‭ ‬‮«‬النوفيلا‮»‬‭ ‬مقسمة‭ ‬إلى‭ ‬عشرة‭ ‬فصول،‭ ‬كل‭ ‬فصل‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬مقاطع،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الرواية‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬لعمر‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء؛‭ ‬فإنها‭ ‬كتبت‭ ‬بلغة‭ ‬محكمة‭ ‬وتشويقية،‭ ‬تتيح‭ ‬للقارئ‭ ‬بمتعة‭ ‬خالصة‭ ‬الغوص‭ ‬في‭ ‬عوالم‭ ‬جديدة‭ ‬ورؤى‭ ‬غير‭ ‬تقليدية،‭ ‬وهي‭ ‬رواية‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬المقاوم‭ ‬للقبح‭ ‬والغطرسة‭ ‬التي‭ ‬تسود‭ ‬العالم‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الخلفي‭ ‬للغلاف‭ ‬الذي‭ ‬صممه‭ ‬الفنان‭ ‬الأردني‭ ‬يوسف‭ ‬الصرايرة‭ ‬اختار‭ ‬الناشر‭ ‬مقطعا‭ ‬من‭ ‬الرواية‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭: ‬‮«‬يَمضي‭ ‬الوقتُ‭ ‬ثقيلاً‭ ‬على‭ ‬القريةِ‭ ‬‮«‬غزالة‮»‬،‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬لمعرفةِ‭ ‬الأخبارِ،‭ ‬يَشقُ‭ ‬الأهالي‭ ‬مَداخلَ‭ ‬الطرقات‭ ‬منتصبين‭ ‬كشجرِ‭ ‬الزيتونِ‭ ‬في‭ ‬انتظارِ‭ ‬‮«‬فرحان‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬أوان‭ ‬‮«‬الشدِّ‭ ‬فاشتدي‮»‬‭ ‬يا‭ ‬أرضُ‭ ‬وأمطري‭ ‬يا‭ ‬سماء‭ ‬أمطري،‭ ‬الآن‭ ‬صباحُ‭ ‬الصحو‭ ‬والنبضِ‭ ‬المُحملِ‭ ‬بالغَضبِ‭ ‬العَارم،‭ ‬وانتفاضة‭ ‬دم‭ ‬ساخن‭ ‬في‭ ‬العروق‮»‬‭.‬

إننا‭ ‬لن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬حولها‭ ‬الرواية،‭ ‬لكن‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬ينقل‭ ‬للقارئ‭ ‬مشاعر‭ ‬أبطاله‭ ‬ومخاوفهم‭ ‬وطموحاتهم‭ ‬وهواجسهم‭ ‬بطريقة‭ ‬سلسلة‭ ‬وجذابة‭. ‬هذا‭ ‬الانتقال‭ ‬رسم‭ ‬لوحة‭ ‬فنية‭ ‬بديعة،‭ ‬وبناء‭ ‬معماريا‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الجمال،‭ ‬فالمشاهد‭ ‬غير‭ ‬مفتعلة،‭ ‬ولا‭ ‬زيادات‭ ‬تربك‭ ‬النص،‭ ‬أيضا؛‭ ‬حينما‭ ‬تقرأ‭ ‬تتخيل‭ ‬المواقف‭ ‬والصور‭ ‬أمام‭ ‬عينيك‭. ‬وكأنك‭ ‬تشاهد‭ ‬عملا‭ ‬سينمائيا‭ ‬متحركا‭. ‬والرواية‭ ‬لا‭ ‬تؤرخ‭ ‬الأحداث‭ ‬ولا‭ ‬تتناول‭ ‬التاريخ‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة،‭ ‬ولغتها‭ ‬تتضمن‭ ‬شحنات‭ ‬عاطفية،‭ ‬وصدق،‭ ‬وإحساس‭ ‬ملحوظ‭ ‬بالمكان‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيله‭. ‬إذ‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التفاصيل‭ ‬يعرفها‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬جيدا،‭ ‬ولمَ‭ ‬لا‭ ‬وهو‭ ‬المتمرس‭ ‬والخبير‭ ‬والمتميز‭ ‬في‭ ‬التقاط‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬فارق‭!!‬

القارئ‭ ‬سيتعرف‭ ‬على‭ ‬أسماء‭ ‬مدن‭ ‬وشخصيات‭ ‬واقعية‭ ‬وحقيقية‭ ‬وأخرى‭ ‬متخيلة،‭ ‬وتقابله‭ ‬مقاطع‭ ‬شعرية‭ ‬لها‭ ‬عنفها‭ ‬وقسوتها‭ ‬ودلالتها‭ ‬وقصدها،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المقاطع‭ ‬أعطت‭ ‬للنص‭ ‬فسيفساءه‭ ‬الممتع‭ ‬والمثير‭ ‬والصادم‭ ‬أحيانا‭.‬

الروائي‭ ‬المصري‭ ‬يوسف‭ ‬حسين‭ ‬ناشر‭ ‬النوفيلا‭ ‬قال‭: ‬‮«‬توابيت‭ ‬وقبر‭ ‬واحد‮»‬،‭ ‬سطور‭ ‬تنضح‭ ‬بالألم‭ ‬المتفجر‭ ‬بين‭ ‬جوانحها،‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬الشخصيات،‭ ‬وأنين‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬ينزف‭ ‬صامتا،‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬أبنائه‭ ‬واستشهادهم‭ ‬في‭ ‬عزة‭ ‬وإباء‭.‬

برع‭ ‬‮«‬عمر‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬مشاهد‭ ‬حية،‭ ‬متنقلا‭ ‬بينها‭ ‬بانسيابية‭ ‬بارعة،‭ ‬مبرزا‭ ‬دور‭ ‬كل‭ ‬شخصية‭ ‬في‭ ‬حسن‭ ‬حبكتها‭ ‬وإتقانها،‭ ‬مراعيا‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬اللذين‭ ‬أسهما‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬الإثارة‭ ‬والتشويق،‭ ‬وبث‭ ‬روح‭ ‬من‭ ‬المغامرة‭ ‬تحث‭ ‬القارئ‭ ‬على‭ ‬متابعتها‭ ‬بلهفة‭ ‬وترقب،‭ ‬كما‭ ‬استخدم‭ ‬الكاتب‭ ‬الحوارات‭ ‬كأداة‭ ‬طيِّعة‭ ‬لتحريك‭ ‬الأحداث‭ ‬ومرونتها،‭ ‬وإطلاع‭ ‬القارئ‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬الجوانب‭ ‬النفسية‭ ‬للشخصيات،‭ ‬مما‭ ‬يقوي‭ ‬صلة‭ ‬التفاعل‭ ‬بينه‭ ‬وبينها‭. ‬

وقد‭ ‬تمتع‭ ‬السرد‭ ‬بكلمات‭ ‬نُسجت‭ ‬بالقوة‭ ‬والجزالة،‭ ‬حيث‭ ‬تجلّت‭ ‬لغة‭ ‬الكاتب‭ ‬الشعرية‭ ‬وذخيرته‭ ‬البيانية‭ ‬بسخاء‭ ‬في‭ ‬تصوير‭ ‬آلام‭ ‬الشخصيات‭ ‬ومعاناتهم‭ ‬بين‭ ‬الفقدان‭ ‬ومحاولات‭ ‬التشبث‭ ‬بأذيال‭ ‬الآمال‭ ‬المتفلتة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬احتلال‭ ‬غاشم‭ ‬وسطو‭ ‬ظالم،‭ ‬سلب‭ ‬من‭ ‬الأحياء‭ ‬حيواتهم‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬قيدها،‭ ‬ومن‭ ‬الأموات‭ ‬قبورهم،‭ ‬فلم‭ ‬يسعهم‭ ‬سوى‭ ‬قبر‭ ‬واحد‭!‬

فقد‭ ‬حامت‭ ‬الرواية‭ ‬حول‭ ‬لفيف‭ ‬من‭ ‬الشخصيات،‭ ‬منها‭: ‬شاهد‭.. ‬أبو‭ ‬الجدايل‭.. ‬المختار‭ ‬أبوفالح‭.. ‬فاطمة،‭ ‬وغيرهم‭.‬

وعمر‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬شاعر‭ ‬وإعلامي،‭ ‬عضو‭ ‬رابطة‭ ‬الكتاب‭ ‬الأردنيين‭ ‬والاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬العرب‭ ‬وعضو‭ ‬اتحاد‭ ‬كتاب‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬وعضو‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬فنون‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬سابقا،‭ ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬الإعلامية‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬سابقا،‭ ‬وعضو‭ ‬نقابة‭ ‬الصحفيين‭ ‬الاردنيين،‭ ‬وعضو‭ ‬اتحاد‭ ‬كتاب‭ ‬الانترنت‭ ‬العرب،‭ ‬ترأس‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الدستور‭- ‬القسم‭ ‬الثقافي‭ ‬سابقا،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يعمل‭ ‬كإعلامي‭ ‬بنفس‭ ‬الجريدة‭ ‬ومراسل‭ ‬ثقافي‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬عربية‭. ‬

وصدر‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1989،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجموعات‭ ‬الشعرية‭ ‬هي‭: ‬خيول‭ ‬الدم،‭ ‬أصابع‭ ‬التراب،‭ ‬معاقل‭ ‬الضوء،‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬أقول،‭ ‬قنص‭ ‬متواصل،‭ ‬يدك‭ ‬المعنى‭ ‬ويداي‭ ‬السؤال،‭ ‬شجر‭ ‬اصطفاه‭ ‬الطير،‭ ‬أمشي‭ ‬ويتبعني‭ ‬الكلام،‭ ‬مختارات‭ ‬شعرية،‭ ‬بلاغة‭ ‬الضحى،‭ ‬ويجرحني‭ ‬الناي،‭ ‬و«أقبل‭ ‬التراب‮»‬‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬و«سرد‭ ‬لعائلة‭ ‬القصيدة‮»‬،‭ ‬ورواية‭ ‬نوفيلا‭ ‬‮«‬توابيت‭ ‬وقبر‭ ‬واحد‮»‬‭ ‬2025،‭ ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬عمل‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬السرد‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬اسكرايب‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭.‬

وفاز‭ ‬بجائزة‭ ‬الشاعر‭ ‬الراحل‭ ‬خالد‭ ‬محادين‭ ‬عن‭ ‬ديوانه‭ ‬‮«‬وأقبل‭ ‬التراب‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬التي‭ ‬تمنحها‭ ‬إدارة‭ ‬مهرجان‭ ‬جرش‭ ‬ورابطة‭ ‬الكتاب‭ ‬الأردنيين،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المهرجات‭ ‬الشعرية‭ ‬محليا‭ ‬وعربيا،‭ ‬وترجمت‭ ‬بعض‭ ‬قصائده‭ ‬إلى‭ ‬الفرنسية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والكردية‭ ‬والهولندية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا