العدد : ١٧٣٠٩ - الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٩ - الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ صفر ١٤٤٧هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..
الذكاء الاصطناعي: التأهيل والتهويل: جديد نادية هناوي

إعداد: يحيى الستراوي. Y4HY4ALSTRAWI@GMAIL.COM

السبت ٠٩ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

تعد‭ ‬موضوعة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬سردية‭ ‬من‭ ‬سرديات‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتطور‭ ‬المتسارع‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السيبرانية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السردية‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تداخلت‭ ‬بالتخييل‭ ‬وتواشجت‭ ‬مع‭ ‬مواضعاته‭ ‬فقدت‭ ‬بمرور‭ ‬الزمن‭ ‬وسرعة‭ ‬التقدم‭ ‬مركزيتها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬صاحبت‭ ‬ظهورها،‭ ‬وأصبحت‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الراهن‭ ‬موضوعة‭ ‬من‭ ‬موضوعات‭ ‬المتخيل‭ ‬الأدبي‭. ‬ولقد‭ ‬لاقى‭ ‬تشكلها‭ ‬الخارق‭ ‬وربما‭ ‬الخرافي‭ ‬اهتماما‭ ‬أدبيا‭ ‬وفلسفيا‭ ‬ملحوظا‭. ‬وحول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬يدور‭ ‬كتاب‭ ‬الدكتورة‭ ‬نادية‭ ‬هناوي‭ (‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التأهيل‭ ‬والتهويل‭) ‬والصادر‭ ‬حديثا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬أبجد‭ ‬للترجمة‭ ‬والتوزيع‭ ‬والنشر‮»‬‭ ‬في‭ ‬العراق‭.‬

وتدور‭ ‬فكرة‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إنتاج‭ ‬النصوص‭ ‬الإبداعية‭ ‬الشعرية‭ ‬والقصصية‭ ‬وغيرها‭. ‬وقامت‭ ‬المؤلفة‭ ‬باختبارات‭ ‬عدة‭ ‬لروبوتات‭ ‬المحادثة‭ ‬على‭ ‬اختلافها‭ ‬كما‭ ‬أتت‭ ‬بأدلة‭ ‬كثيرة‭ ‬تثبت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الإصدارات‭ ‬المستحدثة‭ ‬التي‭ ‬تطرحها‭ ‬شركات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬نجاحات‭ ‬مؤكدة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬محتوى‭ ‬أدبي‭ ‬أو‭ ‬نقدي‭ ‬أصيل‭. ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬حسب،‭ ‬بل‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬إخفاقات‭ ‬النماذج‭ ‬التي‭ ‬سبقتها‭ ‬قياسا‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬المجالات‭ ‬العلمية‭ ‬والحياتية‭ ‬الأخرى‭. ‬

ومن‭ ‬الأدلة‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬المحتوى‭ ‬المنتج‭ ‬بالآلة‭ ‬الذكية‭ ‬غير‭ ‬موثوق‭ ‬المصدر‭ ‬ولا‭ ‬محدد‭ ‬المرجع‭ ‬ولا‭ ‬معروف‭ ‬الملكية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يكون‭ ‬المستخدم‭ ‬الذي‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الأدب‭ ‬المنتج‭ ‬بالآلة‭ ‬الذكية‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬إبداع‭ ‬أصيل،‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬عما‭ ‬ينسبه‭ ‬إلى‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬ومحتويات‭. ‬ومما‭ ‬تؤكده‭ ‬المؤلفة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صناعة‭ ‬الأدب‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬محدودة‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الآلات‭ ‬الذكية‭ ‬ليس‭ ‬الفهم،‭ ‬وإنما‭ ‬محاكاة‭ ‬الخصائص‭ ‬اللغوية‭ ‬والمنطقية‭ ‬للمواد‭ ‬النصية‭ ‬البشرية‭ ‬المنتجة‭ ‬والمودعة‭ ‬في‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭.‬

ويتوزع‭ ‬الكتاب‭ ‬الجديد‭ ‬بين‭ ‬قسمين‭ ‬ومقدمة‭ ‬وخاتمة‭ ‬وملحق،‭ ‬يحمل‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬عنوان‭ (‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬تجارب‭ ‬أدبية‭) ‬والقسم‭ ‬الثاني‭ (‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬سرديات‭ ‬معرفية‭) ‬وتندرج‭ ‬تحت‭ ‬هذين‭ ‬القسمين‭ ‬عشرة‭ ‬فصول‭ ‬ويضم‭ ‬كل‭ ‬فصل‭ ‬مباحث‭ ‬عدة‭. ‬تناقش‭ ‬استعمال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬المحتوى‭ ‬الأدبي‭ ‬من‭ ‬مناح‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬مزايا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬مؤاخذاته،‭ ‬مستقبله،‭ ‬مصادره،‭ ‬دعاياته،‭ ‬متخيلاته،‭ ‬تهويلاته‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬موضوعات‭ ‬أخرى‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬الابداع‭ ‬والخلق‭ ‬الفني‭ ‬والعقل‭ ‬والعاطفة‭ ‬ومزايا‭ ‬ونواقص‭ ‬النموذج‭ ‬اللغوي‭ ‬الكبير‭ ‬ChatGPT‭ ‬والأتمتة‭ ‬والسابيورغ‭ ‬والعوالم‭ ‬الممكنة‭ ‬والسرديات‭ ‬الرقمية‭ ‬ووسائطها‭ ‬المتعددة‭ ‬ومسرحة‭ ‬الآلة‭ ‬الذكية‭ ‬والتأليف‭ ‬والأصالة،‭ ‬والتحيز‭ ‬في‭ ‬المحتوى‭ ‬المنتج‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.. ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا