الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«مؤذن الفريج».. حكاية من دبي
هناك دول ومجتمعات تسابق الزمن، وتحتل الريادة في معظم الأمور.. إمارة «دبي» بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، تعد أحد أبرز المجتمعات التي سبقت عصرها في مشاريعها ومبادراتها وبرامجها النوعية.
الفكر القيادي الإماراتي نراه يعزز مع كل مشروع حضاري الهوية الإماراتية.. ومع كل مبادرة عصرية الثقافة الوطنية.. هناك توازن مقصود وذكي في هذا الجانب الحيوي.
في العام الماضي أطلقت دبي برنامج «مؤذن الفريج».. للحفاظ على الهوية الوطنية والثوابت الإسلامية في المجتمع، ولدى الناشئة والشباب فيها. لقد جاءت الفكرة من دبي التي يقطنها غالبية من الأجانب.. فيما مدن وقرى الدول الخليجية التي يقطنها غالبية المواطنين تجد في مساجدها مؤذنين من الأجانب.. أليست معادلة غريبة..!!
فكرة «مؤذن الفريج» تدور حول تعزيز الهوية الإماراتية وتنمية الوازع الديني لدى الصغار، وتبدأ باستقطاب أبناء مناطق وأحياء مدينة دبي من الصغار من عمر (6 سنوات - 16 عاما) لتدريب الأبناء على تأدية الأذان بالطريقة الصحيحة، ويتم التنفيذ بتصوير مقطع كامل بالأذان، بعد صلاة العصر ولمدة 20 دقيقة بحضور ولي الأمر، من دون استخدام أي برامج لتحسين الصوت، ثم رفع المقطع على بريد خاص بالمسابقة، ثم تقوم اللجنة المحكمة باختيار ممثل عن كل (فريج) ثم إقامة مسابقة يتم التصويت عليها من قبل الجمهور لاختيار أفضل الأصوات (الفائز) من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، ثم إعلان الفائز واختيار (مؤذن الفريج).
وفي هذا الخصوص يقول الإعلامي الإماراتي «عيسى الزرعوني»: «قالوا إن كثرة الجنسيات ستأخذ من عيال دبي طبعهم ولهجتهم، وتُذيبهم في زحمة العالم، لكنهم ما عرفوا دبي.. دبي ما ربّت يوماً جيلاً هشّاً، بل أخرجت أبناءً صقلهم التنوع، وزادتهم العشرة مع الآخرين فطنة ومرونة، لا ذوباناً ولا تخلّياً عن الأصل، مثلها مثل المدن الساحلية الأخرى المرتبطة بالشرق والغرب ببضائعهم وثقافتهم منذ 300 سنة إلى الآن.
وكما أطلقت دبي مبادرات مثل مؤذن الفريج وفرجان دبي لتوثيق العلاقة بين الناس وأحيائهم، جاءت هذه «مبادرة تحدي الإعلامي الصغير» استكمالاً لذلك العقد المجتمعي، ولكن بصوت إعلامي جديد، يُشبه الجيل، ويُعبّر عنه، حيث تعتمد المبادرة على تعليم وتدريب الأطفال على فن الحوار والإلقاء ومخاطبة الجمهور بكل اتقان وتمكن».
في بلادنا الغالية، وفي الفترة الماضية شهدنا تعيين مديرين في إدارة الأوقاف السنية وإدارة الأوقاف الجعفرية، ونتصور أن الهدف المنشود من دورهم هو المساهمة في تطوير ورعاية الأوقاف والاستثمار المستدام.. كما نتمنى منهم الاستفادة من تجربة دبي الناجحة في برنامج «مؤذن الفريج».. بدلا من الوضع الحاصل اليوم في بلادنا والدول الخليجية.
وحيث إن الشيء بالشيء يذكر نتمنى أن يقوم المديرون بزيارات ميدانية للمساجد والجوامع والمصليات ومراكز التحفيظ وغيرها، واللقاء بالمصلين والتحاور معهم والاستماع لملاحظاتهم ومقترحاتهم.. والسعي لتعزيز الهوية الوطنية في البرامج الدينية.. فحكاية دبي تستحق أن تكون نموذجا.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك