الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
قراءة في زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن
يقول المفكر البحريني العربي الراحل «الدكتور محمد جابر الأنصاري»: «الولايات المتحد الأمريكية اكتشفت أن المملكة العربية السعودية ليست دولة يمكن تجاوزها أو استبدالها في معادلات المنطقة، بل هي مركز الثقل العربي الذي يوازي الفوضى.. الولايات المتحدة تتعامل مع السعودية كركيزة استقرار لا غنى عنها في منظومة الطاقة العالمية، فيما ترى السعودية في التحالف ضمانة ضد اختلالات الإقليم».
وبالأمس تابع العالم زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله، للولايات المتحدة الأمريكية، وقد شهدت الزيارة اللقاء المشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقيادات «الكونجرس الأمريكي»، بجانب توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي، والشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، والإطار الاستراتيجي للتعاون في عديد من المجالات الاقتصادية والاستثمارية، التنموية الحيوية.. وتم عقد منتدى الاستثمار الأمريكي - السعودي الذي شهد إعلان توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم من الجانبين.
الجميل في زيارة ولي العهد السعودي، الذي امتلك حكمة المنطق وقوة الموقف، أكد حرص السعودية على حماية حقوق الإنسان والتنمية، وعلى تعزيز التعاون في كل المسارات، وعلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وقال ولي العهد السعودي «عبارة» تداولتها كل الوسائل الإعلامية العالمية: «نحن لا نخلق فرصا وهمية لإرضاء أمريكا أو إرضاء الرئيس ترامب، إنها فرص حقيقية، وعلى سبيل المثال سألنا عن الذكاء الاصطناعي والشرائح (الإلكترونية) فالسعودية لديها طلب ضخم للقوة الحاسوبية وسننفق على المدى القصير نحو 50 مليار دولار عبر استهلاك شبه الموصلات لحاجاتنا في المملكة».
حتى حينما سُئل ولي العهد السعودي، عن انضمام المملكة إلى الاتفاقية الإبراهيمية، أجاب بكل شجاعة ومنطقية: «نرغب في أن نكون جزءا من الاتفاقات الإبراهيمية، لكننا نريد أيضا التأكد من أن الطريق نحو حلّ الدولتين مرسوم بوضوح.. مؤكدا أنه أجرى «مناقشة بنّاءة» بشأن هذا الملف مع الرئيس ترامب، وسنعمل على ذلك لضمان تهيئة الظروف المناسبة في أقرب وقت ممكن لتحقيق هذا الهدف».
والجميل كذلك فيما حققته الزيارة، هو إعلان الرئيس الأمريكي رسمياً تصنيف المملكة العربية السعودية كحليف رئيسي خارج حلف شمال الأطلسي «الناتو».. لتنضم السعودية إلى «الدول العشرين» التي نالت هذا التصنيف الأمريكي الرسمي، وفي مقدمتها مملكة البحرين.
يقول الباحث السعودي يوسف الديني: «إذا أردت أن تفهم مستقبل المنطقة فعليك أن تبدأ من العاصمة الرياض، التي باتت قوة محورية، في عالم يتجه بسرعة نحو التعددية القطبية، وفقاً لمنظور الواقعية البنيوية، إذ يتزايد وزن الدول القادرة على الجمع بين النفوذ الاقتصادي، والاستقرار السياسي، والرؤية التنموية».
يذكر تقرير لوكالة «واس» السعودية: «منذ أن التقت رؤية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بحكمة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، في اللقاء التاريخي الذي عقد في 14 فبراير 1945، بدأت ملامح علاقة استثنائية تتشكل بين السعودية وأمريكا.. ويبدو جليًا أن هذه العلاقة ستبقى واحدة من أهم العلاقات في العالم؛ لأنها تستند إلى تاريخ طويل من الثقة والعمل المشترك، ومع استمرار التقارب السياسي، وتوسع الشراكات الاقتصادية، وتزايد التعاون في القطاعات الحيوية، وستظل العلاقة ركيزة أساسية في دعم الاستقرار الإقليمي والازدهار العالمي سنوات طويلة قادمة».

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك