الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عن الحسابات الإلكترونية
في خضم التفاعل والتأييد الشعبي لدعم الإجراءات القانونية التي تتخذها الجهات المختصة ضد تجاوزات الحسابات الإلكترونية، والشخصيات المؤثرة في منصات التواصل الاجتماعي.. في بلادنا أو البلاد الخليجية أو الدول العربية، وما يحصل في مصر هذه الأيام تحديدا.
إجراءات رادعة وعاجلة اتخذتها السلطات المصرية.. لقد اكتشفوا تجاوزات أمنية وأخلاقية وجرائم متعددة.. أبسطها غسيل الأموال.. بالإضافة إلى ممارسات تتعارض مع القيم الإنسانية والمبادئ الدينية والثوابت الوطنية والمفاهيم المجتمعية.
وقد طرح الأستاذ «طارق الشناوي» سؤالا غاية في الأهمية حول هذه الظاهرة، وقال: علينا أن نسأل أولا لماذا حققوا شعبية على هذا النحو؟ الوجه الآخر للمعادلة، لماذا تضاءل حضور الإعلام صاحب الرسالة النبيلة والوطنية والمهنية؟
أنا من جيل كنا ننتظر جميعا نشرة الأخبار مساء في التلفزيون، ونعتبر أن ما يعلنه الإعلاميون يحمل فقط هو نبض الحقيقة.. هل لا تزال لدينا نشرات إخبارية نتابعها في تلك المواعيد أو غيرها؟ أشك كثيرا.
انتشار عدد من صانعي المحتوى وضع الإعلام، أو بالأحرى التقليدي في مأزق، بل إن عددا من الإعلاميين بدأوا في الاتجاه إلى السوشيال ميديا، رغم أن الباب مفتوح أمامهم في الإعلام التقليدي الرسمي أو غير الرسمي.
هم لا يقفون على الجانب الآخر من القنوات التلفزيونية، ولكن سهولة التعبير وفق شروط أسرع، وأيضا بدون انتظار موافقات ومراجعات، دفعتهم إلى اختيار تلك المساحة، فضلا عن أنه يحقق لهم أرباحا مضمونة.
في المجتمع البحريني.. هناك «حالات» في الحسابات الالكترونية يحصل فيها تجاوزات قانونية وأخلاقية، ويتم التعامل معها بشكل قانوني حاسم وحازم.. وفي المقابل هنا «ظاهرة» في الحسابات الالكترونية، تقع فيها تجاوزات وإساءات من منطلق عنصري وطائفي، تحت غطاء حرية الرأي والتعبير.. بعض التجاوزات على شكل فيديوهات ونصوص، وبعضها على شكل تعليقات ردا على تلك المواد.. هي ممارسات بغيضة، تبث الشحناء والفتنة، ولا تفيد أحدا ولا تنفع أي مجتمع.. هي فقط إثارة من أجل الإثارة وجذب المتابعين.
منذ مئات السنين والمجتمعات الخليجية تقوم على مبدأ التعايش والتسامح، مع احترام الممارسات الدينية لكل فئة، لا أحد ألزم الآخر بالصلاة خلفه ولا حتى دعاه إلى التخلي عن معتقداته.. لكل فئة خصوصيتها التي تحترم، ولا مجال اليوم لأن يخرج أحد ويطالب بأمور تثير الخلاف والشحناء والبغضاء.
تجاوزات الحسابات الإلكترونية في الخارج «إباحية ثم مالية».. وتجاوزات الحسابات الخليجية معظمها «طائفية ثم أخلاقية».
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك