الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مزايدات ضد دولنا الخليجية ومصر
موقف جمهورية مصر العربية الشقيقة من القضية الفلسطينية ليس محلا للمزايدة ولا المتاجرة.. موقف يشهد عليه الجميع، وسالت من أجله الدماء.. مصر القيادة والشعب.. التاريخ والحضارة.. العروبة والإسلام والإنسانية.. ليست مكانا للتشكيك ولا للتعريض.
بالأمس القريب فوجئ الشارع العربي بقيام مجموعة من «العرب» بمظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب.. ترفع لافتات وتطلق شعارات ضد مصر -الدولة والمجتمع- وتتهمها بالتقصير في مناصرة أهل غزة والشعب الفلسطيني.. عجيب أمر بعض العرب وخاصة الذين يعيشون في داخل فلسطين، حينما يتركون من يمارس ضدهم الجرائم، ويهاجمون من يدافع عنهم ويناصرهم..!!
ليست مصر هي الدولة الأولى التي تتعرض لمثل هذه المظاهرات والاعتصامات.. دولنا الخليجية تتعرض باستمرار لهكذا مواقف مسيئة، خاصة داخل الدول الأوروبية وعاصمة الضباب.. بوصلة العروبة عند هؤلاء معطلة.. وميزان الموضوعية والإنصاف والعدالة مقلوب لديهم..!!
وكتب أمس الأستاذ «عبداللطيف المناوي» معلقا على مثل هذه السلوكيات المشينة، قائلا: أن تقف أمام سفارة مصر في تل أبيب للتظاهر ضد القاهرة بينما تدور في الخلفية طائرات الاحتلال تقصف غزة وتقتل وتشرد وتجوع وتبيد.. فذلك ليس فقط سقوطًا سياسيًا وأخلاقيًا، بل انكشافا كاملا لحقيقة من يرفعون شعارات دعم غزة زورًا، بينما يمنحون إسرائيل غطاءً ذهبياً لمواصلة جرائمها بلا حساب.
مظاهرة غريبة الشكل والمضمون أمام السفارة المصرية في تل أبيب، نظّمها عدد من نشطاء ما يُعرف بـ«الحركة الإسلامية في الداخل»، بحجة «إغلاق معبر رفح» و«المشاركة في الحصار». والمفارقة أن تلك المظاهرة نُظمت في قلب دولة الاحتلال وبتصريح رسمي من وزارة داخلية يقودها بن غفير نفسه، أحد رموز الدعوة العلنية لإبادة الفلسطينيين!
العار ليس فقط في مضمون التظاهرة، بل في سياقها ومكانها ومن يقف خلفها.. هذه المظاهرة ليست إلا حلقة جديدة في مسلسل تشويه الدور المصري، الذي تقوده أطراف مشبوهة، بعضها يرتدي عباءة المعارضة الإسلامية، وبعضها الآخر يجد في تل أبيب منصة للهجوم على القاهرة، لا على الاحتلال.
صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية احتفت بالمظاهرة باعتبارها «صوتًا داخليًا يحمّل مصر مسؤولية الحصار»، في محاولة رخيصة لنقل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية عن إسرائيل إلى طرف عربي، أما مشاركة «نشطاء يهود»، فهي دليل على التواطؤ المكشوف.
في زمن الالتباس، من السهل أن تضلل الشعوب بشعارات كاذبة.. لكن الوقائع لا تكذب. من يمنع دخول الغذاء والدواء ويحتل الجو والبر والبحر ومن يقصف المستشفيات والمخيمات؟ مصر ليست المشكلة، بل المستهدفة.
وبدورنا نقول: إن دولنا الخليجية كذلك مستهدفة من بعض جهات مشبوهة ومغرضة.. وما قدمته الدول الخليجية من دعم سياسي ودبلوماسي وإغاثي وإنساني وتنموي للقضية الفلسطينية ولأهل غزة الكرام.. ليس محلا للمزايدة كذلك.. ومن يحاول أن يتطاول على دول الخليج العربي ويشكك في مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية فهو أعمى البصر والبصيرة.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك